أخبار
”اللقاحات” أمن استراتيجي صحي.. ومصر تستهدف إنتاج 60٪ من الاحتياجات بحلول 2040
فرضت جائحة فيروس كورونا على الدول العمل على توفير الاحتياجات من الأمصال واللقاحات، والاتجاه نحو التصنيع المحلي، وهو ما اتجهت إليه الدولة المصرية، حيث اتخذت خطوات جادة نحو توطين صناعة اللقاحات لتعزيز الأمن الصحي، وتقليل الاعتماد على الواردات، تماشيًا مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورؤية مصر 2030، وبقيادة الهيئة المصرية للشراء الموحدة وهيئة الدواء.
يأتي ذلك في الوقت الذي قامت فيه الدولة المصرية بإنشاء 21 شراكة استراتيجية مع كبار المصنعين العالميين، مما يعزز دور مصر في إنتاج اللقاحات، وسلسلة التوريد العالمية، بهدف إنتاج أكثر من 50٪ من اللقاحات محليا بحلول عام 2030، مما يتيح نقل التكنولوجيا، ووضع مصر كمركز إقليمي لتصنيع اللقاحات، والذي يسير جنبا إلى جنب مع قرار الاتحاد الأفريقي الذي يهدف إلى زيادة حصة اللقاحات، والأدوية المصنعة محليا في أفريقيا إلى 60٪ بحلول عام 2040.
ويستهدف التحالف المصري لمصنعي اللقاحات (EVMA) إنتاج 385 مليون جرعة محليًا في مصر بحلول عام 2040، فضلاً عن استهداف المراكز الإفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (Africa CDC) لإنتاج 60% من اللقاحات محليًا بحلول عام 2040.
في غضون ذلك، قال الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، إن مصر أولت اهتماماً لملف توطين صناعة المستحضرات والمستلزمات الطبية، وعلى رأسها اللقاحات، بالاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية الناجحة، الأمر الذي يؤهل الدولة المصرية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي مستهدفا تعزيز الإنتاج المحلي للقاحات وتقليل الاعتماد على الواردات، مما يساهم في تحسين الوضع الصحي والاقتصادي للبلاد، فضلًا عن فتح أبواب التصدير إلى الدول الأفريقية الشقيقة، لتعزيز مكانة مصر إقليما ودوليا.
وأشار نائب رئيس الوزراء، أن مصر تحظى بأهمية كبيرة في صناعة الأدوية، وتتمتع بمقومات وإمكانات كبيرة، فضلًا عن القدرات التصديرية بهذا القطاع الجيدة، نظرا لما تمتلكه من هياكل وشركات مثل مدينة الدواء المصرية، الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، مؤكدا أن وجود تلك الوفود من المنظمات والوكالات العالمية والشركات الدولية بمثابة شهادة دولية على نجاح مصر في تطوير المنظومة الصحية لاسيما في مجال توطين صناعة الأدوية واللقاحات.
وأكد الجهود المشتركة بين وزارة الصحة والسكان و المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها والتحالف العالمي للقاحات، من أجل بناء سوق إفريقي كبير وفق رؤية مستقبلية استراتيجية توفر احتياجات المواطن الإفريقي من كافة المستحضرات والمستلزمات واللقاحات بجودة وفاعلية ومأمونية عالية.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه إحدى الشركات الوطنية مشروع طموح لتوطين أحدث تقنيات صناعة اللقاحات في العالم، والتي تتيح تسريع إنتاج اللقاحات لأية تحديات صحية بكميات كبيرة، مع ضمان فعالية تلك اللقاحات مع حفظها في درجات حرارة مناسبة، بدلاً من أنواع أخرى من اللقاحات، والتي تحتاج لحفظها في درجات حرارة "تحت الصفر"، وذلك لأول مرة في مصر والشرق الأوسط.
وقال الدكتور رياض أرمانيوس، العضو المنتدب لإحدى الشركات الوطنية العاملة في سوق الدواء المصري، إن المشروع يستهدف بدء إنتاج لقاحات بشرية وبيطرية بحلول عام 2026، بعد نقل أحدث التكنولوجيات والخبرات العالمية في مجال اللقاحات العاملة بتقنية الـ«mRNA»، والتي تُعد أحدث التقنيات العالمية بمجال اللقاحات، من أوروبا إلى مصر.
ويرى أن «المشروع» بمثابة «ثورة» في عالم صناعة اللقاحات في مصر، موضحًا أنه سيتيح لمصر القدرات الكفيلة بتصنيع لقاحات لأي فيروس، سواء المكتشفة أو التي قد تظهر مستقبلاً، بعد تحديد واكتشاف «التسلسل الجيني» للفيروس.
ويتيح المشروع الجديد لمصر تصنيع لقاحات بناءًا على أحدث التكنولوجيات العالمية، في أسرع وقت، وبتكلفة مناسبة، فضلاً عن ميزة كبرى، عبر تحسين درجة الثبات للقاح المُنتج، ليسهل حفظه مع ضمان كفاءاته العالية مع درجات حرارة عادية، والتي يسهل تحقيقها بأجهزة مثل الثلاجات العادية، بدلاً من الحاجة لحفظها في درجات حرارة «تحت الصفر» مثل بعض التقنيات للقاحات الأخرى.