العالم
إعلان ”لا ديسباندا الاسبانية” مكانًا للذكرى

أعلنت وزارة السياسة الإقليمية والذاكرة الديمقراطية "لا ديسباندا"، وهي منطقة الهجرة والاضطهاد والمذبحة التي تعرض لها السكان المدنيون بين مالقة وألميريا في فبراير/شباط 1937، مكانًا للذاكرة الديمقراطية.
وينص اتفاق الإعلان، الذي نشر في الجريدة الرسمية للدولة، على أن هذه الحلقة هي "واحدة من أكثر الحلقات دموية في الحرب الإسبانية". فرّ ما بين 200 ألف و300 ألف شخص على طول الطريق السريع N-340، بسبب حصار القوات المتمردة.
بعد نجاح الانقلاب في إشبيلية وقادس، لجأ 90 ألف شخص إلى مالقة، التي تعرضت في نهاية عام 1936 لقصف متواصل من جانب الطرادات كانارياس وبالياريس وألميرانتي سيرفيرا، تحت قيادة الجنرال كويبو دي يانو.
وأخيرًا، في 7 فبراير/شباط 1937، حدثت "لا ديسباندا" أو "لا هويا"، الهجرة الجماعية الكبرى للسكان المدنيين من مالقة إلى ألميريا، حيث تجمع ما لا يقل عن 120 ألف شخص. وانضم إليهم بعد ذلك عدد كبير من الأشخاص في منطقة أكساركويا في مالقة وساحل غرناطة، ليصل عددهم، وفقًا للخبراء، إلى 200 ألف شخص على طول الطريق (بيانات الأبحاث الأخيرة ترفع الرقم إلى 300 ألف).
وتتضمن الاتفاقية المنشورة في صحيفة "بودابست" شهادة قائد قوات الدرك، فرانسيسكو أنجولو، بشأن القافلة التي ضمت عدة كيلومترات من المدنيين العزل: "إن رحلة الحج التي قام بها ما يقرب من 200 ألف شخص من مالقة إلى ألميريا سيرًا على الأقدام، لم يسبق لها مثيل في تاريخ عمليات الإجلاء أثناء الحرب. فقد مات الرجال على الطريق من البرد والجوع والإرهاق. وكانت النساء يحملن أطفالهن بين أذرعهن وأقدامهن مشوهة بشكل كبير ومغطاة بالقروح، ووجوههن تتضور جوعًا، إلخ".
ولم تتوقف قوات المتمردين طيلة هذه الرحلة عن مهاجمة رتل المدنيين. وجاء في البيان "إن الحقيقة المأساوية المتمثلة في قصف السكان المدنيين والإرهاب الذي يمارس عليهم يشكلان جزءا من الانتهاكات المنهجية للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي". "وحتى ذلك الحين، لم يكن السكان المدنيون هدفاً عسكرياً في أوقات الحرب، ولكن مذبحة المدنيين الفارين على طول الطريق المذكور كانت بمثابة بداية لسلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان التي تفاقمت وتوسعت خلال الحرب العالمية الثانية".