العالم
جراندي مارلاسكا يعرض النموذج الإسباني للتنقل الآمن على المجتمع الدولي
شارك وزير الداخلية الاسباني, فرناندو غراندي مارلاسكا في المؤتمر العالمي الرابع لوزراء السلامة على الطرق، وهو المنتدى الذي قدم فيه النموذج الإسباني للسلامة على الطرق، حيث قال إن "إسبانيا بلد متوسطي ذو أسلوب حياة يعقد تصميم سياساتنا المتعلقة بالسلامة على الطرق، لكننا نجحنا في خفض الوفيات إلى 37 حالة وفاة لكل مليون نسمة".
تحتضن مدينة مراكش منذ يوم الاثنين أشغال المؤتمر العالمي الرابع لوزراء السلامة الطرقية، الحدث الدولي الأهم في هذا المجال، والذي تنظمه حكومة المغرب تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بهدف تقييم التقدم المحرز في تنفيذ الخطة العالمية 2021-2030 خلال السنوات الخمس الأولى من عمرها، وحشد الدعم للرؤية الجديدة للتنقل الآمن والمستدام. وعقدت المؤتمرات الثلاثة السابقة في روسيا (2009)، والبرازيل (2015)، والسويد (2020).
وكان جراند مارلاسكا أحد المشاركين في الجلسة العامة الأولى في ذلك اليوم، حيث أوضح أن إسبانيا تدرك أن سياسة السلامة على الطرق "يجب أن تكون مدمجة في السياسات المتعلقة بالتنقل والبيئة والتعليم والصحة أو الوقاية من المخاطر المهنية، من بين أمور أخرى، ولهذا السبب نحن ملتزمون بالتنقل الآمن، وهو مفهوم أوسع ويجب أن يكون مستدامًا وصحيًا وسهل الوصول إليه وفعالًا".
ومن بين الخصائص الرئيسية للنموذج الإسباني للتنقل الآمن، أشار وزير الداخلية إلى وجود منظمة مؤسسية تديره، وهي الإدارة العامة للمرور، التي أكملت للتو 65 عامًا في السجن والتي تلعب دورًا أساسيًا في مراقبة الامتثال لقوانين المرور، "وهي أفضل سياسة للسلامة على الطرق والطريقة الأكثر فعالية للحد من عدد ضحايا حوادث المرور".
وشدد الوزير أيضا على أهمية وضع ضحايا حوادث الطرق "في قلب سياسة السلامة على الطرق، وإعطائهم صوتا ورؤية لأنهم الضمير النقدي للمجتمع، وهم من قدموا لنا مفهوم "العنف على الطرق" وهم على حق عندما يدافعون عن الالتزام الأخلاقي والمعنوي لتجنب الكثير من الألم والمعاناة".
كما سلط غراندي مارلاسكا الضوء على التزام إسبانيا بالتعليم المدرسي في قيم مثل مشاركة الطريق العام، والالتزام بالقواعد والتفكير في الآخرين؛ التدريب المستمر للسائقين وحملات التوعية الاجتماعية، العناصر التي جعلت من الممكن إنشاء "مجتمع مدني نشط وملتزم، لولا مشاركته لما كان التقدم المحرز ممكنا".
التعاون الدولي
واختتم وزير الداخلية كلمته بالتأكيد على التزام قوي بالتعاون الدولي لأن "تبادل الممارسات والخبرات الجيدة ينبغي أن يكون مهما أيضا في مناطق أخرى من العالم" عند تصميم سياسات السلامة على الطرق.
وفي هذا الصدد، سلط غراندي مارلاسكا الضوء على الدعم الفني الذي سيقدمه الاتحاد الأوروبي لهذا المرصد الأفريقي للحد من الحوادث في القارة، والذي سيخصص له أكثر من 20 مليون يورو، وذكر أن "سياسات السلامة المرورية هي سياسات تضامن واحترام لكل واحد منا".
وفي أعقاب الجلسة العامة، شارك جراندي مارلاسكا في مناقشة مستديرة مغلقة بين الوزراء المسؤولين عن السلامة على الطرق ورؤساء الوفود من البلدان المشاركة في الاجتماع. كما عقد وزير الداخلية خلال المؤتمر لقاءات ثنائية مع رئيسة بلدية باريس (فرنسا) آن هيدالغو، ومع نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت.
ترأس وزير الداخلية الوفد الإسباني إلى المؤتمر العالمي الرابع لوزراء السلامة المرورية، والذي ضم وكيلة الوزارة سوزانا كريسوستومو؛ المديرة العامة للعلاقات الدولية والهجرة، إيلينا جارزون؛ مدير عام المرور بيريه نافارو وعدد من المسؤولين بالوزارة.