العالم
ترقب أوروبى لانتخابات ألمانيا وسط قلق من تأثير ترامب وماسك

حالة من الترقب والقلق تنتاب الأوروبيين في انتظار نتائج الانتخابات التشريعية في ألمانيا، الأحد المقبل، حيث تعانى البلد الأوروبى من حالة من عدم الاستقرار الاقتصادى والسياسى، بالإضافة إلى مخاوف من تأثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والملياردير الأمريكي، إيلون ماسك.
وتستعد ألمانيا للتوجه إلى صناديق الاقتراع في 23 فبراير الجاري في انتخابات برلمانية وصفت بأنها واحدة من الأكثر تأثيرًا في تاريخ الدولة الاقتصادية الكبرى في أوروبا.
وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية، إلى أن هذه الانتخابات تأتي في وقت حساس بالنسبة لاقتصاد ألمانيا، حيث يُتوقع أن يشهد الاقتصاد انكماشًا للسنة الثالثة على التوالي في 2025، وعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى نمو منطقة اليورو بنسبة 1.1% هذا العام والنمو العالمي بنسبة 3.2%، يُتوقع أن ينكمش الاقتصاد الألماني - أكبر اقتصاد في أوروبا بنسبة 0.1%، وفقًا لاتحاد الصناعات الألماني.
وقال رئيس اتحاد الصناعات الألماني، بيتر ليبينجر "تعرض النمو في الصناعة بشكل خاص لصدمة هيكلية"، مشيرا إلى أن ارتفاع المنافسة من منافسين دوليين، وارتفاع تكاليف الطاقة، وارتفاع أسعار الفائدة، وعدم اليقين الاقتصادي العام أثر سلبًا على النشاط الاقتصادي في ألمانيا.
ومع ذلك، لفت إلى أن الأزمة الاقتصادية إلى حد كبير من صنع ألمانيا، حيث فشلت الحكومات المتعاقبة في معالجة الضعف الهيكلي للاقتصاد الوطني.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض في طريقه للفوز في الانتخابات بفارق كبير، مع ترجيح فوز فريدريك ميرز بمنصب المستشار الألماني المقبل.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن عدة أحزاب - بما في ذلك الاتحاد الديمقراطي المعارض وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف وحزب شولتس الاجتماعي الديمقراطي - قريبة من تأمين 5% من الأصوات على الأقل - وهو الحد الأدنى الذي يجب أن تتجاوزه الأحزاب لتتمثل في البرلمان - وعلى الرغم من أن هذا قد يؤدي إلى مجموعة من التحالفات الحزبية، إلا أن "السيطرة المركزة" على البوندستاج من حزب واحد قد تدعم آفاق النمو في ألمانيا، لأن غياب حزب معارض يعطل القرارات "يفتح المجال لبعض التيسير المالي"، حسبما أشار المحللون.
أثار ماسك موجة من القلق داخل الأوساط السياسية الأوروبية، وسط اتهامات له بدعم تيارات اليمين المتطرف وزعزعة الاستقرار الديمقراطي في القارة العجوز، وتتزايد المخاوف الأوروبية مع إعلان ماسك دعمه العلني لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، الحزب اليميني المتطرف الذي يدعو إلى انسحاب ألمانيا من الاتحاد الأوروبي ومن حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ووفقا لتقرير صحيفة الباييس الإسبانية ، فإن ماسك أصبح صداع للقادة الأوروبيين ، وأصبح العديد من الحكومات تتهمه بأنه رجعى وناشر للأكاذيب، ليس فقط لأنه أصبح مستشاراً مباشراً لدونالد ترامب ولأنه يشكل جزءاً من هيكله الحكومي الجديد في الولايات المتحدة، ولكن لأنه يشكل خطراً على الديمقراطية، وقد اتضح ذلك من بعض الدول مثل فرنسا أو النرويج أو المملكة المتحدة، التي تتهم القطب الأمريكى بتأجيج خطاب الكراهية وتشجيع التضليل وكونه "رجعياً" في وقت يتسم بعدم الاستقرار في العالم.