العالم
”مونيكا جارسيا” تراهن على الذكاء الاصطناعي كمكمل في مجال الصحة، دون المساس بالنهج البشري

شاركت وزيرة الصحة الاسبانية, مونيكا غارسيا في اجتماع مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا (WHO Euro)، هانز كلوج، في مائدة مستديرة حول الذكاء الاصطناعي وشيخوخة السكان والثقة في العلوم.
خلال اليوم، تمت مناقشة التقدم التكنولوجي مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والرقمنة، وهي الأدوات الرئيسية لتحسين الوصول إلى الصحة وجودتها دون استبدال البعد الإنساني. وقد جمع الاجتماع ممثلين من منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء والشركاء الاستراتيجيين لمناقشة كيفية دمج هذه التقنيات في السياسات العامة التي تضمن المساواة والإدماج وتحسين العمل الصحي وتخطيط الموارد.
وأضاف الوزير "نعمل على إعداد خطة تدريبية للعاملين في مجال الرعاية الصحية تغطي مجالات مختلفة وتسمح لهم باستخدام هذه التكنولوجيا في الاستشارات وغرف العمليات والمراكز الصحية. ولتحقيق ذلك، نستثمر في البحث في مجالات جديدة من المعرفة وفي إنشاء ملفات تعريف مهنية جديدة".
يركز برنامج الذكاء الاصطناعي الإسباني للنظام الصحي الوطني على استخدام البيانات لتقليل البيروقراطية ودعم المهنيين في التشخيص واتخاذ القرار: "نحن نقود الاتحاد الأوروبي في إنشاء إطار مشترك يعمل على تسريع دمج البحث والابتكار في الرعاية الصحية".
تتمتع إسبانيا بنظام صحي عام يتمتع بتاريخ رقمي مشترك، حيث يتمتع 92% من السكان بالقدرة على الوصول إلى المعلومات. بالإضافة إلى ذلك، لديها أنظمة معلومات تعتمد على سجلات الرعاية الأولية (SIAP)، مع بيانات مجهولة المصدر من حوالي 12 مليون شخص، وشبكة مستشفيات (CMBD) التي تدمج المعلومات الإدارية والسريرية من المرضى في المستشفيات العامة والخاصة.
وتعمل وزارة الصحة أيضًا على تطوير برامج الصحة الرقمية ضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة، حيث تعد المساواة وإمكانية الوصول من الأهداف الرئيسية لهذه السياسات القائمة على التكنولوجيا. وتشمل بعض المبادرات خطة الرعاية الرقمية الشخصية، وبرنامج UNICAS للأمراض النادرة عند الأطفال، وبرنامج SIGENES المخصص لإدارة المعلومات الجينية.
وشدد جارسيا على أهمية ضمان جودة البيانات وإتاحتها وحمايتها، مع احترام حقوق الخصوصية دائمًا. وفي كلمته، سلط الضوء على التحديات الرئيسية للصحة الرقمية في القرن الحادي والعشرين: الشيخوخة والأمراض المزمنة ونقص المتخصصين في الرعاية الصحية. وقال "إننا نواجه تحدي عدم ترك أي أحد خلف الركب، وتعزيز التعليم الرقمي، وتقليص الفجوة التكنولوجية وتسهيل الوصول إلى التكنولوجيا، مع الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي والبيانات".
وأكد مؤتمر منظمة الصحة العالمية على أهمية دمج الابتكار التكنولوجي في النظم الصحية دون فقدان التركيز الإنساني. تشير الأدلة إلى أن أفضل نتائج الصحة والرفاهية تتحقق عندما يكمل الذكاء الاصطناعي، بدلاً من استبدال، الجوانب الإنسانية والعلائقية للرعاية. وفي هذا السياق، شدد الوزير على ضرورة المضي قدمًا بعزم لضمان التحول الرقمي العادل والمركّز على الإنسان: "إن التكيف مع التحديات الجديدة ليس خيارًا، بل التزامًا. وكلما فعلنا ذلك في أقرب وقت، كان ذلك أفضل لصحة الجميع".