التكنولوجيا وكبار السن.. وسيلة للترابط أم باب للعزلة؟
جريدة الدفاع العربي
جريدة الدفاع العربي
رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
تفحم سيارة ملاكي نشب بها حريق في أكتوبر تقرير المتابعة الثاني لبرنامج «نُوَفِّي» يكشف تطورات تنفيذ مشروعات محور النقل المستدام الأوقاف تطلق مسابقة القراءة الحرة للجميع محافظ الجيزة يتابع موقف ملف تقنين واسترداد أراضي أملاك الدولة وزير الرياضة يجتمع مع أبو ريدة ورئيس المتحدة للرياضة استعدادا لأمم أفريقيا تحت 20 عاما السجن 5 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لمتهم بالاتجار فى المخدارت بشرم الشيخ تداول 7 آلاف طن و 536 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر توجيهات رئاسية لتحقيق رؤية الدولة فى تطوير قطاع النقل وتوطين الصناعة الرئيس السيسى يجتمع مع رئيس مجلس إدارة شركة ”ألستوم الفرنسية العالمية” وزير المالية: اتحاد المشروعات الصغيرة والمتوسطة شريك أصيل في إنجاح تطبيق «التسهيلات الضريبية» شعبة المستوردين : تأثير رسوم ترامب على الصادرات المصرية محدود الجامعة العربية: استتباب الأمن والسلام لمواصلة التنمية أولوية قمتي بغداد

تقارير وتحقيقات

التكنولوجيا وكبار السن.. وسيلة للترابط أم باب للعزلة؟

التكنولوجيا الحديثة
التكنولوجيا الحديثة
التكنولوجيا الحديثة

مع التطور السريع في التكنولوجيا، لم يعد استخدام الإنترنت والهواتف الذكية مقتصرًا على الشباب، بل أصبح يشمل جميع الفئات، بما فيها كبار السن.

ورغم أن هذه التقنيات قد توفر لهم وسائل للتواصل مع عائلاتهم وتسهيل حياتهم اليومية، فإنها في بعض الحالات قد تزيد من إحساسهم بالعزلة والتهميش. فكيف يتعامل كبار السن مع التكنولوجيا؟ وما التحديات التي تواجههم؟

كبار السن بين القبول والرفض

تختلف مواقف كبار السن تجاه التكنولوجيا؛ فالبعض يجد فيها وسيلة للبقاء على اتصال مع العائلة، بينما يشعر آخرون بأنها تزيد من عزلتهم.

قال الحاج محمود (70 عامًا)"ابني جاب لي موبايل حديث وعلّمني عليه، بقيت بستخدمه في مكالمات الفيديو مع أحفادي، بس لسه مش بفهم كل التطبيقات"

وعلى الجانب الآخر، ترى الحاجة أم محمد (65 عامًا) أن التكنولوجيا جعلت العلاقات الأسرية أكثر برودًا "ولادي بقوا يكلّموني بالرسائل بدل ما يجوا يسألوا عليّ، التكنولوجيا خلت كل حد في حاله."

التكنولوجيا والصحة النفسية لكبار السن

يؤكد خبراء علم النفس أن تأثير التكنولوجيا على كبار السن يعتمد على كيفية استخدامها، وقالت الدكتورة نادية حسن، أستاذة علم النفس الاجتماعي، إن التكنولوجيا قد تساعد كبار السن على الشعور بالترابط مع المجتمع، لكنها قد تزيد أيضًا من إحساسهم بالعزلة إذا لم يتمكنوا من استخدامها بكفاءة.

وأوضحت أن هناك فجوة رقمية واضحة بين الأجيال، حيث يجد بعض كبار السن صعوبة في التعامل مع الأجهزة الحديثة، مما قد يؤدي إلى شعورهم بالإقصاء في عالم أصبح يعتمد بشكل متزايد على الوسائل الرقمية.

وأضافت من المهم أن يحصل كبار السن على دعم من العائلة والمجتمع لتعلم استخدام التكنولوجيا بطريقة تساهم في تحسين حياتهم، وليس العكس، فالتكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتقليل الوحدة إذا تم استخدامها بشكل صحيح، مثل إجراء مكالمات الفيديو مع الأبناء أو المشاركة في مجموعات تفاعلية على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها قد تتحول إلى مصدر إحباط إذا لم يتم توفير التدريب والدعم اللازمين لهم.

وأكدت أن بعض الدراسات النفسية تشير إلى أن الاستخدام المعتدل للتكنولوجيا بين كبار السن يمكن أن يعزز من شعورهم بالرضا والسعادة، لكنه في الوقت نفسه قد يؤدي إلى آثار سلبية مثل القلق والتوتر في حال واجهوا صعوبات تقنية متكررة دون مساعدة. ومن هنا، شددت على ضرورة تقديم برامج تدريبية مخصصة لهذه الفئة، لمساعدتهم على التأقلم مع العصر الرقمي دون أن يصبحوا ضحايا للتكنولوجيا.

عقبات تقنية تواجه كبار السن

أما المهندس أحمد سامي، متخصص في التكنولوجيا فقال إن رغم انتشار التكنولوجيا، إلا أن تصميم الأجهزة والتطبيقات لا يكون دائمًا مناسبًا لكبار السن والعديد من التطبيقات معقدة، والنصوص صغيرة، مما يجعل كبار السن يجدون صعوبة في التعامل معها، هناك حاجة إلى تطوير تقنيات أكثر بساطة لهم.

ويشير إلى أن بعض الدول بدأت في توفير هواتف ذكية مصممة خصيصًا لكبار السن، بأزرار كبيرة وقوائم مبسطة، مما يساعدهم على استخدامها بسهولة.

مبادرات لمحو الأمية الرقمية بين كبار السن

قالت ممثلة عن وزارة التضامن الاجتماعي الأستاذة ماجدة فاروق ، إن الوزارة تعمل على برامج لتدريب كبار السن على استخدام الهواتف الذكية والخدمات الرقمية، لمساعدتهم على الاستفادة من التكنولوجيا بدلًا من العزوف عنها. وأوضحت أن الوزارة، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، تقدم ورش تدريبية مجانية لكبار السن، تشمل كيفية استخدام التطبيقات الأساسية مثل المكالمات المرئية وطلب الخدمات الإلكترونية.

وأضافت أن هذه المبادرات تهدف إلى سد الفجوة الرقمية بين الأجيال، وتعزيز قدرة كبار السن على التعامل مع التكنولوجيا بطريقة تسهل حياتهم اليومية، سواء في التواصل مع العائلة أو إنجاز المهام الضرورية، مثل دفع الفواتير إلكترونيًا أو طلب الاستشارات الطبية عبر الإنترنت.

بين الفوائد والتحديات

كما أن التكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة فعالة لدعم كبار السن، سواء من خلال تسهيل حياتهم أو إبقائهم على اتصال بعائلاتهم، ولكن التحديات التي تواجههم تحتاج إلى حلول مبتكرة، فهل يمكن للمجتمع والتكنولوجيا أن يلتقيا في نقطة وسط، تضمن اندماج كبار السن دون أن تشعرهم بالعزلة؟