صيام كبار السن في رمضان.. نصائح طبية لضمان صحة مستقرة
جريدة الدفاع العربي
جريدة الدفاع العربي
رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
رئيس الوزراء يتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال العام الجارى لتعزيز الاستثمارات وتوطين الصناعات..”جمعية رجال أعمال إسكندرية” تشهد لقاء وزير الاستثمار ومحافظ الإسكندرية السفير البريطانى بالقاهرة يشيد بمناخ الاستثمار الآمن فى مصر بقرارٍ من الإمام الأكبر.. نقيب الصحفيين عضواً بمجلس كلية إعلام الأزهر رئيس الشيوخ يرفع الجلسة العامة بعد إحالة دراسة برلمانية لرئيس الجمهورية تفحم سيارة ملاكي نشب بها حريق في أكتوبر تقرير المتابعة الثاني لبرنامج «نُوَفِّي» يكشف تطورات تنفيذ مشروعات محور النقل المستدام الأوقاف تطلق مسابقة القراءة الحرة للجميع محافظ الجيزة يتابع موقف ملف تقنين واسترداد أراضي أملاك الدولة وزير الرياضة يجتمع مع أبو ريدة ورئيس المتحدة للرياضة استعدادا لأمم أفريقيا تحت 20 عاما السجن 5 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لمتهم بالاتجار فى المخدارت بشرم الشيخ تداول 7 آلاف طن و 536 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر

منوعات

صيام كبار السن في رمضان.. نصائح طبية لضمان صحة مستقرة

صيام كبار السن في رمضان
صيام كبار السن في رمضان
صيام كبار السن في رمضان

يُعتبر شهر رمضان فرصة روحانية وصحية لكثير من الأشخاص إلا أن الصيام قد يشكل تحديًا صحيًا لكبار السن خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة ومن الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان صيام آمن يحافظ على استقرار الحالة الصحية لكبار السن ويجنبهم أي مضاعفات في هذا التقرير نستعرض آراء مجموعة من الأطباء والمتخصصين حول كيفية تحقيق توازن صحي خلال الشهر الكريم سواء من ناحية ضبط الأدوية أو التغذية السليمة أو الدعم النفسي والاجتماعي لكبار السن.

قال الدكتور محمد نصار، استشاري سكر وغدد صماء، وضح ان يمكن لمريض السكري الكبير في السن الصيام ولكن ذلك يتطلب اتباع ضوابط معينة تضمن استقرار مستوى السكر في الدم وتجنب أي مضاعفات صحية، ومن أهم هذه الضوابط ضبط جرعات الأدوية وفقًا لتوصيات الطبيب، والالتزام بنظام غذائي متوازن، ومراقبة مستوى السكر بانتظام طوال فترة الصيام.

واضاف الدكتور نصار، ان يتعلق بتعديل الأدوية ومن الضروري زيارة الطبيب قبل رمضان لإجراء التعديلات اللازمة على الجرعات حيث قد يتطلب الأمر تقليل جرعات بعض الأدوية أو الإنسولين حسب الحالة الصحية، كذلك يتم إعادة توزيع مواعيد الأدوية لتتناسب مع أوقات الصيام فمثلًا إذا كان المريض يتناول دواء معينًا ثلاث مرات يوميًا، فقد يقوم بتعديل الجرعات لتصبح مرتين فقط خلال فترة الإفطار والسحور.

واكد الدكتور نصار، أما بالنسبة للنظام الغذائي فمن المهم أن يحتوي على كميات كافية من الفواكه والخضروات إلى جانب مصادر البروتين والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات غير المملحة، يجب تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية التي قد تؤثر على استقرار السكر في الدم بالإضافة إلى ضرورة زيادة تناول السوائل للحفاظ على ترطيب الجسم ومنع الجفاف خلال فترة الصيام، كما ينبغي الابتعاد عن المشروبات السكرية والحلويات الغنية بالسكريات إلى جانب التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي حيث إنها قد تزيد من فقدان السوائل عن طريق إدرار البول مما قد يؤدي إلى الجفاف.

واشار الدكتور محمد نصار، ان من العوامل الأساسية التي تضمن صيامًا آمنًا لمريض السكري هو مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام، يجب قياس مستوى السكر عدة مرات خلال اليوم خاصة في الصباح الباكر ومنتصف النهار وقبل الإفطار وبعده وقبل السحور للتأكد من أن مستوياته مستقرة، وفي حالة الشعور بأي أعراض غير طبيعية مثل الدوخة التعب الشديد أو التعرق المفرط يجب التوقف عن الصيام فورًا واستشارة الطبيب.

وقالت الدكتورة نادية جمال، استشاري علاقات أسرية وإرشاد نفسي، ان من المهم جدًا متابعة الجانب الرعاية الصحية التي يلعب التواصل المباشر دورًا أساسيًا في دعم كبار السن نفسيًا خلال شهر رمضان خاصة أنهم أكثر عرضة للشعور بالوحدة ومن المهم تهنئتهم بحلول الشهر الكريم والتواصل معهم بشكل منتظم مع الحرص على تخصيص وقت كافٍ لهم سواء من خلال الزيارات الشخصية أو المكالمات الهاتفية مع مراعاة اختيار الأوقات المناسبة التي تتماشى مع ظروفهم الصحية.

وأوضحت نادية، ان يُعد شهر رمضان فرصة رائعة لتعزيز الروابط الأسرية ومن الجميل تعويد الأحفاد على تقديم الهدايا والعطايا لكبار السن سواء كانت رمزية أو ثمينة فهذه المبادرات تعزز مشاعر المحبة والاهتمام بينهم، كما يُفضل تشجيع كبار السن على المشاركة الاجتماعية وعدم عزلتهم سواء من خلال مرافقتهم إلى الصلاة أو إشراكهم في اللقاءات العائلية مما يساعدهم على الشعور بالاندماج والراحة النفسية.

وأكدت الدكتور نادية جمال، من الأفكار الجميلة أيضًا تخصيص إفطار جماعي يجمع الأصدقاء والمقربين من نفس الفئة العمرية مما يخلق لهم أجواء مريحة ويعزز إحساسهم بالمودة، وإلى جانب ذلك يُنصح بمرافقتهم في ممارسة المشي أو القيام بأنشطة يومية بسيطة تناسب قدراتهم مما يسهم في تحسين صحتهم البدنية والنفسية، بهذه الطريقة نجعل شهر رمضان فرصة لتعزيز الترابط الأسري وإدخال السعادة إلى قلوب كبار السن وإشعارهم بأهميتهم ومكانتهم بين أحبائهم.

وقالت روان جبريل، اخصائية التغذية العلاجية، يُفضل أن تحتوي وجبة الإفطار الخاصة بكبير السن على جميع العناصر الغذائية الأساسية مع مراعاة أن تكون وجبة خفيفة ومتوازنة، ومن الأفضل تجنب الأطعمة الدسمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون مثل السمن والزبدة لأن ذلك يساعد على تحسين عملية الهضم ويجعل الصيام أكثر راحة وسهولة بالنسبة له، ينصح بأن يبدأ الإفطار بوجبة بسيطة ثم يتناول خلال الفترة بين الإفطار والسحور طعامًا صحيًا غنيًا بالعناصر الغذائية مع الحرص على شرب كميات كافية من السوائل.

واضافت روان، من الأمور المهمة التي يجب التركيز عليها أن كبار السن غالبًا لا يشعرون بالعطش بشكل كافٍ لذلك يجب تنبيههم بانتظام إلى ضرورة شرب السوائل للحفاظ على ترطيب الجسم وتجنب الجفاف وأما بالنسبة لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة فمن الضروري استشارة المختصين قبل اتخاذ قرار الصيام حيث يختلف تأثير الصيام على كل حالة صحية، ويجب أولًا التأكد من استقرار حالتهم الصحية حتى لا يتعرضوا لأي مضاعفات أثناء الصيام.

كما أوضحت روان جبريل، يحتاج المريض إلى معرفة نوعية التغذية المناسبة التي يجب أن يتبعها خلال رمضان بالإضافة إلى تنظيم مواعيد أدويته بشكل صحيح وبعض الأدوية تُؤخذ في أوقات محددة وقد يكون من الصعب الصيام مع تغيير مواعيدها مما يستدعي تدخل المختصين لتعديل الجدول العلاجي، وفي بعض الحالات إذا لم يكن من الممكن تعديل الأدوية فقد يكون الصيام غير مستحب للحفاظ على صحة المريض، وكبار السن هم الفئة الأكثر احتياجًا للرعاية الصحية المستمرة ولذلك من المهم التزامهم بالفحوصات الدورية والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة،سواء كان الأمر متعلقًا بقرار الصيام في رمضان أو بالمتابعات الصحية الدورية، فإن الحرص على توفير رعاية طبية متكاملة لكبار السن يضمن لهم حياة صحية بجودة عالية ويجعلهم قادرين على الاستمتاع بحياتهم بشكل أفضل إن شاء الله.

والجدير بالذكر ان شهر رمضان فرصة لتعزيز الروابط الأسرية والاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية لكبار السن واتباع الإرشادات الطبية ونظام غذائي متوازن ومراعاة الجانب النفسي والاجتماعي ويمكن لكبار السن الاستمتاع بالصيام دون التعرض لمخاطر صحية كما أن التواصل الدائم معهم ومشاركتهم الأجواء الرمضانية يعزز إحساسهم بالراحة والسعادة فالعناية بكبار السن خلال هذا الشهر الفضيل ليست مجرد واجب صحي بل هي أيضًا فرصة لرد الجميل وتقدير عطائهم المستمر في حياتنا.