”لام شمسية” يناقش قضايا الاستغلال العاطفى والفراغ الأبوى
جريدة الدفاع العربي
جريدة الدفاع العربي
رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
الصحة: تقديم خدمات طبية وتوعوية لـ1.1 مليون مواطن خلال عيد الفطر المبارك أمازون تقدم عرضا لشراء منصة تيك توك الصينية إيرادات أفلام العيد تتجاوز 34 مليون جنيه في 3 أيام إصابة 3 أشخاص جراء تصادم دراجتين ناريتين بالفيوم رئيسة وزراء الدنمارك تزور جرينلاند لتعزيز الثقة ومواجهة الضغوط الأمريكية وزير الأوقاف: ذكرى رحيل الدكتور محمود حمدي زقزوق ستظل خالدة في تاريخ الفكر الإسلامي وزيرا خارجية مصر والأردن يناقشان تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية مصر تحذر من أي محاولات للمساس بالمقدسات الدينية في القدس طرد راغب علامة من الإمارات.. صورة تكشف الحقيقة الزمالك يتعادل مع ستيلينبوش في كأس الكونفدرالية مواعيد عمل البنوك بعد انتهاء عطلة عيد الفطر المبارك الرئيس اللبناني يدعو إلى اتخاذ إجراءات تعيد الثقة مع الدول العربية

فن وثقافة

”لام شمسية” يناقش قضايا الاستغلال العاطفى والفراغ الأبوى

مسلسل لام شمسية
مسلسل لام شمسية
مسلسل لام شمسية

تتابعت أحداث حلقات “لام شمسية” إلى أن وصل الطفل علي البيلي" يوسف" إلى الطبيب النفسي للبحث الكامل عن حالته والوصول إلى ماهية ماتعرض له ومن الجاني، وسرد يوسف كل ماحدث له بكلمات ومصطلحات تملؤها البراءة التي شابتها الأفعال غير الفطرية، لكن ماكان لافتًا للنظر في اعترافاته واهتزت له دموع طبيبه النفسي براءة الحب والاحتياج حينما قالها يوسف" هو بيقول أنه بيحبني هو مآذانيش" هل غريزة الحب داخل الاطفال والتي من الممكن أن يحرمون منها دافع قوي للانغراز داخل تلك الأفعال دون علمهم بخطورتها، هل الاستدراج العاطفي ناجح ببراعة في دخول ظلمات التحرش دون رجعة.

بدأ النور يتخلل أحداث مسلسل “لام شمسية” بعد حلقات من الغموض والبحث والوجع الساكن في قلب أمينة خليل وأحمد صلاح السعدني، والهرولة بين الحقيقة والوهم، وبعد أن توقفت الحياة بـ"نيللي “ حينما رأت ابنيها في ”لعبة سرية" ظهرت الحقيقة شيئًا فشيئًا وتأكدت أن مارأته سابقًا ليس وهمًا بل حقيقة ناقصة الاركان .

الفراغ الأبوي.. محاولات تعويض الطفل لمشاعر الأبوة المتعطش إليها

إذا عدنا بحلقات “لام شمسية” وتأملنا اللحظات الأبوية بين يوسف ووالده أحمد السعدني نجد غياب للاحتواء والإنصات والاحتضان والتعبير عن ما يشعر به الاب تجاه ابنه من فخر وحب واعتزاز، وفي المقابل سكن مكان تلك المشاعر الانفعال والاوامر الحازمة دون الرجوع لأصل المشكلة ، لكن لنن نكنكر أن هناك فيض من الخوف عليه والحماية لكن دون التعرف على كامل العوامل المؤذية لابنه في ذلك السن خاصةً أنه يعيش حالة من الفراغ الأبوي، فما كان على يوسف حينما حُرم من احتواء والده وعطفه وكلماته الإيجابية، بمجرد الوصول إليها عن طريق شخص آخر توغل بداخلها وأخذ يرتوي بكل جوانبها خوفًا من الحرمان مرة أخرى، فنعم حينما يجد الطفل المشاعر خارج المنزل لايفرق بين الحقيقة والزيف يأخذها بمجملها دون تصفية، فذلك أحد عوامل الخطورة التي تحيط بأبنائنا دون علمنا، ويدخلهم إلى ظلمات التحرش دون راشد أو دليل يرجعه عن خطأه فهو مجرد طل.

حاول أحمد السعدني في الحلقة العودة إلى صوابه ومراجعة نفسه فيما مضى، ومشاهدة ابنه يوسف بشكلٍ مختلف،يريد مصاحبته التقرب منه معرفة خباياه ومعالجتها، هذا بالفعل ماعليه فعله منذ ولادته لاينتظر البلاء ويوقوم بعد ذلك بإصلاحه فالحياة لاتعطي الفرص دائمًا فهنا الوقاية خير من العلاج، الحب عند الأسوياء فطرة ومشاعر تُعطى بغزارة دون إدراك، لكن على النقيض يستخدموه غير الأسوياء بالاستغلال والاستدراج لإيقاع فريستهم في شباكهم دون خروج.

أحمد السعدني لم يكن السبب المباشر لكنه من ضمن الاسباب الفرعية لدخول ابنه ذلك النفق المظلم، دون حماية أو سند، لكنه لازال يحمل فطرة الأب بداخله، بدليل بمجرد علمه بواقعة التحرش والتحقق منها دخل في نوبة من البكاء والصدمة وأعاد كل أوراقه من أجل ابنه واستقرار نفسيته.

الإنصات إلى الطفل.. أهم مرحلة في الخروج من نفق التحرش

حلقة “النور” أعادت بعض الاشياء إلى مكانها الصحيح، فالبتالي ستسير في مسارها المناسب، ونأمل أن يشفى كل “يوسف” في مجتمعنا ويعود من جديد في كنف والده وحضن والدته ومعرفة الصح من الخطأ بحسب سنه دون تهويل وعقاب ، هو في سن يحتاج الحماية المعتدلة والتعريف بالسلوكيات الصحيحة والخاطئة دون تعقيد ، والأهم من كل ماسبق الانصات للطفل وعدم رمي كلامه بعرض الحائط، الطفل يحمل أصدق الكلمات والمشاعر والخوف كفيل بكتمانها للأبد.