كشفت صحيفة il Giornale الإيطالية عن واحدة من أكبر الفضائح في تاريخ دعم الإنتاج السينمائي في البلاد، حيث تبيّن أن مخرجًا أمريكيًا مزيفًا يُدعى فرانسيس كوفمان، استخدم هوية وهمية باسم "ريكسال فورد" للحصول على 863 ألف يورو من وزارة الثقافة الإيطالية لإنتاج فيلم لم يُنجز إطلاقًا.

الفيلم المزعوم الذي يحمل عنوان "نجوم الليل" كان من المفترض أن يكون مدته ساعة و42 دقيقة، وقد قُدّمت أوراقه في عام 2020 ضمن برنامج الـTax Credit المخصّص لدعم الإنتاجات السينمائية الدولية ذات الشراكة الإيطالية.

إنتاج مزيف بهوية موثقة زيفًا

أسّس كوفمان شركة خيالية تدعى Tintagel Films، وشارك في المشروع مع شركة إيطالية حقيقية تُدعى Coevolutions srl، التي تولت تقديم الوثائق الرسمية. اللافت أن جميع الأوراق كانت تبدو سليمة، وشملت عقود التوظيف وروابط لمقاطع فيديو مزعومة من التصوير، إلى جانب جواز سفر حقيقي يحمل هوية مزيفة باسم فورد.

ورغم عدم صدور الفيلم في عامي 2024 أو 2025، لم تثر القضية أي شبهات في الوزارة، بسبب ثغرة قانونية تعفي الإنتاجات الدولية من عرض الفيلم داخل إيطاليا، بعكس الأفلام المحلية.

جريمة مزدوجة تكشف الحقيقة

المفاجأة المروّعة جاءت عندما كشفت التحقيقات أن كوفمان هو المشتبه به الرئيسي في جريمة قتل مزدوجة وقعت في حديقة فيلا بامفيلي بروما، حيث عُثر على أنستازيا تروفيموفا (28 عامًا) وابنتها مقتولتين. وأظهرت رسالة إلكترونية أرسلتها أنستازيا إلى والدتها في روسيا أنها كانت على خلاف حاد مع "ريكسال فورد"، دون أن تعلم بتاريخه الإجرامي في الولايات المتحدة.

تداعيات قضائية مرتقبة

وزارة الثقافة طلبت توضيحات إضافية من شركة Coevolutions لتحديد مصير المشروع الوهمي، مع التلويح بإمكانية استرداد الأموال إذا ثبت التزوير. كما تم إشعار النيابة العامة والشرطة المالية لفتح تحقيق رسمي حول طريقة تمرير هذا الدعم دون تدقيق فعلي.