العالم
السودان يتهم مرتزقة كولومبيين ودول مجاورة بالقتال مع ”الدعم السريع” ويعرض وثائق بالأدلة
اتهمت الحكومة السودانية، يوم الاثنين، مليشيا الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة من كولومبيا وعدد من دول الجوار في الحرب الدائرة منذ أبريل 2023، مؤكدة امتلاكها وثائق ومستندات تثبت ذلك، ومحذّرة من تحول الحرب إلى "نزاع إرهابي عابر للحدود".
أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن الحكومة لفتت نظر المجتمعين الإقليمي والدولي إلى ما وصفته بـ"التآمر" ضد السودان، عبر دعم مليشيا الدعم السريع من قبل مرتزقة أجانب يشاركون في العمليات العسكرية.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن الخرطوم ظلت تشير مرارًا إلى مشاركة "مئات الآلاف من المرتزقة" من دول الجوار وأخرى خارج القارة الإفريقية، دون تسمية محددة.
وأضافت الخارجية أن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا إقليميًا واسعًا، إذ تؤدي إلى تآكل سيادة الدول وتحويل النزاع إلى حرب بالوكالة تخضع لأجندات خارجية.
وشددت الوزارة على أن لديها وثائق تثبت تورط مرتزقة كولومبيين ودول أخرى لم تُسمّها، وقد سبق أن قدمت هذه الوثائق لمجلس الأمن، وتم توثيقها من جهات إعلامية ومنظمات دولية.
وأشارت إلى أن مشاركة المرتزقة الأجانب في الحرب يُعد منحى خطيرًا في مسار الصراع، ويشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم في إفريقيا والمنطقة.
يأتي ذلك بعد إعلان الجيش السوداني، يوم الأحد، تصديه لهجوم نفذته قوات الدعم السريع بمشاركة مرتزقة أجانب على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وبثه لمقطع فيديو يظهر قتلى مرتزقة يُرجّح أنهم كولومبيون.
بدورها، أكدت القوة المشتركة لحركات دارفور المسلحة أن قوات "الدعم السريع" استعانت بعناصر مرتزقة من خمس دول في معركة الفاشر، ووصفت المشاركة بأنها "غير مسبوقة".
ويشار إلى أن كولومبيا كانت قد اعتذرت رسميًا في ديسمبر 2024 عن مشاركة بعض رعاياها في القتال بالسودان. وفي نوفمبر من العام ذاته، أعلنت القوات المشتركة السودانية استيلاءها على قافلة إمداد تابعة للدعم السريع كانت تحمل مرتزقة وأسلحة، من بينهم كولومبيون.
وتشهد الفاشر معارك متواصلة منذ مايو 2024، في ظل تحذيرات دولية من تأثيرها على العمليات الإنسانية في دارفور. وتتهم الحكومة السودانية الدعم السريع بالتصعيد وجرّ مرتزقة إلى ساحة القتال.
منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، قُتل أكثر من 20 ألف شخص ونزح نحو 15 مليونًا، فيما تشير تقديرات مستقلة إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يتجاوز 130 ألفًا.