سد النهضة على حافة الخطر: تشققات، فيضانات محتملة، وتمويل دولي يهدد أمن مصر المائي

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
هيئة السكة الحديد: اصطدام قطار مرسى مطروح بسيارة نقل عند الكيلو 175 دون إصابات إخلاء سبيل 4 ممرضات بعد مشاجرة بمستشفى طوخ بنقادة في قنا تعطيل الدراسة غدًا في شمال سيناء بسبب سوء الأحوال الجوية افتتاح متحف كبار قراء القرآن الكريم بمسجد مصر في العاصمة الجديدة لبنان والاتحاد الأوروبي يدينان الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار ويطالبان بالانسحاب البابا ليو الرابع عشر يدين العنف المعادي للسامية عقب مجزرة سيدني ويؤكد على السلام ولي العهد السعودي يبحث مع البرهان مستجدات الأوضاع في السودان تركيا تسقط طائرة مسيّرة خارجة عن السيطرة فوق البحر الأسود الرئيس الفلسطيني يصدر قرارًا بدمج وزارتي المالية والتخطيط وتعيين الوزير اسطفان سلامة السفير المصري: الجيش اللبناني يحرز تقدماً في حصر السلاح جنوب الليطاني ويعرض إنجازاته على السفراء روسيا تُبدِي استعدادها لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ضمن خطة سلام أمريكية حمادة بركات يكشف سبب ابتعاده عن الفن: «قرار مؤلم من أجل بناتي»

تقارير وتحقيقات

صور.. الأقمار الصناعية تكشف: جسم سد النهضة يعاني من تشققات مقلقة

سد النهضة على حافة الخطر: تشققات، فيضانات محتملة، وتمويل دولي يهدد أمن مصر المائي

سد النهضة
سد النهضة

صور.. الأقمار الصناعية تكشف: جسم سد النهضة يعاني من تشققات مقلقة

في الوقت الذي تترقب فيه دول حوض النيل تداعيات الملء والتشغيل، تتوالى تقارير فنية دولية عن ظهور تشققات في جسم **سد النهضة الإثيوبي**، وسط تحركات عسكرية لتأمينه، وتمويلات أجنبية أثارت جدلاً واسعًا حول أبعاد المشروع وأهدافه السياسية.

ورغم نفي أديس أبابا المتكرر، تكشف الصور الفضائية وتحليلات الخبراء عن مؤشرات تستحق المتابعة.

أولاً: المعطيات الفنية حول السد

ثانياً: التمويل والداعمين

تمويل محلي إثيوبي: عبر سندات حكومية ومساهمات مواطنين (بحسب وزارة المالية الإثيوبية).

دعم خارجي: مساهمات غير مباشرة من بنوك تنموية آسيوية، وشركات استشارية أوروبية.

شركات أجنبية في التنفيذ: إيطاليا، فرنسا، الصين (معدات وتكنولوجيا).

ثالثاً: الحماية العسكرية للسد

رابعاً: مصر والتحركات المقابلة

صفقة NASAMS الأمريكية: 4.67 مليار دولار، تشمل رادارات Sentinel وصواريخ AIM-120 و AIM-9X، لتعزيز شبكة الدفاع الجوي.

الأنظمة القائمة: S-300VM الروسية، HQ-9B الصينية، IRIS-T الألمانية، لتأمين المجال الجوي بالكامل.

سد النهضة… مشروع تنموي أم سلاح مائي؟

يشير خبراء المياه والسياسة الدولية إلى أن السيطرة على مصدر رئيسي لمياه النيل الأزرق، مع دعم عسكري كثيف، قد يتيح لإثيوبيا استخدام السد كورقة ضغط في أوقات النزاع، خاصة في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق دولتي المصب، مصر والسودان.

الأبحاث تكشف تشوهات هيكلية تهدد سلامة سد النهضة

أعلن وزير الري المصري عن اكتشاف تشققات في السد، وذكر أنها في الطبقة الخرسانية وقد تمّ التعامل معها — مما يشير إلى خطوات إصلاح مؤقتة.

كما اشارت دراسة جامعية (جامعة تشابمان، بالتعاون مع باحثين مصريين) إلى وجود نزوح غير متجانس في هيكل السد عبر صور الأقمار الصناعية بين عامي 2016 و2021، ما يمكن أن يؤدي إلى تشققات إذا استمر الضغط المائي دون علاج بنيوي.

تُعدّ الاضطرابات الجيولوجية مثل الفوالق والأنشطة الزلزالية ضمن العوامل المحتملة لزيادة التوتر الإنشائي، وخاصة عند السدود الضخمة المبنية على الصخور غير المستقرة.

دراسة مصرية–سلوفاكية تحذر: انهيار سد النهضة قد يغرق الخرطوم خلال 10 أيام

استخدمت دراسة مصرية–سلوفاكية (2023)، نموذج HEC-RAS لمحاكاة سيناريو انهيار محتمل للسد، فتبين أن موجة فيضانية ضخمة يمكن أن تجتاح مدن مثل الخرطوم خلال ما يقارب 10 أيام، وتغمر السدود السودانية مثل روزيرس وسنّار وفروة (أكثر من 7–20 متر عمقًا)، وقد تؤدي إلى تجاوز مستويات تخزين بحيرة ناصر وتعرض السد العالي للخطر.

وتشير دراسات أخرى (مثل نشر بمنصة PreventionWeb) إلى أن فيضانات ناجمة عما يُدعى "تسيير خاطئ للسد" أو فشل هيكلي يمكن أن تُغرق حوالي 40٪ من سهل الجزيرة في السودان، مما يجبر إدارة السد العالي على إطلاق تصريفات طارئة تمتد لأكثر من 5 أشهر.

بالمقابل، تتفق بعض النماذج العلمية أن تشغيل السد بدقة يمكن أن يُخفف آثار الفيضانات ويُقلّص فترات الجفاف في مصبات النيل (وفق دراسات هيدرولوجية ونماذج تشغيل متقدمة).

هل بدأت التشققات فعلاً؟

بعد ترؤس وزير الري المصري جلسة تحليلية مع خبراء، أُعلن أن تشققات ظهرت في الطبقة الخرسانية من السد وتمّت معالجتها بشكل أولي.

ولكن دراسات أكاديمية – مثل تلك التي قدمها باحثون من جامعة تشابمان خلال "أسبوع المياه في القاهرة" – تؤكّد وجود تسوية غير متجانسة في جسم السد، مما يجعل احتمال تكوّن شروخ حقيقي أو انسدادات خطيرة أمرًا لا يُستهان به.

من ناحية أخرى، تشير النماذج الهيدرولوجية المصرية إلى أن فشل السد أو تشغيله بشكل عبثي يمكن أن يُحدث سيولًا هائلة تضمّن الخرطوم وتغمر السدود الجنوبية في السودان (مثل روزيرس وسنّار) وتتجاوز قدرات تخزين بحيرة ناصر، ما سيزيد المخاطر المائية على مصر.

بالمقابل، تؤكد بعض الدراسات أن إدارة العمليات الدقيقة للسد من شأنها أن تحدّ من الفيضانات وتحدّ من آثار الجفاف.

ختاما.. الملف لم يعد بيئياً أو اقتصادياً فقط، بل تحوّل إلى قضية أمن قومي تمس مستقبل المنطقة واستقرارها المائي. ومع استمرار الجدل بين الأطراف، تبقى الحقيقة أن كل قطرة ماء وكل متر من الخرسانة في السد هي جزء من معادلة جيوسياسية دقيقة وحساسة