تقارير وتحقيقات
اجتماع السيسي يرسّخ انطلاقة جديدة للإعلام المصري برؤية تطويرية شاملة
شهد اليوم اجتماعًا مهمًا عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قيادات الحكومة والمؤسسات الإعلامية والصحفية، حيث أعلن خلاله مجموعة من التوجيهات الرئاسية الهادفة إلى إعادة تنظيم وتحديث الإعلام الوطني بما يتوافق مع متطلبات الجمهورية الجديدة.
ولاقى هذا الإعلان ترحيبًا واسعًا بين خبراء الإعلام، الذين اعتبروا هذه الخطوة نقطة تحول استراتيجية نحو إصلاح شامل لمنظومة الإعلام الرسمي، مؤكدين على ضرورة تحويل هذه التوجيهات إلى خطط تنفيذية واضحة ومدعومة بجداول زمنية.
وأكد الكاتب الصحفي سليمان جودة، رئيس تحرير جريدة الوفد الأسبق، أن تأكيد الرئيس على دعم حرية التعبير واحتضان كافة الآراء الوطنية يمثل تطورًا إيجابيًا يعزز من دور الإعلام كمنصة للنقاش العام الرشيد. وأشار إلى أن تطبيق مبدأ "الرأي والرأي الآخر" يحتاج إلى بيئة تشريعية وإدارية تضمن حرية الصحفيين، مع المحافظة على الأمن القومي، بما يتوافق مع المعايير المهنية الدولية.
وفيما يتعلق بخارطة الطريق التي كُلف الرئيس بوضعها، شدد الخبير الإعلامي على ضرورة شمولها تطوير البنية التكنولوجية للمؤسسات الإعلامية لمواكبة العصر الرقمي، وإعادة هيكلة المحتوى ليجذب فئات الشباب، مع التركيز على المحتوى التنموي والتثقيفي. كما يجب تعزيز التدريب المهني، خصوصًا في مهارات الإعلام الرقمي وإدارة الأزمات، بجانب تحسين آليات التمويل والإدارة لضمان استدامة المؤسسات.
وأضاف أن توفير المعلومات الرسمية بشفافية خاصة في أوقات الأزمات يعد شرطًا أساسيًا لنجاح الإعلام، حيث يساهم ذلك في مكافحة الشائعات وتقديم صورة دقيقة للجمهور، متجنبًا الفراغ الذي تستغله المنصات غير المهنية لنشر أخبار مضللة.
وأشار إلى أن تركيز الرئيس على الكوادر الشابة هو رهان المستقبل، حيث يُمثل ضخ دماء جديدة في الإعلام المصري، مع ضرورة توفير برامج تدريبية وربط خريجي كليات الإعلام بفرص عمل حقيقية، مما سينتج جيلًا قادرًا على مخاطبة الجمهور بأساليب تناسب العصر الرقمي.
وختم بأن التوجيهات تمثل فرصة ذهبية رغم وجود تحديات مثل البيروقراطية، وضعف التمويل، ومقاومة التغيير في بعض المؤسسات، مشددًا على أن تجاوز هذه العقبات يتطلب إرادة سياسية قوية وآليات متابعة فعالة.
من جهته، أعرب الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عن شكره للرئيس السيسي على توجيهاته بحل أزمة مكافآت نهاية الخدمة للعاملين في ماسبيرو، معتبرًا ذلك دليلًا على اهتمام القيادة السياسية بدعم الإعلام الوطني. وأكد أن أسرة ماسبيرو ستبذل قصارى جهدها لتقديم إعلام مهني مسؤول يحافظ على القيم ويجمع بين المهنية والجاذبية.
وخلال الاجتماع الذي حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وجاء تأكيد الرئيس على دور الإعلام في بناء الشخصية الوطنية وتشكيل وعي المواطنين، مع الالتزام بحرية التعبير والتعددية الفكرية.
ووجه الرئيس بوضع خطة شاملة لتطوير الإعلام، تعتمد على الاستعانة بالكفاءات الحديثة، وتحديث البنية التحتية، وإتاحة المعلومات بشفافية، خاصة في أوقات الأزمات، مع التركيز على تمكين الشباب وتنظيم برامج تدريبية ترتكز على مفاهيم الأمن القومي والانفتاح.
وأعلن أيضًا الموافقة على صرف بدل نقدي للصحفيين، وحل مشكلة مكافآت نهاية الخدمة للعاملين في ماسبيرو، ضمن خطة تطوير منظومات الإذاعة والتلفزيون والصحافة القومية.