تقارير وتحقيقات
صيف النيران: أوروبا والبحر المتوسط في مواجهة أشرس موجة حرائق خلال عقد
شهد صيف 2025 انتفاضة نارية غير عادية في دول أوروبا والبحر المتوسط، إذ حوّلت موجات حرّ غير مسبوقة وجفافًا حادًا آلاف الكيلومترات إلى ألسنة لهيب متصاعدة.
فقد اشتعلت حرائق من فرنسا إلى تركيا، متسببة في خسائر بشرية، إجلاءات جماعية، انبعاثات كارثية، وتدمير طبيعة غنية.
هذا التقرير يستعرض أرقامًا صادمة، خرائط حية، آراء خبراء، وخطورة التغير المناخي الذي يضاعف حدة الكارثة.
احصائيات للحرائق في اوروبا
بلغ إجمالي الأراضي المحترقة في الاتحاد الأوروبي نحو 292,855 هكتارًا حتى 29 يوليو — أكثر من ضعف متوسط السنوات الـ19 الماضية (~139,940 هكتار)
حتى منتصف يوليو، تم تسجيل حوالي 1,339 حريقًا يفوق 30 هكتارًا — ارتفاع حاد عن 861 حريقًا خلال نفس الفترة لعام 2024
الانبعاثات غير المسبوقة
خدمات مراقبة الغلاف الجوي تؤكّد أن بعض الدول شهدت أعلى انبعاثات حرائق منذ بدء التوثيق قبل 23 عامًا، لا سيما في اليونان وتركيا، وأسوأ ما شهده سجل جزيرة قبرص خلال يومين فقط
فرنسا تحترق: ألسنة اللهب تزحف في جبال أود وسماء المنطقة تغلق
شهدت فرنسا أكبر حريق منذ عقود في إقليم أود — ونجحوا في اخماده، لكن مساحة تقدر بـ 40,000 فدان (قرابة 16,000 هكتار) احترقت، وأسفر الحريق عن وفاة وجرح العشرات من رجال الإطفاء والسكان، ووصفته الحكومة بأنه "كارثة غير مسبوقة"
في اليونان، لقي رجل مسن حتفه خلال حريق قرب أثينا، وطُوّق حوالي 260 من رجال الإطفاء على أمل السيطرة على الوضع
وفي إسبانيا، شهدت منطقة كاستيا وليون ظاهرة نادرة تُعرف بـ"دوامات النار" نتيجة الرياح القوية وحرارة 40°C، مما أجبر السلطات على إجلاء 700 شخص
كذلك، أشعل حريق قرب جبل فيزوف في إيطاليا ردحًا من الدمار، وأُرجِح أن سببه عمدًا — ما أثار مخاوف أمنية كبيرة
موجات حرّ مدمّرة
ضربت موجات حر حارقة دولًا عدة حيث تجاوزت الحرارة 40°C في إيطاليا، إسبانيا، اليونان، البرتغال، وتركيا، مع إصدارات تحذيرات صحية وأخرى تتعلق بالخطر الحراري
كما سجلت قبرص درجة حرارة قياسية بلغت 44.6°C في يوليو، بينما شمل التأثير حتى الدول الاسكندنافية لعدد أيام حرّ شاذ
تحذيرات علمية
- حذر علماء مجلس الأرصاد العالمي أن موجات الحر الفائقة والحرائق المتفجرة اليوم ليست طبيعيّة:
- "الحر القاتل الخفي" لن يُبرر السكوت بعد الآن، كل وفاة بسبب الحرارة يمكن الوقاية منها.
- 36% من الوفيات المرتبطة بالحر عالميًا تحدث في أوروبا، حسب تقارير منظمة الأرصاد
- كما أشار خبراء إلى أن الصيف الحالي أشد الحرارة على الإطلاق في تاريخ التوثيق الأوروبي
آراء خبراء ومحللين
صرح عالِم من مركز ECMWF إن "الجفاف الحاد وحرارة الصيف الفائقة شكّلا خليطًا مثاليًّا، وحفّزا الحرائق الأكبر في أوروبا منذ عقود."
وأضاف باحث بيئي من منظمة الأرصاد العالمية أن "لكل وفاة بالحر يمكن تجنّبها، الأدوات والعلم متواجد، لكننا نفتقر إلى إجراءات استباقية فعالة."
ولفت خبير بالغابات الأوروبية إلى أن الأخطاء في إدارة الغابات، جنبًا إلى جنب مع التغير المناخي، حولت بعض الحرائق إلى كوارث لا يمكن إخمادها بسهولة."
ختاما.. يُشكل صيف 2025 فصلًا خطيرًا في سجل أوروبا المناخي —حرائق مهولة، حرارة قاتلة، ومدن مهدَّدة.
الصورة واضحة.. المناخ يتحوّل إلى تهديد مباشر، والسؤال هنا ما العمل؟؟ وكيف نتفادي لهب الحرائق ونتائج الاحتباس؟
إليك عزيزي القارئ "أربعة صور عالية الجودة" تُبرز حجم كارثة حرائق أوروبا وحوض المتوسط هذا الصيف منها:
خريطة محدثة أصدرتها المفوضية الأوروبية.. تظهر المناطق الأكثر تضررًا، مع بيانات دقيقة بشأن المساحات المحترقة منذ بداية العام .

صورة فضائية من وكالة ناسا.. تُظهر النقاط النارية المنتشرة من إسبانيا إلى شمال إفريقيا، في مشهد يوحي بأن المتوسط يموج بالنيران .

خريطة مؤشر خطر الطقس الحراري (FWI).. تُبرز المناطق ذات الظروف الحرارية المتطرفة، خاصة الساحل المتوسطي من فرنسا إلى اليونان .

لقطة فضائية من صحيفة Tovima.. توضح انتشار الحرائق ومداها عبر المتوسط بوضوح بصري مبهر .
