سياسة
أسيوط تنتظر صوتها البرلماني: هل تخوض نجوى يوسف المعركة الانتخابية؟
في كل مرة يُطرح فيها اسم الصحفية والإعلامية نجوى يوسف داخل مجالس أسيوط الشعبية، يعلو النقاش وتتعاظم الآمال.
فبين من يعرفها كـ"ابنة المؤسسة العسكرية" التي كرّست حياتها للعمل الصحفي منذ أواخر التسعينيات، ومن عايش مبادراتها في القرى والمراكز، يجتمع الناس على مطلب واحد: أن تكون ممثلتهم تحت قبة البرلمان. مهنة لم تكن سهلة منذ عام 1998 اختارت نجوى يوسف طريقًا صعبًا، حين احترفت الصحافة العسكرية في زمن لم يكن حضور المرأة في هذا المجال مألوفًا.
لم يكن مجرد عمل، بل التزام وطني حملته على كتفيها لسنوات طويلة، متنقلة بين جريدة أخبار أسيوط ثم الأحرار، قبل أن تواصل مسيرتها في فيتو، وصولًا إلى رئاسة تحرير جريدة الفكر نيوز. طوال هذه الرحلة، لم تكتفِ بالمهنة كوظيفة، بل حولتها إلى ساحة نضال في سبيل الحقيقة وخدمة المجتمع. حضور يتجاوز الصحافة لم تقتصر مسيرتها على كتابة المقالات أو تغطية الأحداث، بل امتدت لتصبح جزءًا من مشروعات تنموية أساسية في أسيوط، مثل إنشاء كوبري نجع سبع، ومحطة مياه بعزبة الجيش في منقباد، بالإضافة إلى تطوير شبكات الكهرباء في القرى.
هذه الخطوات جعلت صورتها في أذهان الناس ليست فقط صحفية ترصد مشاكلهم، بل أيضًا فاعلة حقيقية تسهم في حلها. عقلية مثقفة وتجربة متجددة في موازاة عملها، واصلت تطوير ذاتها عبر عشرات الدورات المتخصصة، من الاستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إلى حقوق الإنسان، مراقبة الانتخابات، الإعلام الرقمي، وصولًا إلى اللغة الإنجليزية والإسعافات الأولية. هذه الخبرات المتنوعة انعكست على أسلوبها في تناول القضايا، لتجمع بين العمق المعرفي والقدرة العملية.
من الميدان السياسي إلى هموم الناس لم يكن غريبًا أن تنخرط نجوى في العمل الحزبي منذ شبابها، حيث تولت مسؤوليات قيادية في أكثر من حزب سياسي، إلى أن وصلت اليوم لمنصب المستشار الإعلامي لأمين محافظة أسيوط بحزب حماة الوطن.
لكن رغم هذه المناصب، بقيت قريبة من الناس، مؤمنة بأن العمل العام يجب أن يُقاس بما يقدمه للمواطن لا بما يمنحه لصاحبه من وجاهة.
مطلب شعبي متزايد اليوم، ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، يتردد مطلب جماعي في أسيوط: "نريد نجوى يوسف ممثلة لنا".
يرون فيها نموذجًا للمرأة الوطنية المخلصة، التي عاشت بينهم وعرفت مشاكلهم، ولم تتردد يومًا في وضع قلمها وخبرتها في خدمة الصالح العام.
لقد تجاوزت رحلتها حدود الصحافة لتتحول إلى قصة التزام وطني وإنساني، تجعل من اسمها خيارًا طبيعيًا حين يتحدث الناس عن من يستحق تمثيل أسيوط داخل البرلمان.