أحالت جهات التحقيق في الإسكندرية المتهم بقتل صديقه في الشارع بأعيرة نارية إلى محكمة الجنايات، في القضية التي عُرفت إعلاميًا باسم «مهندس الإسكندرية»، بعدما كشفت التحقيقات عن تفاصيل صادمة خطط لها الجاني على مدار أكثر من عام.

وخلال التحقيقات، قدّم المتهم اعترافات تفصيلية حول ظروف الجريمة ودوافعها، مؤكداً أنه عقب تخرجه من كلية الهندسة سافر للعمل في إحدى الشركات بمدينة شرم الشيخ لمدة 4 سنوات. وأضاف أنه بعد عودته إلى الإسكندرية في عام 2022 لاحظ تغيّرًا في تعامل صديقه المجني عليه معه، إلى جانب ابتعاد باقي الأصدقاء عنه، ما تسبب في خلافات متكررة بينهما، وقال إن المجني عليه «لم يكن يرغب في التقرب منه»، وهو ما دفعه للتفكير في الانتقام.

وأوضح المتهم أن فكرة التخلص من صديقه بدأت تراوده في مارس 2023، بعد خلافات جديدة نشبت بينهما، كان أبرزها قيام المتهم بارتكاب فعل مسيء تجاه زوجة المجني عليه، حيث قام بتركيب صور قديمة لها على صور لأحدى المصابات بمتلازمة داون، الأمر الذي فجّر أزمة كبيرة بعد علم المجني عليه بذلك.

وأشار المتهم إلى أن لديه مصادر مالية متعددة، منها محل تجارة ذهب وميراث والدته، ما ساعده في تمويل خطته، بما في ذلك استئجار شقة في شارع الجمعية بالهانوفيل بالعجمي بهدف مراقبة تحركات المجني عليه، بالإضافة إلى شراء السلاح المستخدم والسيارة التي استعملها في تنفيذ الجريمة خلال شهر سبتمبر الماضي.

ووفق رواية المتهم، فإنه في يوم الحادث أدى صلاة العصر في الشقة المستأجرة، ثم تحرك إلى مقر عمل المجني عليه بأحد توكيلات السيارات، بعد أن تأكد مسبقًا من موعد خروجه الرسمي في الرابعة عصرًا عبر اتصال هاتفي بالتوكيل. وأضاف أنه وصل إلى المنطقة قبل خروج الضحية بـ16 دقيقة، مستخدمًا خاصية الـGPS للوصول، وانتظر في الطريق الموازي حتى ظهر المجني عليه.

ولحظة مرور المجني عليه، اقترب المتهم منه لمسافة متر واحد فقط، وأطلق عليه عدة أعيرة نارية مباشرة، حتى تأكد من سقوطه أرضًا، ثم فرّ هاربًا من موقع الجريمة. وبمواجهته بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، أقر المتهم بارتكاب الجريمة كاملة، مؤكدًا أنه غير نادم، قائلاً: «مش فارق معايا حاجة بعد قتله.. كان لازم يموت».

وتترقب الإسكندرية جلسات محاكمة الجاني أمام محكمة الجنايات، في قضية هزّت الرأي العام لما تحمله من تفاصيل مرعبة وخطط سبقت التنفيذ بفترة طويلة أظهرت درجة من الترصد والإصرار على ارتكاب الجريمة.