مقالات
الجولان عربي سوري.. أيها الصهيوني
بقلم الإعلامية السورية: غانيا محمد درغامأرض الأباة عربية سورية لعلم ذو النحمتين تلقي التحية، جولان لا ينضب أبنائة انتماءً ووطنية، والتربة تصرخ ها أنا الخلود سوري حتى الأبدية، كيان العدو رسم على أرض محتلة، والنبض سوري مهما تكبدت تلك السياسات مشقة وعبودية..
هذه الحقيقة التي أعمى نفسه عنها المدعو دونالد ترامب بادعائه أن الجولان صهيوني، لكن الشعب العربي السوري في الجولان كان ولازال على عهد الوطن به، جباه شامخة مدى الأبدية بوطنها الأم سورية، ففي 30-10-2018 أعلن أهل في الجولان المحتل "جولاننا عربي سوري الأرض واللسان.. نرفض أي إجراء باطل يمس هويتنا وانتماءنا" تجمعوا في مجدل شمس المحتلة منذ الصباح الباكر شيباً وشباباً، فتية وصغاراً، نساء ورجالاً، مستعيدين أمجاد وبطولات عام 1981 عندما حرقوا الهوية الإسرائيلية وفر رئيس وزراء العدو آنذاك تحت حماية قواته المحتلة، وفي 17-4-2017 أكد أهالي الجولان العربي السوري المحتل وقوفهم إلى جانب وطنهم الأم سورية في الحرب الإرهابية العدوانية التي تشنها قوى الاستعمار والشر في العالم وتستهدف البنية الاقتصادية والسياسية والحضارية.
وقال أهالي الجولان في بيان بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والسبعين لعيد الجلاء "نتابع الأحداث الجارية على أرض الوطن وندين العدوان الخارجي وادواته بالداخل.. وما كان العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات والتفجيرات التي طالت الأبرياء وآخرها الذي استهدف أهالي كفريا والفوعة إلا دليلا على همجية هذا العدوان"، كما حيا البيان المواقف المشرفة لروسيا وإيران والمقاومة الوطنية اللبنانية والتي ساهمت بالدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والإعلامي الأمر الذي ساعد على صمود سورية بوجه العدوان مشيرا إلى ثقة أهالي الجولان بتحقيق النصر على الإرهاب بسواعد رجال الجيش العربي السوري وبتوجيه السيد الرئيس بشار الأسد.
في السياق ذاته أقام أهالي الجولان السوري المحتل مهرجانا خطابيا في قرية مسعدة المحتلة جددوا خلاله وقوفهم إلى جانب وطنهم الأم سورية في مواجهة الحرب الإرهابية الظالمة التي تستهدفها جراء مواقفها النضالية والقومية والوطنية ودعمها حركات المقاومة والتحرر كما أشار نواف البطحيش من قرية مسعدة المحتلة في كلمة أبناء الجولان إلى أن يوم الجلاء من أيام المجد والبطولة والفخار ويتوج مرحلة نضالية طويلة قدم خلالها شعبنا التضحيات الجسام في سبيل انتزاع الاستقلال وطرد آخر جندي فرنسي عن أرض سورية، أيضا لفت البطحيش إلى أن الأحفاد اليوم يسيرون على الدرب التي عمدها الأجداد والآباء بدمائهم الطاهرة وسطروا أروع دروس البطولة والوطنية والتضحية والاستشهاد في سبيل عزة الوطن واستقلاله ومنع المحتل من تحقيق مآربه التوسعية.
تعتبر هذه الوقفات والاحتجاجات مع البيان بعض من استنكار الشعب العربي السوري في الجولان للاحتلال الصهيوني وتنديداً بممارساته العدوانية، كما سبقها وتلاها الكثير منها معربين عن انتمائهم ووطنيتهم، بالتالي هي تعبير عن الرأي الشعبي الديمقراطي بما يخص حكم الشعب نفسه بنفسه، فكيف للمدعو ترامب أن ينتهك القوانين الدولية ويهمش شعباً بوطنيته ثم يفرض عليه الاحتلال متدخلاً بشؤون دولة أخرى، الأمر الذي يعتبر جريمة في القانون الدولي ويعاقب عليها في المحكمة الدولية.
من جانبها أكدت سورية رفضها المطلق والقاطع لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني لافتة إلى أنه يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي، حيث صرح مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين بما يلي:
"أقدم الرئيس الأمريكي على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني وذلك في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وضاربا عرض الحائط بكل ردود الفعل الدولية المستنكرة لهذا القرار ويأتي القرار الأمريكي تجسيدا للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" في العداء المستحكم للأمة العربية والذي يجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحماية التي تقدمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة للكيان الإسرائيلي الغاصب.
إن قرار الرئيس الأمريكي يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها من خلال الانتهاك الأمريكي السافر لقراراتها بخصوص الجولان السوري المحتل وخاصة القرار 497 لعام 1981 الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة ويرفض قرار الضم لكيان الاحتلال الإسرائيلي ويعتبره باطلا ولا اثر قانونيا له، إن الرئيس الامريكي لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة وإن هذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجا في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح، إن المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعا بالنهج الاستعلائي للرئيس الأمريكي وعقلية الهيمنة والغطرسة التي تحكم سياسة الولايات المتحدة يتحمل مسؤولية أساسية في رفض السياسات اللامسؤولة والهوجاء للإدارة الأمريكية وذلك دفاعا عن الشرعية الدولية وصونا للأمن والسلم الدوليين.
القرار الأمريكي بخصوص الجولان العربي السوري المحتل وقبله الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية اليها والجهود الحثيثة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية عبر مؤامرة صفقة القرن والتامر على الحقوق والمصالح العربية تؤكد أن لا أحد في الأمة العربية بمأمن من الشرور الأمريكية الأمر الذي يستوجب على العرب وقفة تاريخية جادة لتجاوز الواقع العربي الرديء والذود عن كرامة الأمة والدفاع عن وجودها وحقوقها ومصالحها، إن الجمهورية العربية السورية إذ تعلن الرفض المطلق والقاطع للقرار الأمريكي تؤكد وبكل قوة أن الكون بأسره لا يستطيع تغيير الحقيقة التاريخية الخالدة بأن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا وأن تحريره بكل الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم سورية هو حق غير قابل للصرف وأن عزيمة وتصميم وإصرار السوريين على تحقيق هذا الهدف هي اليوم أكثر صلابة من أي وقت مضى وذلك بنفس الإرادة والإقدام التي دحر فيها السوريون العدوان الإرهابي والروح ذاتها التي حققت نصر تشرين العظيم.
إن السوريين على امتداد الوطن السوري وكما كانوا على الدوام يؤكدون اليوم في مواجهة القرار الأسود للرئيس الأمريكي على تلاحمهم مع أهلنا الصامدين المقاومين في الجولان السوري المحتل يتقاسمون معهم مرارة الاحتلال والعدوان ويشاركونهم العزيمة والإصرار على دحر العدوان وتحرير الجولان وأن يوم اللقاء الوطني على ثرى الجولان الطاهر المحرر من رجس الاحتلال اقرب مما يظن الكيان الغاصب وداعموه".
والجدير ذكره أن المدعو بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الصهيونية طلب من الرئيس الأميركي ضم الجولان لكيانه المحتل، جاء ذلك في خضم مساعيه لدعم حملته الانتخابية، لكن الأمر الذي يفرض نفسه أن هذه المبادرة لن تكون في صالح انتخاباته وشعبه المحتل ومن الجدير تعليمه للصهيوني.. أن الجولان عربي سوري.