دم السفير «إيهاب الشريف» بين القاعدة والموساد الإسرائيلي

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
ضبط 4 عناصر إجرامية بالجيزة لقيامهم بزراعة نبات البانجو المخدر الرئيس السيسي يرأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالقيادة الاستراتيجية الثقافة تحتفي بـ”شعراء ما بعد المقاومة” في أمسية بالإسماعيلية القوات المسلحة: فتح المتاحف العسكرية مجاناً للجماهير إحتفالاً بالذكرى الحادية والخمسين لإنتصارات أكتوبر المجيدة وزير التربية والتعليم يعلن بدء تفعيل دور صندوق الرعاية الاجتماعية للمعلمين بالمهن التعليمية والأزهر الشريف الصحف العالمية تختار مصر ضمن أفضل المقاصد السياحية للزيارة بالشرق الأوسط وزير الكهرباء: مراجعة شاملة لأنظمة تشغيل المحطة والجداول الزمنية للصيانة وترشيد استهلاك الوقود  بالعين السخنة وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وتشغيل منشآت ”المدينة التراثية” بمدينة العلمين الجديدة وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروعات التنموية المتنوعة بإقليم الساحل الشمالى الغربى وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية ومفتي ولاية ترانجانو يفتتحون البرنامج التدريبي لمجموعة من علماء دور الإفتاء الماليزية التضامن الاجتماعي: تسليم 801 وحدة سكنية في 12 محافظة على مستوى الجمهورية للأبناء كريمي النسب من خريجى دور الرعاية وزير العمل يلتقى نظيره العراقي لبحث ملفات العمل المشتركة

مقالات

دم السفير «إيهاب الشريف» بين القاعدة والموساد الإسرائيلي

الصحفية أميره ناصر
الصحفية أميره ناصر

منذ أكثر من عشرة أعوام، لم يكن هناك مواقع للتواصل الاجتماعي، ولا مواقع إلكترونية خاصة بالصحف المصرية، كما اليوم ومن عمل بالجرائد الورقية وقتها يعي ويفهم ما أقول، ومن ذاق حلاوة الكتابة على "ورق الدشت" يعلم جيدا قيمة الحصول على معلومة حصرية منفرد بها، وخاصة الصحفي المتخصص بالشئون العربية.

وقتها كنت أعمل بجريدة صوت الأمة وكان رئيس التحرير التنفيذي حين ذاك هو أستاذي وائل الابراشي وللحق صوت الأمة وقتها، كانت مدرسة تخرج منها أبناء جيلى في هذا الوقت، وحصلت وقتها على إنفراد من مصدر بجامعة الدول العربية يفيد باختفاء السفير المصري بالعراق "إيهاب الشريف" أسرعت بالإتصال برئيس تحريري وائل الابراشي، وقتها ابلغته بعمل تقرير صحفي بالعدد الأسبوعي، عن اختفاء سفير مصر بالعراق .

قال: ننتظر لا توجد معلومات مؤكده، وبعد مضى ثلاثه أيام جائني، إتصال من الاستاذ وائل قائلا: أميرة" طلعت المعلومة مؤكده اعملي موضوع ولو تقدري تجيبي تصريح صحفي من الوزير يبقى تمام" قلت حاضر .

وبالفعل تواصلت مع مصادري وقتها والتقيت بالوزيرمع بعض الزملاء، وقد وصلهم الخبر بنفس اليوم، وأخذت تصريح خاص للجريدة من وزير الخارجية أبو الغيط قال فيه :"إيهاب الشريف كان يحفظ العراق مثل كف يده "وعند عودتي للجريدة، سلمت لهم نسخه من الصور والتسجيل الصوتي للوزير بالكاسيت، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أجهزة محمول لتسجيل الصوت، بعد ما سلمت الموضوع الصحفي، عدت في وقت متأخر من لمنزلى لأن هذا اليوم كان يوم " تقفيل العدد الأسبوعي"، وللأمانة رئيس التحرير لم يتركني أذهب وحدي بمنتصف الليل وأرسل معي سائقه الخاص، لتوصيلي إلى المنزل بصراحه كل الاحترام له، ولم تفوته هذه المواقف مع تلاميذه، وفي الساعه الثالثة فجراً جائني اتصال من زميل سهران معهم بتقفيل العدد، وللامانه معرفش وصل لرقمي إزاي ؟ ولن انسى له هذا الموقف المحترم، وللأسف الآن لا أعلم عنه شي، قال لي أميرة "موضوعك هيتشال اتصرفي علشان تعبك مايضعش" اتصدمت !! وعلمت وقتها أن أكثر من شخص يدير الجورنال في هذه المرحلة وهناك شخص "سمج" هو السبب وراء ذلك، وبالفعل صدر العدد بدون نشر موضوعي، وفوجئت عند مطالعتي للجريدة بالعنوان الرئيسي " صفعه وراء صفعه تلو قفا وزير الخارجيه" في إشارة لضرب مصدري .!!

قررت حينها أخذ كل ما يخص موضوعي وصوري لأقوم بنشرها بجريدة الجيل التي كان يرأسها الأستاذ محمد القدوسي في ذلك الوقت التابعه لحزب الجيل الذي يرأسه النائب ناجي الشهابي، حين ذاك، عندما تحدثت مع الأستاذ محمد القدوسي، رحب بالنشر، وتركت العمل بصوت الامه مع احترامي للجميع، متزامناً مع انتقاد الوزير لجريدة صوت الأمة على إحدى القنوات تقريبا مع الاستاذ عماد اديب، خاصة بعد ما علمه بان الصحفيه التي اخذت التصريح تعمل بجريدة صوت الأمة .

وحرصاً مني على المصداقية وعدم التحريف في تصريح الوزير كان هو الدافع الرئيسي لتوجهي لجريدة أخرى، وبعد صدورعدد جريدة الجيل، جاء اتصال بالجريدة بطلب أميرة ناصر لمقابلة وزير الخارجيه أحمد أبو الغيط، كنت صحفيه صغيرة في بداية حياتي، "بيني وبينكم قلقت وكبرت دماغى قلت يمكن ينسوني" .

بعد يومين أستيقظ على جرس جوالي الخاص، الساعه 7 صباحا

قلت: آلو

قال: أميره هانم

قلت: هنستظرف على الصبح

قال: مع حضرتك أحمد عزت مستشار وزير الخارجية

طبعا مش عارفه اقولكم وقتها انتفضت قائمة من نومي !!

قلت: أيوة يا فندم مع حضرتك أميرة ناصر.

قال: سيادة الوزير طالب مقابلة حضرتك قبل ما يسافر برلين

قلت: سيادته هيسافر برلين امتى

قال: النهارده انشالله الساعة 12

واخدين بالكم من الوقت، أنا فكرت زيكم كده تقريبا رحت بسرعة البرق لوزارة الخارجية، وأنا بالطريق بلغت رئيس تحريري وقتها استاذ محمد القدوسي، وكان رجل في قمة الاحترام "كأنه يتحدث مع ابنته وطمأنني قائلاً لي: روحي متقلقيش" ، بصراحه مانشيت صوت الأمة كان ببالي، قلقني وخصوصا كلمة قفا !! وحاجات غريبة، خاصة وأنه يعلم ان الصحفيه التي اخذت منه التصريح تعمل بجريدة صوت الأمة .

وصلت وزارة الخارجية تفاجأت بحسن الإستقبال من أول ما قلت الإسم، اطمأنت نفسي وعندما استقبلني أحمد عزت مستشار الوزير "اللي أصلا مرتحتلوش من أول ما شفته" تحدث معي كمحقق، وعندما دخلت مكتب الوزير أحسست أن والدي يستقبلني ويشكرني بشدة على نقلي تصريحه بمصداقيه دون مزايدات عليه.

وأتذكر قول الوزير لي "الصحفي إلى بيتعب علشان يوصل الحقيقه هيكون ليه مستقبل" قائلا: انتي لسه صغيرة من عمر أولادي على وكمال بعد خمس سنوات يا أحمد "مخاطباً مستشاره" : "أميرة دي هتكون حاجه تانيه خالص" طبعا مش عاوزة اقولك انا بقيت فين بسبب صدقي حضرتك !!

انتهت المقابله بطلب سيادة الوزير من مستشارة أحمد عزت بعد رجوعه من برلين، بتحديد موعد لحوار صحفي خاص معي تشجيعا منه لمصداقيتي وأستماتتي في نقل تصريحه بصدق بأي جريدة.

"أحمد عزت" إحساسي لم يكذب من أول ما رأيته، "عارفه مش طايقني"، كل ما اتصل بيه يرد الوزير مشغول، وعندما أذكره بأن الوزير هو من طلب الحوار معي، وأن اهتمامي على أخذ الموعد حرصاً مني على عدم اعتقاد الوزير تجاهلي لطلبه، "عزت" كتر خيرة باعد بيني وبين وزارة الخارجية كبعد المشرق والمغرب، الأمر الذي جعلني أقرر عدم الذهاب لوزارة الخارجية مرة أخري.

نرجع لموضعنا، من هو السفير إيهاب الشريف؟ التي تناولت الصحف المصرية منذ يومين خبر صغير جدا عنه، ترحب فيه الحكومة المصرية بحكم القضاء العراقي، ألا وهو الحكم بالإعدام على اثنين شاركوا بجريمة خطف السفير إيهاب الشريف.

"الشريف" كان سفيراً لمصر بإسرائيل، حيث تردد عن وجود معلومات بأنه نجح في تجنيد اثنين من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، وعندما كشفت إسرائيل العملية، قامت مصر بسحب سفيرها، ليعود إلى مصر ويمكث بوزارة الخارجية لعدة أشهر، ليتم بعد ذلك تعيينه سفيرا لمصر بالعراق، وكان أول سفير لدولة عربية بعد سقوط الرئيس الراحل صدام حسين، في ظل غياب الأمن في ذلك الوقت ببلد مثل العراق، مما يتضح جلياً بأن السفير إيهاب الشريف تم تصفيته بواسطة الموساد على أرض العراق.

وتوالت الروايات الغير منطقية نذكرها لمن لا يعرف القضية أو عاشها وهي:

"أن الدبلوماسي المصري في شريط فيديو له قال: "المنطقة الممتدة من طابا (على خطوط التماس المصرية- الإسرائيلية) إلى شرم الشيخ في أقصى جنوب سيناء يستطيع الإسرائيليون والأجانب المقيمون في إسرائيل دخولها بدون تأشيرات دخول" بموجب اتفاق السلام الموقع بين مصر وإسرائيل.

وأوضح الشريف في الفيديو وقد بدا عليه الهدوء: "اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تقسم سيناء إلى أربعة أجزاء، الجزء الأخير، هذه المنطقة يسمح فيها للإسرائيليين والمواطنين الأجانب في إسرائيل الدخول إلى هذه المنطقة بدون تصريح". وأضاف: "نستطيع القول إن هذه المنطقة تشكل 20% من سيناء".

والغريب في الموضوع أن المبعوث المصري في الشريط لم يكن معصوب العينين مثلما حدث في شريط سابق بثه موقع تستخدمه جماعات عراقية، كما لم يظهر أي مسلحين في الشريط الجديد.

وأرفق شريط الفيديو ببيان منسوب إلى تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" يدعو "الذين يحتاجون إلى دليل على تدنيس أرض المسلمين من قبل اليهود إلى الاستماع بإصغاء إلى أقوال القائم بالأعمال المصري".

واعتبر البيان أن "اليهود اغتصبوا سيناء من مصر ويهيمنون على شعبها"، متهما السلطات المصرية بأنها "تابعة لليهود".

وذكر البيان أن شريط فيديو عن "الاعترافات الكاملة" للدبلوماسي المصري سينشر لاحقا على شبكة الإنترنت. لكن الشريط لم يتضمن لقطات لقتل الشريف الذي لم يعثر على جثته آن ذاك، واعتبرت السلطات المصرية أن الشريف قتل حتى لو لم يتم العثور على جثته، وفي أعقاب إعلان القاعدة أنها قتلت الشريف أكدت وزارة الخارجية المصرية مقتله، وقالت مصادر من الوزارة: إنها تأكدت من مقتله من عدة مصادر.

وكان إيهاب الشريف قد خطف يوم 2 يوليو 2005 في بغداد، بالتزامن مع تفجيرات لندن يوم 7-7-2005 التي أعلن تنظيم كتائب أبو حفص المصري المسئولية عنها، وأعلن بيان منسوب إلى مجموعة الزرقاوي أنها قتلت الدبلوماسي المصري بعدما "أدلى باعترافات تؤكد أن النظام الذي يخدمه كافر، وأنه شخصيا انضم إلى اليهود والصليبيين".

ويبقى السؤال: هل تعتقد أن "اثنين" هما الخاطفين ونشكر قضاء العراق العادل للقصاص بعد ما يزيد عن 12 عام ؟

عموماً أنا مازلت منتظرة حواري المتأخر منذ أكثر من 12 عام مع الوزير أحمد أبو الغيط.