جرح الشعوب
جريدة الدفاع العربي
جريدة الدفاع العربي
رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
الفريق / أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقى قائد الحرس الوطنى القبرصى تعاون مشترك بين وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأكاديمية العسكرية المصرية لتنفيذ مبادرة مشتركة لتأهيل ما يقرب من 3000 طالب فى العلوم التكنولوجية الحديثة وزير التموين: انطلاق معارض أهلا رمضان 2025 بالمحافظات بداية فبراير البورصة المصرية تربح 11.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء «أوكرانيا تعلن إسقاط 72 طائرة روسية بدون طيار في أخر 24 ساعة وزارة السياحة والآثار تشارك في قمة المليار بدبي بالإمارات العربية المتحدة رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية اللجنة الاقتصادية المشتركة بين مصر وسويسرا رئيس الوزراء يلتقى الرئيس التنفيذى لشركة ”يارا كلين أمونيا” النرويجية وزير الخارجية يؤكد ضرورة التعاون بمنطقة المتوسط لمواجهة التحديات المشتركة استقالة هارتسى هاليڤى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلى من منصبه وزير الخارجية يبحث مع مسؤول أوروبى جهود مصر الحثيثة لإعادة الاستقرار «الاتصالات» تتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية لتأهيل 3000 طالب فى العلوم التكنولوجية

مقالات

0

جرح الشعوب

الكاتب ممدوح الشناوى
الكاتب ممدوح الشناوى
الكاتب ممدوح الشناوى

ربما تجاوزت الدول العربية مرحلة الإختلاف السياسي وتعارض المصالح والأيدولوجيات إلى مرحلة لم تشهدها أمتنا العربية من قبل مرحلة يسودها النزاع الفظ والصراع المستعر والضرب بكل قسوة وقوة في كل الثوابت وتمزيق كل الروابط ، وباتت فكرة القومية العربية محل سخرية واستهزاء لدى البعض ومصدر ألم ومرارة لكثيريين ممن نبتوا وترعرعوا وإشتعلت شعورهم ومشاعرهم شيبا وهم ينتظرون حلمهم الجميل بوطن عربي قوي ومتماسك .

وربما أيضا كان للقادة وصناع القرار ما يبرر هذا التقاتل الشرس بما يملكونه بين أيديهم من أدلة وبراهين على تجاوز أو تآمر أو خيانة ولكن يبقى للشعوب العربية الحق في أن يظل بينها ما يجب أن يتسامى ويعلو فوق خطايا الحكام و زلات المسؤولين.

فلا يمكن أن يفرح المواطن القطري ذو النفسية السليمة في تفجير مسجد أو كنيسة أو مقتل أسرة مصرية مثلا، ولا أن يأتي يوم يتمنى فيه مصري سوي أن يرى إمرأة قطرية أو طفلها وهو ينزف أو يتألم، ولا أن يكره العماني الإماراتي أو اليمني السعودي أو العكس، ولا أن نصمت فرحا وشماتة في هلاك أسرة فلسطينية على يد عدو غاشم .

إن ما حل بنا من فرقة وهوان هو فخ نسجه لنا أعداؤنا ووقع فيه قادتنا جميعا المخطيء فيهم والمصيب وفشلوا حتى الآن في أن يضيعوا على أعدائنا الفرصة وينجوا بشعوبهم من هذا المنزلق المهلك، ولا يجب علينا كشعوب أن نقع في نفس الفخ أو تنزلق في ذات المنزلق، ولنتذكر أن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا فإلهنا واحد وديننا واحد ونبينا واحد وقرآننا واحد فيجب أن يكون هدفنا واحد وأملنا أيضا واحد .

فيا شعوب العرب الأصلاء الكرماء الأوفياء أفيقوا واستعيدوا ما بينكم من حب وترابط ، انبذوا كل ما يفرقكم ويشتت شملكم ، انزعوا بذور الكراهية من صدوركم قبل أن تستقر وتنبت خبثا وغلا وحقدا وحسدا ، طهروا قلوبكم من كل ضغينة لإخوانكم في الدين والعروبة، تذكروا نساء العراق واليمن وسوريا وليبيا وأطفالهم الموتى منهم والجرحى، تذكروا أن لكم أخوة في الصومال وموريتانيا وجيبوتي .

تذكروا أن مصر والسودان أصل واحد، وأن قبائل الخليج بينهم دم ونسب وقرابة، عودوا لحلم نعيش من أجل أن نحققه يوما ما، ليكن ميراثكم لأبنائكم حبا وودا وأخوة واحتراما يتبادلونه مع أبناء دينهم وعروبتهم بدلا من نار كراهية تحرق كل أخضر ويابس في مستقبلهم، داووا جرح عروبتكم ليلتأم قبل أن نموت جميعا من نزفه وتلوثة، ابعثوا لقادتكم وحكامكم رسالة بأن عروبتنا خالدة وحلمنا باق وعليهم أن يجدوا لنا مخرجا من هذا المنعطف الخطير، الوضع بات صعبا والجرح أصبح غائرا أكثر من أي وقت مضى .