مقالات
شهداء سورية.. كيف لأمة الشمس أن تدرك الذل ؟
بقلم/ غانيا محمد درغامعام بعد عام، ويوم بعد يوم، لازال الشعب والجيش السوري يخطان الصمود بحروف من دماء، شهداء ورثوا الخلود في الجنة، وشهداء أحياء لازالوا يتصدون للهجمة الإرهابية الممنهجة التي جعلت خلالها سياسات العالم كل الشعب السوري مشاريع شهادة تنضوي تحت لواء الوطن والدفاع عنه حتى آخر رمق. شهيد يرتقي، وشهيد يدافع، امتداد الرجولة في عروق الاخلاص للوطن، لم يتخاذلوا عن الدفاع والتضحية تلك الأرواح الأبية التي لو ضربت جذورها في الأرض لصاحت جبروت وعنفوان، وأزهرت عناب وريحان، فكيف لسورية أمة الشمس أن تدرك الذل والهوان؟.
في جميع الحروب التي عرفها العالم منذ بداية الخليقة حتى الآن، كانت تقوم حرب دولة ضد دولة، أو قبيلة ضد أخرى، او..، لكن في الأزمة السورية اجتمعت شياطين العالم أجمع لتشن حربها الإرهابية التي لم تنحصر أهدافها ضد مكان أو هدف واحد بل انهالت بوابل من أحقادها على كل عناصر تكون الدولة وثوابتها الوطنية من "أرض، شعب، جيش، قيادة، قومية، دين، بنى تحتية، إقتصادية، اجتماعية، ثقافية، نفسية، اعلامية"، ناهيك عن القيم والإنسانية التي تم استهدافهم لقتل قلب الشعب وجعله بحسب مبتغاهم غنائم وسبايا.
لم يرضخ السوري لمؤامراتهم التي تباركها السياسات الصهيوعالمية وتشكل لها قوة حماية وتوفير ضخ وامتداد، لكن لم تضع في حسبانها أن السوريين الشرفاء لم يتخاذلوا في الدفاع عن وطنهم، فكان الشهيد ولا زال منار العز والفخار، منذ تاريخ الشرف وحتى هذه اللحظة هناك شهداء لازالوا في مسير ارتقائهم، جاعلين من أرواحهم جسر العبور إلى بر الأمان، بذات الوقت نبض يستمر عبر الأجيال لبقاء شريف أو شهادة منتصرة.