وثائقى
مالا تعرفة عن «بلعام بن باعوراء»
عبير الكردييذكر المفسرون أن بلعام بن باعوراء، كان حبراً من أحبار بني إسرائيل في زمن سيدنا موسي عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام، وإنه قد تلقي علم التوراة علي يد سيدنا موسي عليه السلام، حتي سار من كبار العباد ومستجابي الدعوة، وكان يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سأل به أعطي، ويحكي لنا الصاحبي الجليل ابن عباس، ومحمد بن اسحاق وغيرهم كيف تحول بلعام من الإيمان الي الكفر فقالوا:
أن نبي الله موسي عليه السلام قد أرسل بلعام بن باعوراء الي أرض كنعان من الشام ليعلمهم ويدعوهم الي الله، فقال أهلها له:- إنهم يخشون أن يغزوهم نبي الله موسي، ويحتل أرضهم بني إسرائيل فطلبوا منه أن يدعوا علي نبي الله موسي ومن معه، فرفض في البداية وقال لهم:- هذا نبي وإن فعلت معه ما تقولون ذهبت دنيايا وآخرتي، فأغروه بالأموال والمناصب والسلطة حتي أفتتن.
وركب باعوراء حماره وذهب الي جبل ليدعو فيه علي بني إسرائيل، فكانت حماره تمتنع عن السير فيضربها، فهكذا عدة مرات، ولما آلمها أنطقها الله فقالت له:- أنت تسوقني والملائكة يردونني ويلك كف عني، اتذهب ويحك الي مناوءة نبي الله الذي علمك اسمه لتستجلب به رضاه أو سخطه لتدعو علي نبيه، فترجل عنها ونظر الي بني إسرائيل، حتي إذا أشرف عليهم صار يدعو باسم الله الأعظم أن يخذلهم ، فرد الله تعالي دعاءه الي قومه، وصار كل ما دعا علي قوم موسي بشئ أوقعه الله علي قومه، ولا يدعو لقومه بشئ إلا صرفه الله تعالي لقوم موسي، وذلك أنه صار ينطق بغير إختياره.
فقال له قومه:- ويلك يا بلعام إنما تدعو لهم وعلينا، فقال:- هذا مما لا أملكه فقد غلبني الله عليه، ولم يزل يدعو لقومه وعلي بني إسرائيل، وهو يجاب بالعكس حتي اندلع لسانه، فقال لهم :- ذهبت دنيايا وآخرتي، ولم يبقي لكم إلا المكر والحيل، ولم يكتفي بلعام بهذا ، بل بين لهم الحيلة التي سيستخدمونها ليهلكوا بني إسرائيل.
فقال لهم:- جملوا نساءكم واتركوهن بين معسكر بني إسرائيل، وأوصوهن ألا يمنعن أحدا بالزنا بهن، فإن زنا واحدا منهم بواحدة منكم كفيتموهم.
ففعلوا ذلك وطافت نساءهم بين عساكر بني إسرائيل، فمرت إمرأة تسمي" كيستي بنت صومر" من أجمل النساء، علي "رمزي بن شلهوم" فاقتالها، فرآه نبي الله موسي فقال: هي حرام عليك لا تقربها، فلم ينتهي وأدخلها قبة وضاجعها، حينها غضب الله عليهم، فأرسل الطاعون علي قوم نبي الله موسي عليه السلام.
وكان "الصحاح بن ايراد" صاحب أمره غائبا فلما جاء رآي الطاعون قد استقر ببني إسرائيل، وكان ذو قوة وبطش، فقصد الخيمة التي بها رمزي فرآه مضاجعا المرأة، فطعنهما بحربة في يده فقتلهما.
وقال:- اللهم هذا فعلنا بمن عصاك، فأرنا فعلك بعدونا، وإكشف عنا ما إبتلينا بسببه، فرفع الله عنهم الطاعون، وقد بلغ من مات من حين ضاجعها الي زمن قتلهما سبعين ألفا من بني إسرائيل .