دين
كان بشوش الوجه متفائلا (صلِّ الله عليه وسلم)
محمد عليمن السنن النبوية التي أوصانا بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التفاؤل ، فبمجرد الحديث عن التفاؤل، نتذكر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وما لاقاه من صعاب ومِحَن ومعاملة سيئة من قومه ومن أهله، ورغم ذلك كان صلى الله عليه وسلم بشوشَ الوجه متفائلًا، يقول عبد الله بن الحارث الزبيري رضي الله عنه: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: ««قال الله جل وعلا: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًّا فله»» [متفق عليه]، فحسن الظن بالله عبادةٌ وثقة في تصرف الله بعباده، فهو أعلم بما ينفعنا منا. ويضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروعَ الأمثلة في التفاؤل في أصعب المحن، فعندما كان هو وأبو بكر رضي الله عنه في غار حراء، والمشركون يطاردونهما يريدون قتلهما، وقلب أبي بكر ينتفض من الرعب؛ إذ لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآهما وأصبحا من الهالكين لا محالة؛ ولكن انظر إلى حسن الظن بالله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟» [أخرجه مسلم].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ««لا يزال قلب الكبير شابًا في اثنتين في حب الدنيا وطول الأمل»» [صحيح: البخاري ومسلم]، فالتفاؤل والقلب المطمئن هو قلب شاب مهما طال عليه الزمن، فهناك بعض الدراسات العلمية التي تؤكد أن التفاؤل يطيل عمر الإنسان بمعدل سبع سنوات ونصف وهو ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل 1500 عاماً، أن التفاؤل والتمسك بالحياة يمنح القلبَ الشبابَ الدائم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تبسّمك في وجه أخيك صدقة»، فهذا الدين هو دين الكرم، ودين السماحة، يحث المسلم على التبسم في وجه أخيه، ويكافئ كل من يتبع هذه السنة العظيمة بالحسنات، فلا تبخلْ عن نفسك بالمزيد والمزيد منها، وليكن لك في رسول الله أسوة حسنة، فما وُجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا متبسمًا بشوشًا، يبتسم في وجه الجميع، تقول عنه السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان ألين الناس، وأكرم الناس، وكان رجلًا من رجالكم إلا إنه كان ضحّاكًا بسّامًا" [أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده]