تقارير وتحقيقات
ناشيونال إنترست: إيران دولة محافظة في منطقة غارقة في التطرف
محمد شبلنشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، تقرير عن الأزمة الأمريكية مع إيران، موضحة أن بعض الأصوات داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تدفع نحو عمل عسكري ضد إيران، ويستندون لرؤيتهم هذه بالمخاوف الكبيرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وعلى الرغم من امتثال إيران لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) واتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن برامجها النووية السلمية يستمر إصرار بعض أعضاء إدارة ترامب فى المضى قدما لترسيخ هذا الإتجاه والسعى قدما نحو تسييد وجهة نظرهم.
فيما تستند أصوات أخرى داخل إدارة ترامب إلى ما تقول إنه رعاية إيران للمنظمات الإرهابية، أو تستخدم لغة التخوف على المصالح الأمريكية في المنطقة كذريعة لشن عمل عسكري ضد طهران، بحسب ما قالته "مجلة ناشيونال إنترست"
و أشارت المجلة إلى أن هذه تمثل وجهة نظر ضيقة وغير تاريخية، لأن إيران دولة محافظة في منطقة غارقة في التطرف.
وتابعت المجلة: "أي عمل عسكري تقوم به واشنطن أو حلفائها ضد طهران سيمثل خطأ جسيما"، مشيرة إلى أنه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، سلمت الحكومة الإيرانية نسخا من ثلاثمائة جواز سفر مرتبطة بأعضاء تنظيم القاعدة المشتبه بهم إلى الأمم المتحدة، وعرضت طهران تقديم الدعم للبحث والإنقاذ والإغاثة الإنسانية والمساعدة في العمليات الأمريكية في أفغانستان، كما قدمت الدعم لنائب وزير الدولة لشؤون الشرق الأدنى آنذاك ريان كروكر.
ولفتت المجلة الأمريكية، إلى أن الوثائق التي عثر عليها من مقر زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أسامة بن لادن، في أبوت آباد، كشفت أن العديد من أعضاء المجموعة الإرهابية حاولوا الفرار إلى إيران بعد أن غزت الولايات المتحدة أفغانستان، في عام 2003، حيث قامت القوات الإيرانية بإلقاء القبض على عدد من أعضائها البارزين، في ذلك الوقت.
وقالت المجلة إن أي حملة عسكرية أمريكية ضد إيران ستكون باهظة التكلفة، لأن الجيش الإيراني منظم ومجهز بشكل أفضل من العديد من دول المنطقة، مشيرة إلى أنه يستطيع استخدام الصواريخ متوسطة المدى، ضد المنشآت الأمريكية في العراق والكويت وأفغانستان وقطر والبحرين، وحلفاء أمريكا الآخرين في الخليج العربي، إضافة إلى قدرتها على ضرب السفن البحرية الأمريكية.
وأضافت المجلة: "لكي تستطيع أمريكا درء خطر إيران عليها تدمير كل وسائل الدفاع الجوي وتدمير قدراتها الصاروخية في وقت قصير، حتى تحرمها من القدرة على استهداف المنشآت العسكرية الأمريكية، ودون ذلك ستصبح التكلفة كبيرة جدا.
وقارنت المجلة بين احتلال العراق، الذي كلف أمريكا أكثر من 2 تريليون دولار وتسبب في انتشار الفوضى في العراق منذ حوالي عقدين، وبين أي عمل عسكري ضد إيران، الذي قد يتطلب احتلال دولة أكثر في عدد السكان وأكبر مساحة من العراق.