مقالات
0
الدفاع العربي.. حق مشروع وقضية كرامة
بقلم الإعلامية / غانيا محمد درغاملن تُقهر أمة تجري الكرامة في عروقها، بنيانهم مرصوص ببطولات وهمم أبنائها، اعتصامهم بالحق منهج يكبل أعدائها، من أي صوب يأتيهم الغدر هم له بالمرصاد، أباةً يدافعون بيدٍ من بارود واليد الأخرى تحمل لأوطانهم غصن الزيتون من أجل سلامها، إنهم أبناء الشعب العربي الشريف الذي يأبى الهوان ويقف بشرف للدفاع عن أرضه وكرامته ضد سياسات وممارسات صهيو استعمارية نكراء تهدد أمنه وبقائه.
تعرضت سورية لأعنف وأقوى حرب إرهابية عالمية، مزركشة بزي أسموه ”ثورة”، ممولة ومدعومة على جميع الأصعدة ”السياسية، الدولية، الاقتصادية، والإعلامية”، تم التهليل لها في جميع المحافل الميدانية على صعيد الحراك الإرهابي في الأرض، هي الأرض التي احتضنت أبنائها بجميع شرائحهم الإجتماعية وفسيفسائهم الدينية، لقد قاموا باستهدافها وأبنائها مستبيحين الدماء، أطفالاً كانوا أم نساء، شيوخاً أم مدنيين، قطعت أعناقهم وباتوا أشلاء .
الأمر في فوهة الإرهاب سواء، الجميع استُهدف ليكون ميدانياً في طي الفناء، وسياسياً يحولوهم لأوراق رابحة من وجهة نظر سياساتهم المعاقة إنسانياً وشعبياً، حيث يتم استخدامهم من بعد الفتك بأرواحهم كأعداد، أو ما يسمونه ضحايا، والحق أنهم شهداء ارتقوا في سبيل الوطن أنقياء.
لقد تمت المقامرات السياسية في حلبات الصراع الدولية بما يسمى مجلس الأمن، ”اسم على غير مسمى”، مجلس الأمن الذي كان يوظف أغلب مقاعده لممثلين عن الدول المتبنية للسياسات التي أنتجت الإرهاب في معامل مآربها، بجمع المجرمين وتمويلهم وتدريبهم وتأمين المساندة الميدانية لهم.
لم يكن في حسبان الإرهابيين وسياساتهم أن الشعب السوري يقظ على حقيقة أطماعهم التي تصب في مصالحهم الاستعمارية والصهيونية أيضاً، فهب في وجههم صموداً وارتقاء، يدافع عن وطنه حتى آخر رمق الشرف منه، وجاء دفاعه ممثلاً بالميدان خلال صك صفوف الجيش السوري بأبناء الشعب، وتربوياً عبر بث حقيقة ما يسمى ”الثورة السورية” بأنها مجرد سياسة إرهابية نكراء، وسياسياً عبر الصمود في المحافل الدولية من قبل أبطال السياسة السورية الذين قاموا بتعرية هذه الحرب الإرهابية وكشف مبتغاها.
في العراق تكالبت السياسات الاستعمارية متخذة ذرائع وهمية لنثر غبار الاستغلال الدولي سواء على صعيد ”الأرض، الشعب، أو الثروات”، من حرب أمريكية طامعة إلى حرب إرهابية داعشية، تناقلت تلك السياسات أرواح ومقدسات شعبية دينية، هذه الممارسات التي سعت أمريكا مع حلفها أن تمده إلى سورية.
استهدفت الحرب على العراق وسورية الثوابت الوطنية من جانب، ومن جانب آخر استهدفت المقاومة في الشرق لاسيما أن الدولتين الجارتين تعتبران امتداداً لتلاحم الشعبين ومقدساتهم بما فيها الأرض والكرامة والدين، فكان الرد الشعبي العراقي الدفاع ببطولات الأبناء الذين لبوا نداء الوطن في صفوف الحشد الشعبي والقوات العراقية، حيث بدأ التحام الشعب بالميدان من خلال أبناء الشيعة الذين بادروا بتكوين الحشد الشعبي وتبعهم فيما بعد جميع أبناء العراق من مسيحيين وسنة وأزيديين وغيرهم، هذه القبضة التي تكونت من شرائح متعددة كانت تمسك الزناد جنباً إلى جنب مع قواتهم المسلحة العراقية، واضعين أمان العراق وشعبه نصب أحداقهم التي لا غباراً للذل يعميها.
أيضا تعرض اليمن للعدوان السعودي الذي تحركه أجندات صهيو استعمارية، ولم يطأ مواطن يمني حدود السعودية محارباً أو إرهابياً، لكن السعودي منح نفسه حق استباحة دماء الأبرياء فى اليمن، نفس الحرب الإرهابية الممنهجة تم استهداف اليمن بها، ضرب البنى التحتية وإراقة دماء المدنيين الأبرياء مع اختلال دولي سياسي، الأمر الذي وضع الشعب اليمني في بوتقة الدفاع عن شرف الأرض والانتماء، تخوضهما الإنسانية لتسطر ملاحم الصمود والممانعة، حيث شبت قبائل اليمن لتكوين اللجان الشعبية التي تساند القوات المسلحة اليمنية في دفاعها وحمايتها الأرض من عدوان جعل لنفسه مستنقع دماء وأمراض.
بالعودة إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ”الفصل السابع” التي تؤكد أنه ”ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء ”الأمم المتحدة” وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فوراً، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس – بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق – من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه”، إذاً فإن هذه المادة تكفل للدول حق الدفاع عن النفس، فلا يجوز أن تقوم دولة ما بالاعتداء على دولة أخرى أمام ناظريها، دون أن تدافع عن نفسها.
من ناحية أخرى يرسي القانون الدولي لحقوق الإنسان التزامات تتقيد الدول باحترامها، كما تتحمل الدول بانضمامها كأطراف إلى المعاهدات الدولية، بالتزامات وواجبات بموجب القانون الدولي في سياق احترام حقوق الإنسان وحمايتها والإيفاء بها، ويعني الالتزام باحترام حقوق الإنسان أنه يتوجب على الدول أن تمتنع عن التدخل في التمتع بتلك الحقوق أو تقليص هذا التمتع، أيضاً يتطلب الالتزام بحماية حقوق الإنسان أن تقوم الدول بحماية الأفراد والجماعات من انتهاكات تلك الحقوق، ويعني الالتزام بالوفاء بالحقوق أنه يتوجب على الدول أن تتخذ إجراءات إيجابية لتيسير التمتع بحقوق الإنسان الأساسية.
وإن شملنا فلسطين ولبنان ضمن حالة الدفاع عن النفس والأرض، نرى بوضوح حق شعبي البلدين بالدفاع عن أرضهما ووجودهما الذي يهدده العدوان الصهيوني، فإن كان للصهيوني حلماً بالاستيلاء على ذرة تراب ليست من حقه، فللشعب ألف حق بسحق هذا الصهيوني وكيانه الغاصب، هذا الكيان الذي تستنفر الدول الاستعمارية بجميع طاقاتها من أجل تثبيته في المنطقة من غير حق، فمن يعتدي على أرض الآخر هو الصهيوني ومن ليس من شعب هذه الأرض هو ذاته الصهيوني، كما حال الإرهابي والسعودي تماماً، ضوضاء سياسية معادية عالمية تفتعلها القوى الاستعمارية، بهدف إنهاك الشعوب العربية المقاومة والتخلص من وجودها مع ضرب أقوى الجيوش العربية في المنطقة التي لا تنضوي تحت لواء طواعيتها للمستعمر، بالتالي تسعى تلك السياسات المعادية إلى تحقيق توازن قوى بين الدول العربية المقاومة وبين الكيان الصهيوني، لكن المقاوم يشتد زناده، والشعب يقوى بوفائه، مقارنة بالحرب الصهيوإرهابية المسعورة، وكل حبة تراب تنادي أبنائها شقائق وريحان، فيصرخ الحق بارود وبقاء.