تعرف على يوسف الجندى (رئيس جمهورية زفتى)

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
حامد حمدان نجم بتروجيت يثير اهتمام الأندية القطرية والزمالك يترقب الصفقة الشتوية إليسا تعلن عن حفلها الغنائي في قبة رادس بتونس 28 ديسمبر بعد غياب 6 سنوات الأرصاد: طقس معتدل نهارًا وبارد ليلًا مع فرص أمطار متفرقة على عدة مناطق دار الإفتاء تحذر من ممارسة “البشعة”: مخالفة للشريعة والعقل الإنساني وفاة الطبيب مصطفي البكل في المنوفية.. رمز للخير والأخلاق الحسنة عمرو الشلمة: الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية تعزز الثقة وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في مصر مصطفى بكري: تشكيل حكومة جديدة بعد يناير بمواصفات تراعي مصالح الشعب المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة: قانون 10 لسنة 2018 يمنح الحقوق والتيسيرات ويعزز التمكين عمرو أديب: وفاة الطفل يوسف محمد في بطولة السباحة «قمة الإهمال» وتستدعي إجراءات صارمة خبير سياسي: إعادة الانتخابات في بعض الدوائر تؤكد حرص مصر على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية حمد موسى: مجموعة مصر في تصفيات كأس العالم صعبة وتضم منتخبات قوية حاتم الطرابلسي ينتقد أرني سلوت ويطالب بالاحترام لمكانة محمد صلاح في ليفربول

منوعات

0

تعرف على يوسف الجندى (رئيس جمهورية زفتى)

يوسف الجندى (رئيس جمهورية زفتى)
يوسف الجندى (رئيس جمهورية زفتى)

من الشخصيات التاريخية المنسية التي لا يعرفها الجيل الحالي، ولا السابق وربما الأسبق ولكن في التذكرة عبرة وعظة ووفاء واستحضارا لنماذج طيبة وتجارب عظيمة في زمن اتسعت فيه مساحات القبح وتبددت فيه معاني الوطنية والانتماء .

يوسف الجندي (1893-1941) سياسي مصري من الذين ساندوا سعد باشا زغلول، قبيل ثورة 1919، اشتهر وهو طالب في كلية الحقوق بمناقشاته الثورية، وتم فصله من الكلية بسبب مواقفه ضد الإنجليز. وعندما اندلعت ثورة 1919 كان في بلدته زفتى .


عندما تم أعتقال سعد زغلول، ومرافقوه وهم: أحمد باشا الباسل، ومحمد باشا محمود، وإسماعيل صدقي، وسينوت حنا، ومكرم عبيد، وفتح الله بركات، وعاطف بركات، وتم نفيهم إلى جزيرة سيشل، وخرج المصريون مسيحيون ومسلمون في مظاهرات صاخبة لتسجيل غضبهم ضد هذا الأجراء التعسفى ولأول مرة في تاريخ مصر خرجت سيدات مصر في مظاهرات وكان ذلك في 16 مارس 1919 م. ولأن خروج سيدات مصر في مظاهرات كانت مفاجئة مدوية في هذا الزمان لهذا كان لها أثر بالغ الأهمية عند جموع المصريين في ربوع مصر.

و في بلدة صغيرة على ضفاف النيل تدعى زفتى مجموعه من الشباب الجامعى والفلاحين والتجار تفكر في عمل شئ يساعد في الافراج عن سعد زغلول ورفاقه، وكان من ضمن أفراد تلك المجموعة يوسف الجند وابن عمه عوض الجندي المحاميان وكان معهما الشيخ عمايم والكفراوى والفخرانى ومحمد أفندى عجينه صاحب مكتبة للأدوات المدرسية ومطبعة وسويلم وكانت تلك المجموعة تلتقى في مقهى مستوكلى بميدان بورصه القطن. واتفقوا على الانفصال عن المملكة المصرية واعلان الاستقلال وانشاء جمهورية زفتى.

كان المقصود من هذا العمل هو لفت أنظار العالم لمدى التأييد الشعبى لسعد زغلول ورفاقة. وبعد أن تبلورت الفكرة بدءوا في التحضير لإعلان الاستقلال صباح يوم 18 مارس 1919م حيث تجاوب معهم جميع أهالى البلده من فلاحين وأعيان وشباب ووصل الامر لتوسل رجل من الخارجين عن القانون للانضمام لهم وكان يدعى سبع الليل وكان يتزعم عصابة مسلحة تروع البلدة والقرى المجاورة.

طلب من أهل البلدة المشاركة معهم واعلان توبته لرغبته في قتال الإنجليز فان مات فسيصبح بطل وأوصى منشد البلدة أن يتغنى ببطولاته لو قتله الإنجليز. وذهب يوسف الجندى ومعة بعض أهالى البلدة إلى ضابط النقطة في البلدة وكان يدعى أحمد أفندى، ولأنه رجل وطنى انضم لهم وفتح لهم السلاحليك (مخزن السلاح) وشارك معهم في التخطيط. ولأول مرة يجتمع رجل الشرطة وزعيم العصابه على هدف واحد وهو محاربة الانجليز.

وفى صباح يوم 18 مارس كونوا المجلس البلدى الحاكم برئاسة المحامى الشاب يوسف الجندى واعلنوا الاستقلال وكان عوض الجندى المحامى ابن عم يوسف هو من ذهب للقاهرة وأبلغ الصحف لنشر الخبر. وفى تلك الأثناء كون المجلس البلدى الحاكم عدة لجان منها لجنه التموين والامداد وكانت مهمتها حصر المواد التموينية وحسن توزيعها على أهالى البلدة ولجنة النظافه وكانت من أنشط اللجان حيث كانت تنظف كل شوارع البلده وترشها بالماء وانارة الطرقات ليلا ولجنه الاعلام وتولها محمد أفندى عجينة وكانت تقوم بطبع المنشورات السريعة لتوضيعح الوضع العام في البلدة كما قامت اللجنة باصدار جريدة يومية وكان اسمها جريدة جمهورية زفتى. ولجنة الأمن والحمايه وتولى الاشراف عليها الضابط الشاب حمد أفندى وبمعاونة سبع الليل فجمعوا الرجال من الخفر ورجال سبع الليل والأهالى من القادرين عى حمل السلاح وقسموهم إلى مجموعات كل مجموعة تتولى حماية احدى مداخل البلدة.

وعندما علم الإنجليز في مساء يوم 18 مارس قرروا إرسال قوة للاستيلاء على البلده عن طريق كوبرى ميت غمر ولكن تصدى الاهالى لتلك القوات فرجعت وتمركزت في بلده ميت غمر. وفى الصباح علموا في البلدة بأن هناك قطار قادم إلى البلدة محمل بمئات الجنود والعتاد العسكري… فما كان من سبع الليل ورجالة الا أن قطعوا قضبان السكة الحديد على مسافة من خارج البلده تقول بعض الروايات 15 كيلو متر وتقول روايات أخرى أن القضبان قطعت من أمام قرية (سعد باشا) فعجز الإنجليز عن دخول البلدة للمرة الثانية. ولخطورة الموقف أعلنت أنجلترا خلع السير ونجت لتهدئة حالة الهيجان والثورة في مصر في21 مارس 1919 م وعين الجنرال اللنبى معتمدا لـبريطانيا في مصر ولم تزل حالة عدم الأستقرار سارية فقد لجأ المصريون في مختلف محافظات مصر إلى تخريب الطرق وقطع خطوط الأتصالات وأسلاك التلغراف وأعمدتها.

كما فعل أهالى جمهوريه زفتى، فتريث الإنجليز حتى تهدأ الأمور في أنحاء مصر وفى فجر يوم 29 مارس 1919م فوجئ أهالى زفتى بعشرات المراكب التى تحمل جنود الارسالية الأسترالية تقوم بعمليه انزال الجنود على شاطئ النيل بالبلده وقيامهم اطلاق النار في الهواء أو على كل من يحاول عرقلة استلائهم على البلده وقاموا بالتفتيش عن يوسف الجندى وأعلنوا عن مكافئه ماليه لمن يرشد عنه. ولكن عندما تأكد للجميع أن الأمر أنتهى قاموا بتهريب يوسف الجندى ورفاقه إلى عزبة سعد باشا والواقعه في قرية مسجد وصيف واستقبلتهم أم المصريين السيدة صفية زغلول وقامت باخفاءهم في أماكن مختلفه حتى أفرج عن سعد زغلول ورفاقه يوم 17 ابريل من عام 1919.

وأصبح بعد ذلك يوسف الجندى من أكبر رجال السياسه والبرلمان المصرى وعندما عرض اسمه في احدى التشكيلات الوزارية كوزير للمعارف أعترض الملك على اسمه بشدة لأنه لم ينسى ما سببه للمملكة من قلاقل. ثم عمل نائبا لزعيم المعارضة في مجلس الشيوخ.
سمي على اسمه أحد الشوارع في منطقة النرجس - بالتجمع الخامس - القاهرة الجديدة بالاضافة إلى أحد الشوارع بمنطقة باب اللوق بمحافظة القاهرة.