مقالات
الجيش العربي السوري «يسحق الإرهاب”
بقلم / غانيا محمد درغامسابقاً كان الصوت يصرخ، أما الآن فللرصاص ألف صراخ، هو يرفع البارود بوجه العدو ليقول: لنا الوطن، لنا الشرف، وبنا الإخلاص، هو لم يتحدث من غير عقيدة الأباة، ولن يرتفع بغير حناجر الأبطال، هو الحق بوجه الطغاة، أفلا يعقل العالم المتغافل عن خبثه؟، ويلم ذيول وحوشه عن وطننا.. وطن الصامدون بالحق حتى آخر رمق في الحياة؟.
لأن الإرهاب لا دين له، لأنه إعصار الصهاينة في بلاد الأمان والاستقرار، ولأنه الأداة الرخيصة التي تحركها السياسات المستعمرة، كان لابد للسياسة والبطولات السورية ان يكون لها موقف الممانعة لدحر المليشيات الإرهابية عن سورية، إضافة لإبادتها ولا وجه للمقارنة بالخطر والإجرام الذي تنتهجه بحق "البشر، الدين والحجر" في سورية، فالجيش العربي السوري لا يقبل الرهان على وطنه وشعبه، هذا ما تضعه سورية "قيادةً، شعب، وجيش" في حسبان العالم الذي لم يوفر "مجزرة، إجرام، خوف، فساد وكفر" بحق قدسيتها ووجودها.
نعم لازال للوطن رجاله الذين لا يأبهوا بالموت ويفتحوا قلوبهم للشهادة بأذرع تحكم قبضتها على السلاح، فاما النصر وأما الشهادة، في معركة تلو معركة لازال الجيش على موقفه ضد المليشيات الإرهابية، هذا ما تترجمه الأحداث التي جرت في عدة مناطق سورية، إذ قامت المليشيات الإرهابية بمحاولة التوسع أكثر لممارسة طقوسها التكفيرية المسعورة في أمل منها للاستيلاء على تلك المناطق، لكن لأسفهم هذا هو أمل إبليس في سورية، حيث كان رد الجيش العربي السوري عليها مزيداً من البطولات المصحوبة بالتضحيات والانتصارات ليثبت للعالم أجمع أن قدسية الوطن لا رهان عليها وأنهم للإرهابيين بالمرصاد، هذا ما أكده الجندي في الجيش السوري "ع.ب" موجهاً قوله للمرتزقة الإرهابيين:
"أنا الجندي السوري الذي تمتد جذوره في وطن لا يعرف الذل، وبالإخلاص نذرت نفسي لأجل عزة وطني، نحن الجيش العربي السوري جدنا القائد الخالد حافظ الأسد ووالدنا القائد المفدى بشار الأسد، لن نرحمكم أيها المرتزقة، ولن نبقي إرهابي نجس على أرض سورية حتى لو لم يبقى منا إلا جندي واحد، لا نهابكم، لا نخافكم، سترونا دائما أمامكم".
وعن بعض التفاصيل لدخول المليشيات الإرهابية إلى مدينة إدلب تحدث الجندي السوري المصاب "ج.ع" قائلاً:
"كانت مهمتي حراسة حاجز مع سبعة عشر عنصر آخرين، أصبت في ظهري وساقي بشظايا أسطوانة غاز فجرها الإرهابيون بنا، هذا بعد فشلهم بالتقدم، وبعد محاولاتهم العديدة لقنصنا عن بعد، نحن لا نعرف التخاذل وكنا ننفذ مهمتنا على الحاجز دون الخوف منهم ولا من إرهابهم بالرغم من كثافة عددهم وعتادهم إضافة لدعمهم من قبل السلطات التركية، حيث دخلت اثنا عشر دبابة تركية مفخخة انتحارية، مع عدد هائل من المسلحين المرتزقة والذي يفوق الثمانية آلاف إرهابي من جنسيات مختلفة "سعوديين، ليبيين، قطريين، يمنيين، أردنيين، أفغان وغيرهم"، جميعهم تكفيريين ينتمون لجبهة النصرة، تنظيم القاعدة وداعش، بعد دخولهم إلى المدينة أجرموا بحق الأطفال، الشيوخ والنساء، كما ارتكبوا بهم وبكل من يقف في طريقهم أبشع الجرائم الوحشية التي يعجز الوصف عنها.
في هذه الأثناء كانت التغطية النارية من قبل تركية في أوجها كي تفتح لهم سبيل الوصول لمناطق أخرى والتغلغل فيها، إضافة لمدها لهم بالسلاح، الطعام، الشراب ومع كل مجموعة كان هناك مسعفين أوليين مرافقين لهم، لكن بعد دخول الجيش واستبساله بالدفاع انهارت موازينهم، وكانت جثث الإرهابيين ترتمي مضرجة بالكفر المغموس بدمائهم النجسة، لم يحسبوا حساب وابل بطولات الجيش التي اجتاحتهم واقتصت منهم، حتى وأنا مصاب استطيع العودة إليهم مجدداً، ولن أتخاذل في الدفاع عن وطني، وإن كانوا هم الانتحاريين فنحن جنود الجيش العربي السوري الفدائيين".
تظن تلك السياسات الواهمة أنها إن زادت وحشية إرهابها في سورية ستثني عقيدة الجيش العربي السوري بالدفاع عن الوطن، وستزلزل همة الأبطال في المواجهة، لكنها في كل محاولة تلقى صفعة أقوى من قبلها، فكل إجرام تنفذه تلقى فناء أدواتها عقاباً عليه، وكما كان الجيش العربي السوري كما هو دائماً، المحاسب الأول لإرهابهم وأحلامهم الاستعمارية، عزيمة هذا الجيش يستمدها من الإيمان بالله والوطن ولا يستطيع أحداً زعزعة عزيمة تكونت منها خلايا الرجال المخلصون لانتمائهم، هذا ما عبر عنه الجندي السوري "م.ح" بقوله:
"الآن نحن نسجل انتصاراتنا على الإرهابيين في كافة المناطق التي يعيثون فيها فساداً وإجراماً، الآن، لاحقاً، وحتى الأبد نحن صامدون لآخر نفس فينا، لا يمكن أن نتخلى عن شبر واحد من أرض سورية الحبيبة، سنضرب أولئك المرتزقة بيد من حديد وستدفع تلك السياسات المتشرذمة ثمن حلمها الاستعماري بخزي يكتبه التاريخ لآلاف الأجيال، كل دماء الشهداء التي نزفت غالية علينا، وسيدفعون ثمن كل قطرة منها ملايين الأرواح من الإرهابيين والكفرة، فهي الأمانة التي تزاحم أمانة الوطن في أعناقنا، ولابد سنوفي حق دمائنا ووطننا".