تقارير وتحقيقات
تعرف على أشهر نجوم السينما المهمشين.. نعرف وجوههم ونجهل أسمائهم
أعد التقرير/ محمد إبراهيمهناك الكثير من النجوم المهمشين، هم نجوم سينمائية لمعت وأضاءت وجدان كل المشاهدين في العالم العربي، أطلق عليهم " ملح السينما" فبدون وجودهم في أي عمل سينمائي يفقد متعته، كأنهم كانوا سر التوليفة أو سر نجاح أي عمل سينمائي، هم أصحاب الأدوار الثانوية، يظهرون في عدد قليل من المشاهد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، ولكنهم ظلوا في ذاكرتنا الي وقتنا الحالي، أغلب المشاهدين يجهلون أسمائهم لأنهم لم يكونوا نجوم الأفيش، ولكن ظلوا في ذاكرة السينما نجوما حتى وان كان البعض يجهل أسمائهم، في هذا التقرير نتعرف على أشهر هؤلاء الفنانين الذين امتعونا بفنهم وموهبتهم :-
جمالات زايد
هي أيقونة الكوميديا هي المرأة "الثرثارة" و" العانس" و"الخاطبة " كانت في وقت ما تنافس زينات صدقي في الأدوار الكوميدية، ولدت جمالات زايد في 16 فبراير عام 1919 لعائلة فنية، شقيقتها الفنانة آمال زايد وخالة الفنانة معالي زايد.
بدأت مشوارها الفني بالإذاعة ولمعت بها، ومن أشهر ما قدمته في الإذاعة كان دور" ام بندق " في ساعة لقلبك، وانطلقت بعد الإذاعة الي السينما لتتواجد في معظم الافلام وتصبح أيقونة للكوميديا، خاصة في أدوار المرأة الخاطبة والعانس، ومن أشهر افلامها فيلم " سر طاقية الاخفاء" في دور " ام عصفور" وفيلم " احنا التلامذة، والستات ميعرفوش يكدبوا، الآنسة حنفي، بنت الجيران، هذا هو الحب، ابو احمد".
توفيت الفنانة جمالات زايد في 12 سبتمبر عام 1980 وتركت خلفها ملايين من البشر يحملون على وجوههم ابتسامة كلما شاهدوا أدوارها الكوميدية .
حسن أتله
هو النجم صاحب الوجه الطفولي البرئ والجسد الممتلئ عندما يطل عليك من الشاشة ترى ابتسامة طفل تغزو قلبك مع كل مشهد له، هو صاحب أشهر الجمل في السينما التي ستظل عالقة في ذاكرة الجميع عن دوره في فيلم " حماتي ملاك" عندما كان يحادث اسماعيل ياسين قائلا له " دي منبى يا معنمي.. منبى " و " انته نيلة اوي" او في فيلم " اسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" عندما قال " لا مؤاخذة يا ابني اصل انا عندي شعرة ساعة تروح وساعة تيجي".
ولد الفنان حسن أتله في بورسعيد عام 1914 وكان يمتلك محلا لبيع الآلات الموسيقية في شارع محمد علي، بدأ نشاطه الفني في الإذاعة في" ساعة لقلبك " وانطلق بعدها للسينما عندما اكتشفه المخرج فطين عبد الوهاب، وقدم مع إسماعيل ياسين عددا كبيرا من الأفلام، حوالي 50 فيلما اشهرهم " حماتي ملاك، ابن حميدو، عنتر ولبلب، اديني عقلك" هو والد الفنان الشاب أحمد بجه الذي قدم عددا من الأفلام ايضا توفي الفنان حسن اتله عام 1972 .
لولا صدقي
تميزت الفنانة لولا صدقي بأدوار المرأة الشريرة صاحبة المكائد بنظراتها الحادة و ملامحها التي ساعدتها على إتقان أدوار الشر، وان كانت في الحقيقة عكس ما تبدو به على شاشة السينما، فكانت فتاة رومانسية تقع في الحب دائما فكثرت زيجاتها.
ولدت لولا أمين صدقي في 27 أكتوبر عام 1923 في عائلة فنية، والدها هو الكاتب المسرحي أمين صدقي وشقيقتها الممثلة صفية صدقي، كانت لولا تحلم منذ أن تفتحت عينها للحياة ان تصبح ممثلة مثل اختها، ولكن وقف والدها ضد رغبتها دائما، ومع اصرار لولا على دخول مجال الفن ومع تدهور حالة الأب المادية رضخ الأب لرغبة ابنته، وبالفعل عملت في بداية مشوارها مغنية في ملهي ليلى تغنت فيه باللغة الفرنسية التي تتقنها، وبعد ذلك انتقلت الى السينما وكان اول أفلامها فيلم " حياة الظلام" مع محسن سرحان عام 1940 وتواصلت بعده الأفلام اشهرهم " عفريتة هانم، يا حلاوة الحب، الأستاذة فاطمة"، تزوجت لولا صدقي 9 أزواج كان آخرهم رجل أعمال أرمني، التقت به في لبنان وانتقلا سويا للعيش في إيطاليا، وظلت هناك حتى توفيت عام 2001 .
عبد المنعم اسماعيل
عندما تراه على الشاشة تتذكره جيداً، فهو صاحب طلة مميزة وخفة ظل لا مثيل لها في أدوار ابن البلد، رسم البسمة على وجوه الكثيرين بالرغم مما عانه في حياته من مآسي وأحزان .
ولد في 3 نوفمبر عام 1907 بدأ مسيرته الفنية في فيلم " انتصار الشباب" وقدم الفنان عبد المنعم اسماعيل حوالي 200 فيلما كان يظهر في تلك الأفلام في عدد من المشاهد القليلة التي من الممكن أن تكون في بعض الأحيان مشهد واحد فقط، لكنه كان يترك بصمة بذلك المشهد في عقول ووجدان المشاهدين فمن ينسى له ذلك المشهد الوحيد الذي قدمه في فيلم" نهر الحب" حارس المزلقان عندما اقدمت فاتن حمامة على الانتحار وهو يصرخ مناديا لها "حاسبي يا ست"، تنوعت أدوار الفنان عبد المنعم اسماعيل بين الأدوار الكوميدية والخفيفة فمن أشهر أفلامه " الاسطي حسن، حماتي قنبلة ذرية، الستات ميعرفوش يكدبوا، بنات حواء".
في النهاية بعد أن رسم عبد المنعم اسماعيل البسمة على وجوه الكثير عزف عنه المنتجين وظل عامين بدون أي عمل، حتى تراكمت عليه الديون ولم يتذكره أحد، حتى جاء ذلك اليوم المشهود 30 أكتوبر عام 1970 عندما رجع أولاده من المدرسة وعينهم تذرف الدموع والحسرة تملئ القلوب لأنهم طردوا من المدرسة لعجز الأب عن دفع مصاريف المدرسة، وقتها لم يجد الفنان عبد المنعم اسماعيل سوي أن هَمَّ بالنزول لكي يهرب من نظرات الحزن والحسرة في عيون أطفاله، وظل يمشي في شوارع القاهرة لا يدري ماذا يفعل حتى وجد نفسه أمام كوبري قصر النيل.
ولم يجد أمامه سوي أن ينهي حياته حلاً لكل ذلك، فانتحر الفنان عبد المنعم اسماعيل بالقاء نفسه في النيل، مُنهياً حياة إنسان أضحك الكثير وأبكاه الجميع.