العنف الرقمي يهدد حياة الشباب والفتيات.. الابتزاز الإلكتروني والانتحار أخطر مظاهره

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
الجريدة الرسمية تنشر قرارًا بمنح وزير التموين وعدد من العاملين صفة مأموري الضبط القضائي رئيس مجلس السيادة السوداني يصل إلى الرياض في زيارة رسمية بدعوة من القيادة السعودية الصحة: استقبال 5 آلاف مكالمة عبر الخط الساخن 105 خلال نوفمبر بنسبة استجابة 100% المالية تعلن بدء صرف مرتبات ديسمبر 2025 للعاملين بالدولة يوم 24 البنك المركزي يطرح سندات خزانة بـ36 مليار جنيه لتمويل عجز الموازنة فطريات فروة الرأس أسبابها وأعراضها وطرق العلاج والوقاية للحفاظ على صحة الشعر خبراء يحذرون من الخرافات والشائعات ويؤكدون استقرار الوضع الصحي في مصر فوائد السلمون الصحية كنز غذائي يدعم القلب والعين ويقي السرطان الصحة تكشف أسباب جفاف العين شتاءً وتقدم نصائح بسيطة للوقاية مصر تدين الهجوم المسلح في سيدني وتؤكد رفضها للعنف والتطرف شقيقة مريض الإيدز تنفي هياجه وتوضح ملابسات تقييده بمستشفى السلام نائب رئيس حزب الوعي: قانون تداول البيانات سيعزز الشفافية ويحد من الشائعات

تقارير وتحقيقات

العنف الرقمي يهدد حياة الشباب والفتيات.. الابتزاز الإلكتروني والانتحار أخطر مظاهره

العنف الرقمي
العنف الرقمي

في السنوات الأخيرة، توسعت ظاهرة العنف الرقمي بشكل مقلق، خاصة مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي بين الفئات الشابة. العالم الافتراضي الذي يفترض أن يكون مساحة للتواصل والتعبير، أصبح لدى البعض ساحة للتهديد والابتزاز والتنمّر، ما يترك آثارًا نفسية عميقة على الضحايا، وصلت ببعضهم إلى اتخاذ قرار الانتحار خوفًا من الفضيحة أو الهجوم المستمر. وتبرز الفتيات كأكثر الفئات استهدافًا، نظرًا للهشاشة الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالسمعة والخصوصية، ما يحوّل أي تهديد رقمي إلى سلاح نفسي مميت.

تتعدد أشكال العنف الرقمي، ويأتي الابتزاز الإلكتروني في المقدمة باعتباره الأكثر شيوعًا وتأثيرًا على الضحايا. فقد شهدت المجتمعات العربية ارتفاعًا في حالات ابتزاز الفتيات بصور أو مقاطع شخصية، سواء كانت بالتعاون الطوعي أو بالطرق الاحتيالية، مما يخلق ضغطًا نفسيًا خانقًا، إذ تجد الضحية نفسها بين الخوف من الفضيحة ورغبتها في حماية نفسها وأسرتها، وقد يدفعها ذلك لاتخاذ قرارات مأساوية.

كما يشكل التنمّر الرقمي عاملًا رئيسيًا في دفع الضحايا نحو الانتحار، إذ تؤدي التعليقات المسيئة، وإعادة نشر الصور، والاستهزاء المتكرر، إلى تدمير ثقة الضحية بنفسها وزيادة شعورها بالعزلة. وفي الفضاء الرقمي، تتضاعف آثار الإساءة بسبب سرعة انتشار المحتوى وصعوبة السيطرة عليه، مما يجعل الضحية تشعر بأن الهجوم لا يتوقف وأن العالم يراقبها، ومع غياب بيئة داعمة، يصبح الضغط النفسي عبئًا لا يُحتمل.

الفئات الشابة هي الأكثر عرضة لهذه المخاطر، ليس فقط لكثرة استخدامهم للتكنولوجيا، بل أيضًا لكونهم في مرحلة نفسية واجتماعية حساسة تجعلهم أقل قدرة على مواجهة الأزمات. وتزداد الأمور سوءًا حين تُشارك صور أو مقاطع مهينة عبر الإنترنت، إذ تتحول هذه المواد إلى مصدر ضغط دائم يلاحق الضحية في كل لحظة.

وفي ظل غياب الدعم السريع والفعال من الأسرة أو المدرسة أو الجهات المختصة، يتفاقم الخطر، ويشعر الضحايا بأن الانتحار هو السبيل الوحيد للهروب من دائرة الخوف والابتزاز. الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة لوضع آليات استجابة فورية تشمل الدعم النفسي، التوعية المجتمعية، وتشديد العقوبات على مرتكبي العنف الرقمي.

مواجهة هذه الظاهرة تتطلب وعيًا مجتمعيًا شاملًا لحماية الضحايا، خصوصًا الفتيات، وتوفير بيئة آمنة تضمن الخصوصية، إلى جانب تعزيز ثقافة الإبلاغ وعدم الاستسلام للابتزاز، وتفعيل دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في نشر الوعي بمخاطر العنف الرقمي وسبل التعامل معه. حياة الضحايا ليست مجرد أرقام، بل قصص مؤلمة كان من الممكن أن تنتهي بشكل مختلف مع الدعم والاحتواء في الوقت المناسب.