استراتيجية مواقع التواصل الاجتماعي في الأزمات

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
رئيسة وزراء إيطاليا تلتقي أبومازن وميقاتي في روما روسيا: إلغاء مالطا لتأشيرة «متحدثة الخارجية» خطوة غير مسبوقة «الأعلى للإعلام» يشكل لجنة لضبط أداء الإعلام الرياضي طريقة عمل حلوى الحجازية الإسكندراني وزير البترول يبحث مع «باريك جولد» استثمارات الذهب وزير الاستثمار يشارك في مائدة مستديرة حول تعزيز تنافسية مصر في مجال التجارة وتعميق الاستثمارات 17 شهيدًا فى قصف اسرائيلى على خيام النازحين بالمواصى  عرض خاص لفيلم «دراما 1882» للفنان وائل شوقي بمكتبة الإسكندرية بيان من محافظة المنيا بشأن شحوط باخرة سياحية في نهر النيل مدرب برايتون يؤكد أنه سيتعلم من عقوبة إيقافه في الدوري الإنجليزي «الإسماعيلي 2005» يفوز على فاركو بهدفين في دوري الجمهورية رئيس مجلس القضاء الأعلى يستقبل النائب العام الأردني والوفد المرافق له

مقالات

استراتيجية مواقع التواصل الاجتماعي في الأزمات

علي سليمان
علي سليمان

عايشت مواقع التواصل الإجتماعي الواقع ولامسته بل وأصبحت تشكِّل جزءاً منه كونها تُدار من أشخاص يعيشون تفاصيل وأحداث هذا الواقع.

وأصبح ضمن مواقع التواصل الاجتماعي مساحات للفتنة والاستقطاب وساحات للتصفية السياسية ووسيلة للسب والشتم وأداة للتهديد والترويج للكراهية والتحريض على العنف والانقسام، فالواقع اليومي المفعم بالخلافات والصراعات والشائعات تحول الى الفضاء الافتراضي فتنامى بشكل متسارع وانتشر الى مناطق أوسع.

وفي ظل شعور مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بالأمان وببقائه بعيد عن المساءلة وعن العقوبة، فإن ذلك من شأنه أن يشجعه على استغلالها بمزيد من التحريض على العنف.

وبرز دور مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في الأزمات التي تشهدها البلدان العربية (الربيع العربي)، إذ لم تعد هذه الشبكات وسيلة للتعبير بشكل شخصي عما يتبناه الفرد المستخدم من أفكار وتوجهات، أو حتى مجرد آلية إعلامية تستخدمها وسائل الإعلام، بل أصبحت بمثابة أحد أبرز أدوات التغيير السياسي في بعض دول الإقليم.

ولو وجَّهنا النَّظر الى ثورات الربيع العربي، التي بدأت بالثورة التونسية بعدما أحراق محمد ألبوعزيزي نفسه، ونجحت في الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، ثم ثورة (25 يناير) في مصر والتي أسقطت الرئيس السابق محمد حسني مبارك وبعدها في ليبيا بإسقاط معمر القذافي، وآخرها في سوريا، إذ نرى أنَّ هذه الثورات قد تميزت بنشوبها بشكل شبه متقارب (احتجاجات، هتافات، إغلاق طرق ..)، حيث لعبت مواقع التواصل الإجتماعي دوراً رئيسياً في تحريك الثورات والاحتجاجات، والتناقل الكبير خاصة للفيديوهات التي كان الناشطون يتناقلونها على تلك المواقع شكَّل رؤية موحَّدة لدى الشعوب في معظم البلدان التي تعرَّضت لثورات، وتحولت تلك المواقع الى داعم حقيقي للثورات فعلى سبيل المثال في مصر كان الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يتناقلون المعلومات عبر (تويتر والفيسبوك واليوتيوب) لإيضاح الصورة عن ما يحدث الى العالم الخارجي، مما جعل الحكومة المصرية السابقة تصدر قراراً بإيقاف شبكة الانترنيت لما كان لها من تأثير على الرأي العام.

كما شكَّلت الدعوات التي أطلقها نشطاء ومستخدموا مواقع التواصل الإجتماعي ضد الرئيس معمر القذافي، منعطفاً في تاريخ البلاد وفي علاقة الليبيين بهذه الوسائل الحديثة التي استغلوها لإسقاط النظام في بلادهم.

إن الدور الذي مارسته مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الماضية من خلال حشد الشارع وتحريك الرأي العام شهد تحولا نحو القيام بأدوار اجتماعية وخدمية استطاعت تحقيق نجاحات ملحوظة على الأرض، ما يشير إلى استمرار حضورها كفاعل في تحريك الرأى العام، لا سيما في ظل تزايد استخدام هذه المواقع في العديد من دول المنطقة.