مقالات
نشوى ناجي تكتب: أنت خائن أنت عميل .!
رسالة أمريكا: نشوى ناجيهناك العديد من الأحكام التي أطلقها (الفيسبوكيون) منها , أنت خائن وأنت عميل .! فى لحظات غضب على أشخاص لمجرد الاختلاف معهم في الرأي وهم يحملون نفس الجنسية ولديهم نفس الانتماء للوطن و ربما اكثر؛ ولكنهم يعيشون خارج حدود الوطن.
ولا أعرف سبب الاحتقان والعنف فى لغة الحوار واستخدام أسوء الألفاظ والمفردات للتعبير عن الرأى على صفحات التواصل الاجتماعي, والغريب أنها تخرج من أشخاص ذو ثقافات ومؤهلات دراسية عالية ولديهم حيثية في المجتمع.
إذا كنت تعيش في أي مكان خارج مصر وليكن أمريكا مثلاً وهي الدولة التي أعيش فيها حالياً؛ وأعلنت رفضك أو حتى تحفظك على شيئ يحدث في مصر تراه خاطئًا من وجهة نظرك وتقارنه بما يحدث في دولاً أخرى متقدمة وتتمنى تطبيقه في وطنك ؛ فسوف ينهال عليك وابل السُباب وتُتهم بأنه لم يعد لديك انتماء للوطن وأن انتمائك الحقيقي للمكان الذي تعيش فيه, وهذه ليست الحقيقة, فمن منا يستطيع أن يفقد انتمائه لوطنه الغالي مصر الذي ولد وتربى وترعرع فيه ؟
وعلى الجانب الأخر ؛ اذا دعمت قرارا اتخذته الحكومة تراه رشيدا أو باركت خُطة وضعتها القيادة السياسية تراها حكيمة ؛ فلن تسلم هذه المرة أيضا من نفس التجاوزات بل أكثر منها, لأنك من وجهة نظرهم تعيش في رخاء و رفاهية ولا يمكن أن تشعر بعواقب يرونها صعبة تنتج عن هذه القرارات وتؤثر سلبا على حياتهم .
وها هو الحوار ينتهي مجددا باتهامك بالخيانة والعمالة, ويكون ذلك نابع عن جهل وعدم فهم للأمور وان ما يتم اتخاذه من قرارات ينتقدونها ما هي إلا قرارات تعمل الدولة عليها من اجل التقدم والنماء لصالح شعبها حتى وإن كان بها بعض المعاناة لمحدودي الدخل, فالدول لا تنهض إلا بالضغط على نفسها وتحمل بعض الصعاب, ولنا في ماليزيا المثل الأعلى .!
ويبقى السؤال : هل الاختلاف في الرأى أصبح عدم انتماء ؟ وهل القبول والرفض أصبح جريمة ؟ ومن هم هؤلاء الذين يمنحون صكوك الولاء والانتماء لمن يحبون وينتزعونها ممن يختلفون معهم, بل يعطون لأنفسهم فقط حق القبول أو الرفض, حتى و إن لم يخلو رفضهم من إساءة لوطنهم ؟ لكل هؤلاء أقول: بعقولكم ارتقوا و بالله اتقوا.