دين
وزير الأوقاف: الفقيه الحق يوازن بين الأحكام الشرعية وواقع الناس لتحقيق اجتهاد رشيد
أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للندوة العالمية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني.. نحو اجتهادٍ رشيد يُواكب التحديات المعاصرة»، أن الفقيه الحق لا يكتفي بالأحكام الشرعية المجردة، بل ينبغي أن يعي أحوال الناس وآثار الفتوى في حياتهم اليومية.
وأشار الوزير إلى قول الإمام الشافعي الذي لازم الناس عشرين سنة قبل أن يتكلم في الفقه، موضحًا أن هذا يعكس أهمية فهم الواقع قبل إصدار الأحكام، والربط بين نصوص الشريعة ومعيشة الناس، بما يمكّن الفقيه من استخراج الأحكام الشرعية بشكل رشيد يراعي المقاصد والمآلات.
وأوضح الأزهري أن هذا النهج تجسّد في حياة كبار التابعين، مثل عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما، الذي كان يستمع إلى حديث الناس في الأسواق ويعيش واقعهم ليتمكن من ربط نصوص الوحي بالواقع المعيشي، مؤكداً أن إدراك الفقهاء لأحوال الناس كان سببًا في تقدير خبرتهم، حتى إن الحسن البصري كان يتوقف عن الفتوى عند حضور عكرمة البصرة.
كما استشهد الوزير بما ورد في كتاب «صيد الخاطر» للإمام ابن الجوزي، حول أهمية اطلاع الفقيه على مختلف العلوم، لضمان فهم أوسع للنصوص الشرعية وتطبيقها على الواقع، مشيرًا إلى أن معرفة النفع والضرر والعادات الجارية تتحقق بمخالطة الناس والمذاكرة المستمرة.
وثمّن وزير الأوقاف أهداف الندوة، مؤكداً نجاحها في الربط بين الفتوى المعاصرة والتحديات الراهنة، وتعزيز قيم التنمية المستدامة والتكافل المجتمعي، إضافة إلى إبراز البُعد الشرعي للقضية الفلسطينية وتعزيز قيم الوقاية الإنسانية وترسيخ البيئة الأخلاقية.
واختتم الدكتور الأزهري كلمته بالدعاء بالتوفيق للقائمين على الندوة والمشاركين فيها، سائلاً الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها، وأن يحفظ فلسطين حرةً أبية وشعبها الكريم.