ظاهرة الإنتحار وإنتشارها الواسع في قطاع غزة .. لماذا ؟!!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
حكم تاريخي يحمي مشترين الوحدات السكنية من الملاك ياسر جلال: ”جودر” عالم ممتع من الأساطير والأحداث المشوقة ريم البارودي ضيفة برنامج العرافة.. الليلة احتجاجات حاشدة في الأردن تنديدا بالعدوان الإسرائيلي السافر على غزة الجيش السوري يتصدى لهجوم متزامن من اسرائيل و”النصرة” كولر يوافق ”مبدئيًا” على ثلاثة مدافعين للانضمام للأهلي قرابة 33 ألف شهيد في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عاجل.. مقتل نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف في حزب الله دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح ناجية روسية: حفرة أنقذتني من رصاص الإرهابيين في مجمع ”كروكوس” عاجل.. حزب الله يدك مقر قيادة إسرائيلي في ثكنة برانيت بصواريخ بركان غيابات بالجملة في صفوف الأهلي أمام سيمبا اليوم بدوري الأبطال

مقالات

ظاهرة الإنتحار وإنتشارها الواسع في قطاع غزة .. لماذا ؟!!

د. عبد الحميد العيلة النائب في المجلس الفلسطيني
د. عبد الحميد العيلة النائب في المجلس الفلسطيني

إن ما يشهده قطاع غزة في السنوات الأخيرة من زيادة في حالات الإنتحار والقتل العمد لهو مؤشر واضح للوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي السيئ الذي يعيشه القطاع منذ أكثر من عشرة سنوات وشهد اليوم حادثين مفجعين هو إنتحار الشاب سليمان العجوري إبن 23 عاما من شمال غزة تاركاً خلفه رسالة سياسية ومعيشية قاسية والثانية هي الإعتداء على الطفل كاظم الأغا من البريج بوسط غزة إبن 12 ربيعاً من لص سكب عليه مادة حارقة داخل منزله توفي اليوم على إثرها في أحد مستشفيات القطاع ولم يقف مسلسل الإنتحار والقتل الذي إمتد لسنوات سابقه بزيادة تدق ناقوس الخطر لإنفلات مجتمعي خطير يصبح فيه الأمن والأمان في ضياع بعد أن ضاع الوطن في خلافات وإنقسامات سياسية لا مبرر لها إلا المصالح الحزبية الضيقة .

وليكن حادثي اليوم مثالاً لطرح سؤال والإجابة عليه بكل واقعية وهو لماذا أقدم العجوري على الإنتحار ؟!! ولماذا سكب اللص البنزين على الطفل وحرقه ؟!! الإجابة كانت على حساب الفيس بوك للعجوري موجهاً رسالته لحماس قبل الإنتحار كما أفاد أقاربه حيث كتب " هي مش محاولة عبث .. هي محاولة خلاص وخلص .. الشكوى لغير الله مذلة .. وعند الله تلتقي الخصوم " وإعتقل سليمان عدة مرات على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحماس بسبب نشاط شبابي شعاره " بدنا نعيش " فكانت النتيجة أنه إختار الموت عن العيش بعد أن ضاقت به الظروف المعيشية وعدم القدرة على التعبير فيما يعيشه هو وجيل الشباب التي أغلقت أمامهم كل فرص الحياة المستقبلية لا عمل لا زواج سجن كبير محاصر.

إن الإحباط والإكتئاب أصاب الكثير من الشباب وهي مؤشرات لأمراض نفسية خطيرة قد تكون أحد الأسباب التي دفعت بالمجرم سكب البنزين على الطفل وحرقه لكن الأسباب كثيرة وعلى السلطة في غزة ورام الله العمل فوراً على إيجاد الحلول السياسية والإقتصادية لمواجهة هذه الظاهرة بالأمس القريب شاهد الجميع التونسي بوعزيزي وهو يحرق نفسه من أجل لقمة العيش وكيف إنتفض الشارع التونسي الذي أنهى حكم رأس الدولة وشاهدنا الشاب اللبناني الذي أطلق الرصاص على رأسه وكيف حرك الشارع اللبناني ضد الحكومة .. فماذا نحن فاعلون ؟!! هل ننتظر مزيداً من حالات الإنتحار والقتل أم نبحث عن الأسباب ونعالجها ؟

لأنه وللأسف لم نشاهد أي علاج حقيقي للواقع المر الذي يعيشه القطاع ويتحمل المسؤولية سلطة غزة ورام الله وما يعانيه القطاع لم يقف عند حالات الإنتحار والقتل بل هناك قضايا خطيرة مثل نسبة الطلاق المرتفعة جداً بسبب الوضع الإقتصادي الأسوأ في العالم ناهيك عن عزوف الشباب عن الزواج فكيف لشاب في الثلاثين من عمره يقبل على الزواج وهو مازال يتلقى مصروفه الشخصي من والده إن كان والده يعمل .. والنصيحة للشباب وأولياء الأمور ورجال الدين ليس الإنتحار هو الحل علينا أن نكون الأقوي في مواجهة أي واقع سلبي وتغيره ودوام الحال من المحال والشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة هو في سجن بدايته نفق لكن نهاية هذا النفق حتماً سيرى النور .