دكتور محمد جمعة يكتب: التحرش ..!!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
اليوم ذكرى ميلاد ”دنجوان السينما المصرية” كمال الشناوي ”الحذاء الذهبي”.. عمرو سلامة يشوق الجمهور لحلقة الليلة من ”ساعته وتاريخه” إغلاق ميناء البرلس وسواحل كفر الشيخ لسوء الأحوال الجوية مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة ضبط 36 طن دقيق مدعم قبل بيعها فى السوق السوداء ضبط 11 مليون جنية في قضايا اتجار بالنقد الاجنبي خلال 24 ساعة الرعاية الصحية: إنشاء أول مركز متخصص في علوم الطب الاتصالي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر غدًا.. قطع المياه لمدة 6 ساعات عن عدد من المناطق بالجيزة الإنتاج الإعلامي: تقديم كافة التسهيلات للطلاب المغتربين للمساهمة في تعزيز ترابطهم بالوطن الأم هجوم إلكتروني يستهدف تأخير الرحلات بالخطوط الجوية اليابانية وزير الأمن الإسرائيلي يقود اقتحام المستعمرين للمسجد الأقصي فى أول أيام عيد ”الحانوكاة” رئيس جهاز مدينة قنا الجديدة يتفقد المرافق بمنطقة التوسعات بالامتداد الشرقي 

مقالات

دكتور محمد جمعة يكتب: التحرش ..!!

دكتور/ محمد جمعة
دكتور/ محمد جمعة

لقد أصبح التحرش الموضوع الأهم علي مواقع السوشيال ميديا , والذي يطفو ويختفي بين الحين والحين, ولا أدري ما الدوافع الحقيقية وراء ظهوره , وما أسباب إختفاءه ؟ ولكن ما أعلمه ويعلمه الجميع أن التحرش بين الكائنات الحية موجود , فالتحرش موجود بين الحيوانات وبعضهم وبين البشر وبعضهم , والتحرش موجود من قدم الزمان فرجلا يتحرش بـ إمرأة كما في قصص الأثر التي تروي عبر آلاف السنين , وإمرأة تتحرش برجل كما رويت بالتفصيل في قصة سيدنا يوسف عليه السلام , فالتحرش لا يقتصر علي جنس أو فئة ولكنه وسيلة الضعفاء للتعبير عن مشاعرهم بطرق حيوانية.

والتحرش موجود في الفئات المثقفة والفئات الأعلي ثقافة والفئات الجاهلة, فسمعنا عن تحرش بل كلينتون رئيس أكبر دولة بالعالم بإحدي المتدربات بالبيت الأبيض وما عرفت وقتها إعلامياً بفضيحة مونيكا , ويختلف تقبل المجتمع لقضية التحرش حسب الدين والثقافة, ففي المجتمعات العربية والإسلامية مرفوض أي شكل من أشكال التحرش حسب النصوص الدينية, ولكن ما حدث من تغريب أعمي للهوية العربية ودخول أفكار وعادات غريبة علي المجتمع العربي سيقت اليه بقصد أو بدون قصد, وتردي التعليم وانتشار الأمية أدي إلي التسيب في الاعتقاد والتساهل في الأسس والمبادئ, التي جبلت عليها الشعوب العربية والاسلامية, حيث وضعت المرأة في مكانة الجواهر المقدسة التي لا تمتهن عكس أوروبا التي أهانت المرأة واحتقرتها .

وكانت المرأة تعمل وسط الرجال في المحاجر والمناجم وخروج المرأة الي العمل في وظائف لا تتناسب مع التكوين النفسي والبنيان الجسدي أدي إلي امتهان المرأة واهدار كرامتها, وهنا يجدر أن نساء العرب كن يمارسن التجارة ويمارسن الحياة العامة, فالسيدة خديجة بنت خويلد كانت من أكبر التجار , ورأينا علي مر التاريخ نساء العرب يتبوأن مكانة عظيمة .

ومما تجدر الاشارة اليه أن كل المجتمعات فيها نسبة من البشر اهتمت بالمرأة وقامت علي رعايتها وإعطائها الفرصة كاملة لتنافس الرجل فيما يتناسب مع بنيتها العضلية والنفسية , ومع مدي قبول المجتمع لتواجد المرأة ومشاركتها في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية بل والسياسية, فقد رأينا انديرا غاندي رئيسة وزراء للهند وبونظير بوتو رئيسة وزراء باكستان وتاتشر رئيسة وزراء بريطانيا , عوضا عن ملايين النساء اللاتي يعملن بالسياسة والإعلام حول العالم .

ونعود لنتحدث عن التحرش ودوافعه وأسبابه ولن أطرح أي رؤية دينية للموضوع, بل سأطرح الموضوع من منظور اجتماعي واقتصادي بحت, والأسباب التي أدت الي ظاهرة التحرش لتظهر فجأة بهذا الشكل لتهدد الأمن والسلم الاجتماعي, وأنا من ذهبت في صغري الي المصايف والشواطيء , وعاصرت ملابس البحر العارية للنساء والرجال , وعاصرت ما يعرف بالميني جيب وتبرج النساء, ولم يكن أحد وقتها يدرك معني التحرش, وكانت جرائم الزنا موجودة فتلك الجرائم قديمة قدم الانسان وجرائم الخطف موجودة .

إذا ماذا استجد حتي تصبح كلمة التحرش متداولة وتصبح حديث الساعة ؟

أولا : أري أن تأخر سن الزواج وانتشار العنوسة وزيادة نسبة الطلاق وتخلي الدولة عن المشاركة في بناء المجتمع من خلال توفير وظائف وتوفير برامج توعية اجتماعية وأسرية , والدولة رفعت يدها تماما عن قضية الزواج والطلاق , ولم تقم بتوفير اي مقومات للمجتمع لكي تستقيم العلاقة بين الرجل والمرأة والشاب والفتاة, بل أن الدولة تبنت بعض المعاهدات والاتفاقيات التي أضرت بأمن المجتمع , كتبني قوانين الطفولة وتحديد عمر الطفل ١٨عاما, بالله عليكم هل ثمانية عشر عاما يعتبر طفل في نظر الأب أو الأم أو المجتمع ؟

اإن سن البلوغ يا سادة هو السن الفاصل بين الطفولة والرجولة وهو في المجتمعات الحارة للبنت سن ٩-١٢سنة والولد من ١١-١٤سنة وعليه يجب معاملة من يتعدي هذا السن معاملة البالغ العاقل المسؤل عن تصرفاته, حتي يخضع لمنظومة القوانين التي تضعها الدولة ويخضع لرقابة المجتمع, لكن أن نعامل شاب عمره ١٨سنة علي أنه طفل وأنه غير مسؤل عن تصرفاته والبنت كذلك, أدي هذا الي زيادة نسبة الانحراف المجتمعي لعدم تحملهم المسؤلية سواء الاجتماعية أو الجنائية, ولابد من العودة مرة أخري للتربية في المدارس والمعاهد التعليمية ومساعدة الاسرة في تعليم النشيء سلوكيات سليمة , ووضعهم علي الطريق القويم وعلي الاعلام تبني الرسالة القويمة لإعادة الثقة والالتزام الي المجتمع .