السيناريست محمد حلمي لـ «الدفاع العربي» : الأتراك لا يعترفون بمذابح «الأرمن» .. وآيا صوفيا مسجد ”بالسيف”

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
السيدة انتصار السيسى تتوجه بالشكر والاعتزاز للمتطوعين فى الهلال الأحمر المصرى الحوار الوطنى يؤكد مساندته لمواقف القيادة السياسية الهادفة لحماية مصر وشعبها إتش سي تتوقع تثبيت سعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي المصري المقبل البنك الدولي يتوقع نمو اقتصاد مصر بنسبة 4.2% خلال عام 2025 الأهلي يهزم شباب بلوزداد الجزائري 6 -1 ويعتلي صدارة مجموعته بدوري الأبطال إطلاق «تطبيق حماية المستهلك» للهواتف الذكية لسرعة حل مشكلات المواطنين سامي عبد الصادق: البنك الزراعي المصري نجح خلال الـ5 سنوات الماضية في مضاعفة حجم أعماله بنسبة 400% «الإسكان الاجتماعي»: بيع 700 ألف كراسة شروط لحجز وحدات «سكن لكل المصريين5» البورصة المصرية تخسر 7.3 مليار جنيه في ختام تعاملات الأحد الحكومة تستعد لإطلاق مبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي خلال أيام الرئيس السيسي يوجه باستمرار العمل على تطوير منظومة الطيران بشكل متكامل الاتحاد المصري للتأمين يستعرض جهود تعزيز التكنولوجيا الرقمية في القطاع

فن وثقافة

السيناريست محمد حلمي لـ «الدفاع العربي» : الأتراك لا يعترفون بمذابح «الأرمن» .. وآيا صوفيا مسجد ”بالسيف”

الكاتب والسيناريت محمد حلمي هلال
الكاتب والسيناريت محمد حلمي هلال

الكاتب والسيناريست محمد حلمي هلال، أحد أعمدة الكتابة السينمائية في الوطن العربي، له الكثير من الرؤى في العديد من أعماله ، كما أنه يتمتع بحس عالي جداً في تحليل الأوضاع الداخلية والخارجية، ولديه القدرة على كتابة السيناريو الذي يجعلك تغوص وسط الأحداث كما لو كنت أحد أفراد هذا العمل السينمائي .

كما أن "حلمي هلال" واحداً من أجرأ كتاب السيناريو في مصر ، فتارة يلقب بـ المشاكس وتارة يطلق عليه المثير للجدل، كل ذلك بسبب جرأته التي جعلت منه كاتباً متميزاً بين أقرانه، وقد كان لـ "الدفاع العربي" معه هذا الحوار المثير:-

في البداية، برأيك كيف استغل أردوغان تزييف التاريخ العثماني؟

النظام السياسي التركي بقيادة اردوغان يرفض الاعتراف بالمذابح التي ارتكبت بحق "الأرمن" في السنوات الأخيرة من عمر الدولة العثمانية، ولكنني أدرك أن السياسيين الاتراك بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية لا يعترفون بتلك الإبادة خشية أن يؤدي ذلك الاعتراف إلى أن تطلع الشعوب المسلمة – والشباب خصوصا - على التاريخ الأسود لدولة الخلافة التي لا يزال البعض يحن إلى أيامها.

كما أن الدراما التلفزيونية التركية التى يشاهدها للاسف ملايين المصريين والعرب تعمل بمنهج مدروس ومخطط له بعناية ، من اجل اثارة حنين المسلمين لدولة الخلافة ، وتركز على الشباب والصغار منهم بالذات الذين يجهلون التاريخ ، ويصنعون كل بضعة اشهر مسلسلا عن واحد من سلاطين الدولة العثمانية ، ملئ بالاكاذيب والمغالطات ، لكنهم يجيدون ترويج سلعتهم وينفقون عليها جيدا لكى ينجح التلاعب بالعقول ، لدرجة أنني أقرأ ادعية يتمنى فيها بعض بلهاء المصريين النصر لاردوغان فى ليبيا .

وتقوم المسلسلات التركيه بعمليه غسيل عقول للعرب باكاذيب وتمهيد للاحتلال العثمانى يعيش الأتراك كذبة اسمها «الخلافة الإسلامية»، ليصدروا للعالم الإسلامى خرافة أن الخلاص والتقدم والرفاهية لن تتحقق إلا بعودة الخلافة الإسلامية، والمعروف عن «أرطغرل» أنه إحدى هذه الشخصيات.

التاريخ التركى مفعم بالدماء، والذين يحملونه بحكايات وأساطير سيطرت على عقول البسطاء من المشاهدين المصريين . مارايك في هذا ؟

أكثر من 70% من المؤرخين العرب والاجانب اطلقوا على القرن العثمانى "عصر النساء" او عصر "سلطنة الحريم" ، ويشير تعبير سلطنة الحريم إلى التأثير القوي لجناح النساء في قصر سلاطين الدولة العثمانية ، وتدخلهن في أمور الدولة التي حكمت جزءاً كبيراً من العالم، وقد استخدم العثمانيون مصطلح "قادينلَر سَلطَناتي" أي "سلطنة النساء" للإشارة إلى ممارستهن لأدوارٍ سلطانية، أما المقابل العربي "سلطنة الحريم" فُيبقي على الكلمة التي راجت في الحقبة العثمانية للدلالة على الجناح الضخم أو ما يسمى بالحرملك الملحق بقصر السلطان العثماني، والذي يضم والدته وزوجاته وجواريه، وأفراد عائلته من النساء العازبات، إضافة إلى الخدم والموظفين من الجنسين المعينين للاهتمام بالجناح وأعضائه.

بهذا المعنى، تعد سلطنة الحريم جزءًا من مفهوم "الكاماريلا" الأوسع، والذي يشير إلى تلك النخبة التي تستغل قربها من الحاكم (السلطان أو الملك أو الإمبراطور) للتدخل وإن بصورة خفية في شؤون الدولة .

وبذكاء شديد اراد العثمانيون الجدد فى عهد اردوغان الشوشرة على هذا المفهوم فصنعوا مسلسلا كبيرا انفقوا علية الملايين واطلقوا علية اسم (حريم السلطان) وليس (سلطنة الحريم ) ، أنه تلاعب بالعقول مدروس جيدا ، لانهم يدركون خطورة الدراما التلفزيونية على عقول المشاهدين وحين اردت انا كمؤلف دراما مصرى ان ارد بمسلسل عن سلطنة الحريم لم اجد من يجيبنى حتى على التليفون ، لان المصريين الان فى حالة مزرية ، حتى على المستوى الاخلاقى .

خمسة اعوام احاول فيها ان اصنع موضوعات عن الوطن ، تصد هجمات الاخوان او العثمانيين الجدد او توازن على الاقل، مع ذلك التلاعب البشع بعقول شبابنا ، ولكن للاسف لا اعرف مع من يجب ان اتكلم ، بل احاول منذ نهاية شهر رمضان الماضى الاتصال بقائد الدراما المصرية رجل الاعمال والاعلانات تامر مرسى لكنه لايرد على التليفون ، لان له رجاله وله حوارييه ، او لاتمكنه امكانياته الثقافية والفكرية من ادراك حجم هذا الخطر لأن التحريف وسوء التأريخ وراء الجفاء بين العرب والأتراك .

ماهو رايك في قرار أردوغان تحويل كنيسة آيا صوفيا إلي مسجد ؟

قرأت الرسالة الضمنية في حمل الخطيب لسيف وهو يقف على المنبر في مسجد آيا صوفيا التركى القراءة باختصار ان العالم صار يحارب بالاليكترونى وبالنووي و البيولوجي و هذه الأمة المتخلفة لازلت تمسك بسيف كما يليق ببلطجي في حارة ، نريد لاحد ان يفهمهم أننا في القرن ٢١ ولسنا في استوديو لتصوير فيلم عن محاربة الكفار .

لذلك فان التحريف والتلاعب بالعقول موجهة بالاساس ، والى المصريين وليس الى كل العرب والمسلمين , لان مصر تملك امكانيات الاتراك يعرفون من خلالها قيمة مصر ، ويعرفون انها امة لها تاريخ ضارب فى اعماق الزمن ، مصر ليست صنيعة الاخوان المسلمين ، انها امة من زمن الاساطير القديمة ، إنَّ أمّةً بلا أسطورة يعني أنها أمّة تنجرف بلا هدف عبر التاريخ، فالاسطورة تعطي الغرض والمعنىٰ للحضارة.

وتَجعل الأسطورة الناس أمةً، أمة وعِرق، وعِرق مُساهم ونافع للعالم، وتُشكِّلُ الأسطورة العِرق حتىٰ يتمكن هذا العِرق مِن تحقيقِ إمكانيّات فرديته، والأسطورة تجعلُنا نَعي أننا عِرق، ولسنا مجرد تجمع تَعسفي، بلا غاية، وغير مُعرّف، مِن الرجال والنساء.»

لماذا لا يوجد مسلسلات مصريه او عربيه ترد على هذا ؟

هذا السؤال لايوجه لى انا ، ربما تعرفين لمن يجب توجيهه ، وأتساءل: أين الباحثون المصريون الجادون من كتَاب الدراما كي يفتشوا لنا عن هذه القصص التاريخيه المختلفة بمسلسلاتهم؟ المشكلة ليست فى المؤلفين ، المشكلة فى القائمين على امر الدراما وهم لايعرفون انها ليست مصدرا للاعلانات عن السمن والصابون ولكنها اخطر ادوات التلاعب بالعقول.

ماهي اخر أعمالك الفنيه القادمة ؟

مسلسل (سلطنة الحريم) لكتى لا اجد منتجا لان الدولة مهتمة بمحمد رمضان وامير كرارة اكثر من اهتماما بالشعب المصرى.

لماذا تراجع مستوى الدراما المصريه بالسنوات الأخيرة إنتاجيًا وفنيًا ؟

لان المسئولين عنها لايفهمون فى الدراما ، انهم رجال اعمال واعلانات وسبوبات وسوف يشعرون بالندم الشديد مستقبلا بعد ان تفلت كل العقول من بين ايديهم .. مسئول الدراما لايرد على تليفونات المؤلفين لانه يعرف مسبقا من سيعمل ومن لايعمل ، الامر ليس له علاقة بالدراما بل بالعلاقات الشخصية .

في نهايه الحوار ماهي رسالتك الفنيه ؟

ان اودع الحياة فى هذا البلد الجاحد فى اقرب وقت .