مقالات
VAR».. AWAY» ..حسن المستكاوي
حسن المستكاوي
** مع الاعتذار للمطرب اليونانى الشهير ديميس روسوس، صاحب الأغنية
الشهيرة لجيلنا..FARAWAY
أجرى اتحاد مشجعى كرة القدم فى إنجلترا استطلاعا للرأى بشأن استخدام تقنية الفيديو المساعد، الفار، وهل أفقدت متعة اللعبة أم أنها ضرورة، وهل يرى الجمهور أن التقنية جيدة لمصلحة اللعبة أم أنها أفسدتها؟ هل حققت تقنية الفيديو المساعد العدالة فى كرة القدم أم أنها أفقدت اللعبة الكثير من إثارتها ومتعتها؟
** الاستطلاع شارك به 33 ألف مشجع، وهو الاكبر من نوعه. وكانت النتيجة أن 26 % فقط يوافقون على استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد بينما يرفضها الآخرون، لأنها ببساطة تقتل أجمل لحظة فى كرة القدم وهى الفرحة العفوية التلقائية بالأهداف. ففى لحظة تسجيل الهدف والانفعال السعيد به يمكن أن يبتلع 50 الف متفرج فرحتهم بسبب إلغاء الهدف. لكن فى المقابل بعد أول موسم لتقنية الفار فى الدورى الإنجليزى جاء فى إحصائية أن تلك التقنية ساعدت فى إصدار قرارات تحكيمية صحيحة خلال الموسم بنسبة 94 %. وأظن أنه فى ملاعبنا ألغيت العديد من الأهداف غير الصحيحة بعد مراجعتها فى الفيديو وكان ذلك عدلا، وهذا يضع كرة القدم أمام معادلة شديدة الصعوبة، وهى العدالة فى مواجهة متعة المشاهدة!
** قال مشجع شارك فى استطلاع الرأى: لن أفتقد حكم الفيديو المساعد المضحك والمتطفل، وأتمنى خروجه من كرة القدم، وهو ما يعادل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. وقال 95٪ من الذين شاركوا فى الاستطلاع إن تقنية الفيديو المساعد جعلت تجربة مشاهدة مباراة أقل متعة. وقال 44٪ من المشاركين، إنهم سيكونون أقل احتمالا لحضور مباراة فى المستقبل نتيجة لذلك. واتفق الأغلبية على أن التأثير السلبى لتقنية الفيديو المساعد أكبر من فائدتها. وكذلك اشتكى العديد من المشاركين فى الاستطلاع من طول فترة انتظار قرار الحكم لحسم هدف أو ضربة جزاء.
**ولدت تقنية الفيديو المساعد فى كأس العالم 2002 بكوريا واليابان لمراجعة قرارات الحكام، وتقييمهم، خاصة أن هذه البطولة تحديدا شهدت الكثير من الأخطاء التحكيمية. وجرت بالفعل مشاهدات لبعض اللعبات عبر شرائط فيديو من قبل الفيفا فى ذاك الوقت وأثناء البطولة لمراجعة بعض القرارات الصادرة من الحكام. و فى نوفمبر 2009، أصبحت مراجعة قرارات الحكام قرارا يحتاج إلى التنفيذ، بعد تأهل فرنسا لكأس العالم 2010 على حساب أيرلندا بهدف سجله تيرى هنرى باستخدام يده. لكن لاشك أن الحكام، رجال العدالة فى الملاعب، يسعدهم الاستعانة بتقنية الفار، فهم الآن ليسوا أصحاب القرار النهائى والأخير، وهناك غرفة تساعدهم.
** أكرر هنا الاستعانة برأى خبراء لهم وجهة نظر فى الفار، ففى كتابه «النفخ فى الصفارة.. فلسفة التحكيم فى كرة القدم»، قال الصحفى الإنجليزى ستيوارت كارينجتون أنه سأل عشرات الحكام من مختلف الجنسيات عن رأيهم فى تقنية الفيديو المساعد، فأجمعوا على أنها جيدة لأنها تساعدهم على اتخاذ قرارات صحيحة. فى المقابل انتقد مدربون تلك التقنية، ووصفها بعضهم بأنها هراء، وقال عنها يورجين كلوب مدرب ليفربول: «إنها تقنية تسلل أصابع».
بينما قال جون نيكلسون، مؤلف كتاب «هل يمكننا استعادة كرة القدم»؟ قال تعبيرا رائعا، يعبر بالفعل عن حقيقة كرة القدم وغريزة اللعبة التى لا يراها أحد، وهو أحد أبرز الرافضين لتقنية الفيديو الساعد: «إن اللعبة فقدت إنسانيتها، فالرياضة مطاردة بشرية، وبالتالى فهى معيبة فى جوهرها».
** يبقى سؤال: لماذا لا نجرى مثل تلك الاستطلاعات؟
** الإجابة أظنها: يا عم وإحنا مالنا؟!
نقلا عن الشروق