شئون عربية
المرأة الإماراتية.. إنجاز في كافة المجالات
كتب/ احمد حسنسجلت دولة الإمارات خلال عامى 2020 و 2021 إنجازات فى مجالات عدة على المستوى الوطنى، بل على المستويين الإقليمى والدولى، وكانت المرأة الإماراتية فى المقدّمة، شريكة فى مسيرة تنموية تحصد النجاحات بعزيمة لا تضاهى.
ويأتى الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام فى سياق مميز ليعيد التأكيد على دور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" فى التأسيس لمسيرة المرأة فى الإمارات، وشكّلت المرأة الإماراتية جزءاً أصيلاً فى أبرز الإنجازات التى حققتها دولة الإمارات خلال الفترة الماضية، تشهد على حجم الحضور الفاعل الذى تسجله ابنة الإمارات فى شتّى الميادين، حيث برهنت على حجم القدرات والكفاءات التى باتت تؤهلها لتولى قيادة وإدارة أهم المشاريع الحيوية وأبرزها فى قطاعات العلوم المتقدمة والفضاء والطاقة والصحة والتى تمثلت فى وصول "مسبار الأمل" إلى مدار كوكب المريخ، وبداية التشغيل الناجح والآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية،
فضلاً عن نجاحها وريادتها فى مجال جهود التصدى لفيروس كورونا المستجد محلياً وعالمياً. شكّل دور المرأة الإماراتية منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل الوطنى، لتتضافر الجهود على المستويين الوطنى والدولى من أجل احتواء تداعيات هذا الوباء، ومنذ بداية تفشّى وباء كورونا حول العالم، أثبتت المرأة الإماراتية دورها المتميز فى صفوف خط الدفاع الأول وكان دورها محورياً فى نجاح منظومة العمل عن بُعد، وبذلت قصارى الجهود فى حماية ورعاية جميع أفراد أسرتها خلال هذه الأزمة.
كما برز حضورها اللافت فى ميدان العمل التطوعى منذ بداية انتشار الفيروس، فساهمت فى تقديم الدعم والمساندة لجميع الفئات المتضررة. المرأة الإماراتية والإنجازات الدبلوماسية تبوأت المرأة الإماراتية مكانة مميزة فى مضمار العمل الدبلوماسى، وساهمت بفعالية فى نسج شبكة العلاقات الواسعة للدولة وتعزيز شراكتها الإقليمية والدولية، وكان لها دوراً جوهرياً فى مثابرة وزارة الخارجية والتعاون الدولى منذ بداية تفشى فيروس كورونا المستجد حول العالم، بترسيخ النهج الدبلوماسى الذى لطالما اعتمدته الدولة والقائم على التعاون مع جميع دول العالم ومدّ يد العون للمجتمعات التى تحتاج إلى الدعم والمساعدة، ضمن توطيد أواصر التعاون الدولى ومتعدد الأطراف وترسيخه فى ظل الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم اليوم.
وتشغل المرأة الإماراتية حالياً مناصب دبلوماسية مختلفة فى وزارة الخارجية والتعاون الدولى، حيث تمثل نسبة السيدات الإماراتيات إلى الذكور من مواطنى دولة الإمارات فى الوزارة 42.5%. ويشمل السلك الدبلوماسى الإماراتى تسعة سيدات من بنات الإمارات كسفيرات، بالإضافة إلى قنصل عام تمثّلن الدولة ووجهها الحضارى المشرق فى الخارج وهنّ: حصة عبدالله العتيبة، سفيرة الدولة فى هولندا، وحنان خلفان العليلى، سفيرة الدولة فى لاتفيا، وفاطمة خميس المزروعى، سفيرة الدولة فى الدنمارك، وحفصة عبدالله العلماء، سفيرة الدولة فى ألمانيا، ونورة محمد عبدالحميد، سفيرة الدولة فى فنلندا، ولانا زكى أنور، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولى للشؤون السياسية المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، وهند مانع العتيبة، سفيرة الدولة فى فرنسا، ونبيلة عبدالعزيز الشامسى، سفيرة الدولة فى مونتينيغرو، وإيمان أحمد السلامى، سفيرة الدولة فى بولندا، بالإضافة إلى نريمان محمد الملا، القنصل العام فى ملبورن.
ويؤكّد نهج وزارة الخارجية والتعاون الدولى فى تمكين المرأة الإماراتية على رؤية القيادة الحكيمة بدعم وتمكين المرأة الإماراتية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الإماراتى، والعمل جنباً إلى جنب مع الرجل فى المساهمة فى تعزيز مسيرة التنمية الشاملة التى تشهدها الدولة.
المرأة الإماراتية فى مجال العلوم والعلوم المتقدمة تسجل ابنة الإمارات حضوراً فاعلاً فى ميدان العلوم المتقدمة، حيث برهنت على حجم القدرات والكفاءات التى باتت تؤهلها لتولى قيادة وإدارة أهم المهام والمشاريع الحيوية فى قطاعات العلوم المتقدمة والفضاء والطاقة والصحة.
كما وبرز هذا الدور فى مشاركة المرأة الإماراتية فى مشروع مسبار الأمل والتى وصلت إلى 34% من فريق العمل، كاتبةً صفحة من التاريخ الجديد للدولة. كما شكّلت المرأة 80% من الفريق العلمى الخاص بالمسبار الذى سيقدم للبشرية أول دراسة شاملة عن مناخ الكوكب الأحمر وطبقات غلافه الجوى المختلفة مستخدماً أجهزة علمية المتطورة التى صممت خصيصاً لهذه المهمة.
وفى موازاة ذلك ساهمت المرأة الإماراتية فى تسطير الإنجاز التاريخى فى مجال البرنامج النووى السلمى الإماراتى، والذى تمثل فى بداية التشغيل الآمن والناجح لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية واستكمال عملية ربط المفاعل بشبكة الكهرباء الرئيسية للدولة ووصول أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة إلى المنازل والقطاعات التجارية.
ومثلت المرأة الإماراتية نسبة قرابة 20% من مجموع موظف مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها شركة "نواة" للطاقة، وشركة "براكة الأولى"، وهى من أعلى النسب فى قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم.
كما برز حضور المرأة الإماراتية فى قطاعات علوم الفضاء والتكنولوجيا والهندسة والطب كعامل مهم فى تحقيق الأهداف التنموية الرامية لإحداث نقلة نوعية فى الاقتصاد الوطنى، حيث سطرت قصص نجاح ملهمة فى جميع الميادين.
ووفقاً لمجلس علماء الإمارات تبلغ نسبة التحاق الإناث بـ"تقنية المعلومات" 54%، فى حين أنها وصلت إلى 81% فى مجالات العلوم، و43% فى مجالات الهندسة، فيما تبلغ نسبة الإناث فى وظائف قطاع الصحة 81%، وفى قطاع الهندسة والوظائف الهندسية المساعدة 51% من إجمالى المواطنين العاملين فى 2019.
يأتى يوم المرأة الإماراتية فى وقت تتوالى فيه الإشادات والشهادات الدولية بجهود الإمارات فى تمكين المرأة، حيث حققت الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى تقرير "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021"، الصادر عن البنك الدولى، فضلاً عن تبوأها المركز الـ18 عالميا والأول عربيا فى مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى لعام 2020.
كما تأتى تلك المناسبة فى وقت تحتفل فيه الإمارات باليوبيل الذهبى لتأسيسها، لتكون مناسبة مهمة لرصد الإنجازات التى حققتها الدولة فى مسيرة تمكين العنصر النسائى خلال السنوات الخمسين الماضية، واستشراف دورها المرتقب فى النصف الثانى من مئوية الدولة.