في إطار التعاون الأسباني العربي المتجذر في العلوم الإنسانية، ينظم معهد ثربانتيس بالقاهرة، ندوة يحاضر فيها الأستاذ الدكتور أحمد عبد الحليم عطية، أستاذ الفلسفة، حول شخصية البروفيسر والفيلسوف المستشرق بيثنتي جالارثا إي بيريث كاستانييدا، الذي كان الأستاذ الإسباني الوحيد، الذي يعد مؤسس وأول مدرس بقسم الفلسفة الحديثة في العالم العربي بجامعة القاهرة بين عامي 1915 و 1922.

خلال الندوة، التي ستقام يوم الخميس القادم، 25 نوفمبر، سيسلط الدكتور عبد الحليم الضوء على الجهود القيمة للأستاذ الإسباني، أحد أولئك الذين تعاونوا في التدريس المبكر للفلسفة المعاصرة باللغة العربية، أولاً في الجامعة المصرية ، 1914 و 1922 ، ثم في المدرسة العليا العادية. وابتداءً من العام الدراسي 1914 ، تولى جالارثا مسؤولية مادتي الفلسفة الأساسيتين في الجامعة المصرية ، وهما "الفلسفة العامة وتاريخ الفلسفة" و "الفلسفة والأخلاق العربية".

تعد مساهمة جالارثا مظهرا مهما من الأشكال المختلفة للتعاون العلمي الإسباني العربي، ومظهر من مظاهر صفحة مهمة ولكن غير معروفة منه، حيث تتمتع إسبانيا بميزة في الفلسفة العربية، من خلال الحفاظ على الإرث الفلسفي المتعلق بالأندلس.

وتجدر الإشارة إلى أن جالارثا كان له تأثير كبير في عصره على الكثير من المفكرين المصريين الذين تتلمذ عدد كبير منهم على يديه، ومن بينهم: طه حسين ، صالحة قاصين ، مي زيادة ، زكي مبارك ، جورجي زيدان ، وأقر جميعهم. بأهمية إنجازه وإسهاماته في ذلك المجال.

وُلد الكونت جالارثا في هافانا عام 1881 وتوفي في كلكتا عام 1938. ويبرز من بين أنشطته الأخرى في القاهرة، المشاركة فى الحفريات الأثرية وفي عام 1908 اكتشف قبر ملكة الأسرة الرابعة، خمرنيبتي، والدة الفرعون خفرع، وتمثالها موجود في المتحف المصري.