شئون عربية
بالصور.. إعادة ترميم المسجد الأموي بـ «حلب»
حلب: أحمد خليلفي الوقت الذي تسعى فيه الدولة السورية بسرعة إعادة الإعمار، نجد أن أعمال ترميم الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب تسير بخُطاً متأنية ودقيقة لتشمل كل حجر فيه طالته يد الإرهاب التي حاولت طمس معالم هذا الصرح الحضاري الأثري الذي صمد بوجه أعتى الزلازل عبر المراحل التي مر بها منذ بنائه.
وتعد مئذنة الجامع تحفة فنية عريقة بطرازها المعماري تعرضت لضرر كبير وتهاوت أحجارها جراء تفجيرها المقصود والممنهج من قبل الإرهابيين لتعود الأيادي الوطنية لجمعها وترتيبها وترميمها استعدادا لإعادة بنائها من جديد.
وأفاد الدكتور صخر علبي الأستاذ في كلية العمارة بجامعة حلب مدير مشروع صيانة وترميم الجامع قائلاً: “منذ تحرير حلب من الإرهاب دخلت الورشات المتخصصة إلى الجامع وكان الوضع يرثى له لتعرضه لتدمير ممنهج على أيدي المجموعات الإرهابية وكان فيه أنقاض ومتاريس وهذا تطلب عملا كبيرا لترحيل الأنقاض وإزالة السواتر وتم وضع خطة عمل ودراسات للبدء بأعمال الترميم”.
ووأضاف علبي: “في بداية العمل تم التنبه للمخاطر التي تهدد أعمدة الجامع التي ألحق بها الأذى جراء القذائف وكان لا بد من تدعيمها وتقويتها وتم الانتقال للكشف على موقع المئذنة التي تحولت إلى تل من الركام بعد تفجيرها من قبل الإرهابيين وهذا تطلب وضع خطة لتوثيق الأحجار وتصنيفها ووضع هوية ورقم لكل حجر ما استغرق وقتا طويلا لتوثيقها كما تمت الاستعانة بجهاز متطور لدراسة ومعرفة مقاومة هذه الأحجار وإلى أي حد يمكن الاعتماد عليها في إعادة البناء وعليه تم وضع خطة طموحة لإعادتها كما كانت عليه وذلك كله بأياد وطنية دراسة وتنفيذا”.
كما أشار، إلى أنه تم الكشف على الجانب الشرقي من الجامع المتاخم لأسواق المدينة القديمة والمتداخل معها وهو مدمر ويتم العمل على ترميمه بالتوازي مع عمليات تأهيل المئذنة إضافة لترميم سقف وسطح الجامع الذي طالته القذائف لافتا إلى أن الواجهات الحجرية للجامع لم تسلم من الخراب وحرقت جميع الأبواب والمنجور الخشبي بطريقة همجية ويتم العمل على إعادة ترميمها من خلال ورشتين واحدة للخشب لتصنيع جميع أنواع المنجور الخشبي بالاعتماد على الكتب والمراجع القديمة لتوثيق عمليات الترميم وورشة أخرى لتصنيع الحجر وترميمه.
وأوضح، أن الجامع يمتاز بمئذنته والصحن الذي هو أرضية الجامع المبني بأشكال هندسية متناغمة لكن اليوم تغطيها أحجار المئذنة لتوثيقها وهناك الواجهة الرئيسية والقبلية للجامع وتحتوي تشكيلات وزخارف خشبية وتم استبدالها في السابق واليوم نقوم بتصميم النسخة الأصلية لهذه الواجهة التي تتميز بأنها تحتوي على 12 بابا وكل باب تختلف زخرفته عن الآخر وهذا يقوم على فلسفة الفن الإسلامي لجهة عدم التكرار وإنما التناغم الفني مع بعضها البعض لتشكل لوحة متكاملة.
كما بين علبي أن الجامع رمم بين العامين 1999 و 2005 ووثقت جميع عناصره الأمر الذي ساعدنا في عمليات الترميم الحالية لكن الأحجار تعرضت للأذى وطلقات الرصاص والقذائف جراء الإرهاب وهذا تطلب وقتا وجهدا كبيرين للوصول لخلطة مناسبة لملء هذه الثقوب وتجربتها خلال مدة شهر ومعرفة قساوتها وكل ذلك أدى إلى تحقيق نتائج جيدة وتم تطبيقها على الواجهة الخارجية للجامع.