العالم
أذربيجان تصدر مذكرة اعتقال بحق زعيم كاراباخ السابق
محمود عليبعدما أعلنت الحكومة الانفصالية في ناغورنو كاراباخ أنها ستحل نفسها بحلول نهاية العام، أصدرت أذربيجان مذكرة اعتقال بحق الزعيم السابق في كاراباخ، أراييك هاروتيونيان، وفق لما أعلن ممثل الادعاء العام في البلاد، اليوم الأحد.
وقاد هاروتيونيان الإقليم الانفصالي، المعترف بها دوليا كجزء من الأراضي الأذرية، لكن تسكنه أغلبية من العرقية الأرمينية، خلال الفترة من مايو 2020 وحتى الشهر الماضي، عندما أعلنت الحكومة الانفصالية أنها ستحل نفسها بحلول نهاية العام، بعد مسعى دام 3 عقود لنيل الاستقلال.
كانت الشرطة الأذرية قد ألقت القبض على روبن فاردانيان، وهو أحد رؤساء وزراء هاروتيونيان السابقين، الأربعاء الماضي، في أثناء محاولته العبور إلى أرمينيا مع عشرات الآلاف الآخرين الذين فروا بعد الهجوم الخاطف الذي شنته باكو لمدة 24 ساعة الأسبوع الماضي لاستعادة السيطرة على ناغورنو كاراباخ.
بحسب وسائل إعلام محلية فإن هاروتيونيان والقائد العسكري السابق للإقليم، جلال أناتولي هاروتيونيان، متهمان بإطلاق صواريخ على غنجة ثالث أكبر مدينة أذربيجان، خلال حرب استمرت 44 يوما أواخر عام 2020.
يعكس إعلان مذكرة الاعتقال الصادرة عن المدعي الأذري العام كامران علييف، عزم أذربيجان فرض قبضتها بسرعة وقوة على الإقليم بعد ثلاثة عقود من الصراع مع الإدارة الانفصالية.
في حين تعهدت باكو باحترام حقوق الأرمن العرقيين في ناغورني كاراباخ، فقد فر العديد منهم خشية الانتقام أو فقدان حريتهم في استخدام لغتهم وممارسة شعائرهم الدينية وعاداتهم الثقافية.
قالت نازلي باغداساريان، الناطقة باسم رئيس الوزراء الأرميني، في مؤتمر صحفي، اليوم الأحد، إن 100483 شخصا وصلوا بالفعل إلى أرمينيا من ناغورنو كاراباخ، التي كان تعداد سكانها يبلغ نحو 120 ألف نسمة قبل الهجوم الأذري.
اصطف بعض الناس طوال أيام للفرار من الإقليم، لأن الطريق الوحيد الرابط بين أرمينيا وكاراباخ، وهو طريق جبلي متعرج، ازدحم بالمركبات بطيئة الحركة.
قالت وزيرة الصحة الأرمينية، أناهيت أفانيسيان، إن بعض الأشخاص، بما في ذلك كبار السن، لقوا حتفهم خلال فترة انتظارهم على الطريق بسبب «الارهاق الناتج عن سوء التغذية، وغادروا دون حتى تناول الدواء معهم، وظلوا على الطريق لأكثر من 40 ساعة».
زعم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أمس الخميس، أن نزوح الأرمن الجماعي من ناغورنو كاراباخ يرقى إلى اعتباره «عملا مباشر من أعمال التطهير العرقي وحرمان أناس من وطنهم الأم».
ورفضت وزارة الخارجية الأذرية اتهامات باشينيان بشكل قاطع، وقالت إن رحيل الأرمن كان «قرارهم الشخصي والفردي ولا علاقة له بالترحيل القسري».