منوعات
انخفاض الكالسيوم في دم الأبقار مؤشر لزيادة إنتاج اللبن
اسماءعبداللهيقول الدكتور أحمد العليمى باحث تغذية الحيوان بالمركز القومى للبحوث: إن تدفق نتائج الأبحاث الحديثة المتعلقة بالتمثيل الغذائى فى الأبقار الحلابة أثناء المرحلة الانتقالية (وهى الفترة من 3 أسابيع قبل الولادة وحتى 3 أسابيع بعد الولادة)، تشير إلى أن انخفاض نسبة الكالسيوم فى الدم وحالات حمى الحليب الإكلينكية، ما زالت مجالات تؤرق مزارع إنتاج الألبان، ولكن بعض نتائج الدراسات الحديثة تتعارض مع أفكارنا التقليدية حول أن انخفاض نسبة الكالسيوم فى الدم عند الولادة هوأمر سىء.
والبقرة المصابة بمرض حمى الحليب هى بقرة مريضة راقدة تعانى من انخفاض نسبة الكالسيوم فى الدم بعد الولادة مباشرة، وتستجيب هذه البقرة سريعاً للحقن بالكالسيوم فى الوريد، بينما البقرة التى تعانى من نقص الكالسيوم تحت الإكلينيكى فهى بقرة تظهر طبيعية دون أعراض إكلينيكية، ولكنها تعانى من انخفاض نسبة الكالسيوم فى الدم، ولذلك يسمى بانخفاض الكالسيوم تحت الإكلينيكى. إذنْ: كيف نحدد النطاق المرجعى لما هو طبيعى وما هو غير طبيعى لنسبة الكالسيوم فى الدم؟
العديد من النطاقات المرجعية المستخدمة تاريخياً كانت تعتمد فقط على قراءات متوسطة لنسبة الكالسيوم فى الدم لأبقار طبيعية وصحية بعد الولادة، والآن هناك مجال لتحسين هذه النطاقات مع تجميع البيانات من الأبقار الحديثة ذات الإنتاج العالى من اللبن.
غير متشابهة
وفى الممارسة المزرعية، يمكننا العثور على بقرة تكون نسبة الكالسيوم فى دمها منخفضة لدرجة أنها يجب أن تكون راقدة، بينما بقرة أخرى قد تعتبر مصابة بانخفاض كالسيوم الدم تحت الإكلينيكى ولكن تظهرعليها علامات الضعف بوضوح. والسبب فى ذلك يرجع إلى أنه أثناء العمل مع فسيولوجيا الأبقار الحلابة، توجد العديد من العوامل المتغيرة، فما نعرفه الآن من الدراسات الحديثة هو أن انخفاض نسبة الكالسيوم بعد الولادة لا يرتبط مباشرة مع الإصابة بالأمراض المستقبلية فى الأبقار خلال موسم اللبن، وهذا يتعارض مع ما كنا نعتقده فى الماضى، فبناءً على ما تعلمناه، قد نعتقد أن انخفاض نسبة الكالسيوم فى الدم بعد الولادة هو شىء سىء، ولكن فى الواقع، تظهر النتائج الحديثة أن الأبقار ذات نسبة منخفضة للكالسيوم فى الدم بعد الولادة (فى النطاق تحت الإكلينيكى، وليس النطاق الإكلينيكى) تنتج كمية أكبر من اللبن.. إذنْ، فانخفاض نسبة الكالسيوم قليلاً فى الدم بعد الولادة يعنى زيادة فى إنتاج اللبن، وقد يبدو هذا منطقياً، وهناك الكثير من الكالسيوم فى اللبن (40 جرام كالسيوم لكل 40 كجم من اللبن)، لذا فإن الأبقار ذات الإنتاج الأعلى من اللبن تحصل على هذا الكالسيوم من الجسم لتصنيع اللبن.
الانخفاض فى نسبة الكالسيوم فى الدم يكون سيئاً فقط عندما لا تتمكن البقرة من استعادة تركيزات الكالسيوم فى الدم إلى الحالة الطبيعية خلال بضعة أيام بعد الولادة.. لذلك، إذا كانت البقرة تبدأ الولادة بنسبة منخفضة للكالسيوم فى الدم لكنها قادرة على زيادة تناول العليقة (ومعها تحصل على الكالسيوم) واستعادة تركيزات الكالسيوم فى الدم إلى الحالة الطبيعية بسرعة، فليست هناك عواقب سلبية على البقرة، بينما البقرة التى تفشل فى العودة إلى تركيزات الكالسيوم الطبيعية فى يوم أو يومين بعد الولادة فيكون لذلك تأثيرات سلبية، حيث تكون البقرة أكثر عرضة للإصابة بأمراض المرحلة الانتقالية مثل الالتهابات الرحمية وانقلاب المعدة الرابعة، وكذلك يكون صعود إنتاج اللبن بطيئاً.
طرق ناجحة
وهناك عدة طرق ناجحة لمنع انخفاض نسبة الكالسيوم فى الدم بعد الولادة يمكن استخدامها وأثبتت فعاليتها أيضاً من الناحية الاقتصادية.
الطريقة الأولى: هى تجريع كبسولات الكالسيوم عن طريق الفم بعد الولادة مباشرة؛ وأظهرت نتائج عدة تجارب مزرعية كبيرة فوائد تجريع كبسولات الكالسيوم بعد الولادة على تحسين إنتاج اللبن وصحة الأبقار واقتصاديات المزرعة. وبشكل عام يحقق تجريع كبسولات الكالسيوم أعلى عائد اقتصادى للمزرعة عند إعطاء جميع البقر البالغ (وهى الأبقار بعد موسم اللبن الأول) وكذلك العجلات ذات الموسم الأول للبن إذا كانت درجة اكتناز الجسم عالية (أكبر من 3.5) أو كانت عدد أيام الحمل كبيرة(أكبر من 277 يوماً). وتشير الدراسات إلى أنه إذا تم تنفيذ هذه الطريقة فى المزرعة، يكون العائد الاقتصادى الصافى 72 دولاراً أمريكياً لكل بقرة فى كل موسم لبن.
الطريقة الثانية: هى توفير الديكاد، وتعنى إضافة الأملاح الأنيونية فى عليقة التحضير قبل الولادة، وهى طريقة تغذية تم استخدامها لسنوات عديدة.. بالطبع، يتطلب الأمر إدارة واعية فى شكل القياس الدورى لدرجة الحموضة فى بول الأبقار خلال مرحلة التحضير قبل الولادة مع إمكانية إجراء تعديلات فى النظام الغذائى، تمنع هذه الطريقة حمى الحليب عن طريق زيادة حموضة الدم، بما يجعل مخزون الكالسيوم فى الجسم أكثر توفراً عند الولادة.
الطريقة الثالثة: هى التغذية على عليقة منخفضة الكالسيوم أو بها رابطات الكالسيوم: فهناك بعض الإضافات العلفية التى تعمل ربط الكالسيوم فى العليقة، فيصبح كالسيوم العليقة غير متاح للامتصاص فى الأمعاء ولا يصل إلى دم الأبقار خلال مرحلة التحضير قبل الولادة، فيساعد ذلك على سهولة سحب البقرة للكالسيوم من العظم بعد الولادة، ويبدو هذا الأسلوب بديل ناجح لطريقة الديكاد ولا تحتاج هذه الطريقة لأقلمة الأبقار على نظام غذائى معين قبل الولادة.
البقرة الواقفة
تم تقييم نسبة الكالسيوم فى الدم بعد تجريع الكالسيوم عن طريق الفم، وتحت الجلد، والحقن الوريدية فى بعض الدراسات، من خلال هذه البيانات، يظهر بوضوح أنه يجب عدم حقن البقرة الواقفة بجرعات من الكالسيوم لأنها توفر إمداداً زائداً وسريعاً، والبقرة فى الواقع تزيد من إفرازها للكالسيوم للتخلص من الفائض، ينخفض تركيز الكالسيوم فى الدم فى الواقع أكثر مما كانت عليه قبل الحقن، ولم يظهر أن تجريع كبسولات الكالسيوم عن طريق الفم لديها نفس التأثير غير المرغوب.. بالطبع، البقرة المصابة بحمى الحليب بحاجة إلى حقن الكالسيوم الوريدية.
مع استمرار البحث وجمع المزيد من البيانات، سنكون قادرين على ضبط التوصيات وتحديد الأبقار التى ستستفيد أكثر من التدخل، ولكن مع استخدام طرق فعالة للوقاية بدلاً من علاج نقص الكالسيوم، مثل توازن النظام الغذائى، واستخدام الإضافات العلفية، وتجريع كبسولات الكالسيوم عن طريق الفم بعد الولادة بشكل روتينى، يمكننا تقليل مخاطر هذا المرض المهم والذى غالباً ما يتم تجاهله فى الأبقار خلال المرحلة الانتقالية حول الولادة.