تقارير وتحقيقات
توترات سياسية بين حاكم ولاية تكساس والحكومة الفيدرالية الأمريكية.. ودعوات الاستقلال تتصدر المشهد
وكالات الأنباءتشهد الولايات المتحدة توترات سياسية داخلية بعد تصاعُد التوترات بين ولاية تكساس والحكومة الفيدرالية الأمريكية، عقب رفض حاكم الولاية جريج أبوت، الامتثال لقرار الحكومة بإزالة الأسلاك الشائكة على طول الحدود مع المكسيك، ما يثير المخاوف من احتمالية نشوب نزاع مسلح داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
أسئلة كثيرة تطرحها مستجدات على الساحة الأمريكية، منها على سبيل المثال، هل انفصال تكساس يعد سيناريو يمكن أن يحدث ويسبّب أزمة اقتصادية؟ وهل يمكن لولايات أخرى أن تفعل نفس الشىء وتحذو حذوها؟
البداية كان قرار المحكمة العليا بالسماح للمسئولين الفيدراليين بإزالة أجزاء من حاجز الأسلاك الشائكة الذي أقامته ولاية تكساس الأمريكية على طول الحدود مع المكسيك، فاستدعى ذلك مزيدًا من الدعوات، لاستقلال الولاية الأمريكية.
ويخوض حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت والحكومة الفدرالية مواجهة بشأن السيطرة على الحدود، قال عنها الأول، إن «الأسلاك الشائكة في تكساس هي رادع فعال للعبور غير القانوني الذي يشجعه الرئيس جو بايدن. سأواصل الدفاع عن السلطة الدستورية في تكساس لتأمين الحدود ومنع إدارة بايدن من تدمير ممتلكاتنا».
دعوات الاستقلال
المواجهة أعادت الزخم مجددًا إلى دعوات الاستقلال عن أمريكا، والتي كانت تنادي بها حركة تكسيت، التي خلصت إلى أن تكساس يجب أن تستقل عن الولايات المتحدة.
ورغم الدعم الذي وجدته هذه الحركة، إلا أنها واجهت العديد من الانتكاسات، ليس أقلها الفشل في الحصول على استفتاء على انفصال تكساس في الاقتراع التمهيدي الجمهوري المقبل. كما وصف النقاد حملة الاستقلال بأنها خيال ليست لديه فرصة للنجاح.
ويقول الزعيم الفعلي لحركة تكسيت، دانييل ميلر: «أعتقد أن المسار الذي تسير عليه الحكومة الفيدرالية، والمسار الذي تسير عليه تكساس، سيؤدي إلى هذا الاتجاه، سواء من خلال قرار واعٍ أو انهيار النظام الفيدرالي، وعدم قدرته على تلبية متطلباته الأساسية، أعتقد أن تكساس ستصبح دولة مستقلة بالتأكيد خلال 30 عامًا».
وفي ديسمبر الماضي، تسلم الحزب الجمهوري في تكساس، التماسا لإدراج استفتاء استشاري حول استقلال تكساس في الاقتراع الأولي المقرر إجراؤه في مارس 2024.
ووفقًا لقانون الانتخابات في تكساس، فإن الحد الأدنى لعدد التوقيعات اللازمة للنظر في الاستفتاء هو «5% من إجمالي الأصوات التي حصل عليها جميع المرشحين لمنصب الحاكم في الانتخابات التمهيدية العامة الأخيرة للحزب.
وكانت آخر انتخابات تمهيدية لحاكم الولاية للجمهوريين في عام 2022، والتي أدلى فيها 1,954,172 مواطنًا بأصواتهم، لانتخاب حاكم الولاية الحالي غريغ أبوت، ما يعني أن هناك حاجة إلى إجمالي 97.709 توقيعًا للنظر في إجراء الاستفتاء.
رفض الالتماس
ومع ذلك، رفض الحزب الجمهوري في تكساس الالتماس، حيث ادعى الرئيس مات رينالدي أنه تم تقديمه متأخرًا، وأنه حتى لو لم يكن الأمر كذلك، فإن «الغالبية العظمى من توقيعات الالتماس كانت غير صالحة».
وعلى وجه التحديد، ادعى أن الكثير منها يفتقر إلى المعلومات المهمة مثل «عنوان الإقامة، ومقاطعة التسجيل، وتاريخ الميلاد/رقم تسجيل الناخبين أو أنه تم التوقيع عليها إلكترونيًا، وليس يدويًا».
واتخذ الانفصاليون في تكساس الطريق التشريعي، فممثل الولاية -آنذاك- بريان سلاتون تقدم في مارس 2023 مشروع قانون يدعو إلى إجراء استفتاء حول «ما إذا كان ينبغي على الولاية التحقيق في إمكانية استقلال تكساس أم لا».
لمحة عن ولاية تكساس
تكساس أو تِكسَس هي ثاني أكبر ولاية في الولايات المتحدة من حيث المساحة والسكان. تقع ولاية تكساس في وسط جنوبي البلاد، وتحدها ولاية لويزيانا من الشرق، وأركنساس من الشمال الشرقي، وأوكلاهوما من الشمال، ونيو مكسيكو من الغرب، كما أن لها حدودا مع الولايات المكسيكية تشيواوا، كواهويلا، نويفو ليون، تاماوليباس من الجنوب الغربي، كما يحدها خليج المكسيك من الجنوب الشرقي.
هيوستن هي أكبر مدن الولاية من حيث السكان ورابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة، في حين أن سان أنطونيو هي ثاني أكبر مدن الولاية والسابعة على مستوى البلاد، كذلك فإن منطقة دالاس-فورت وورث ومنطقة هيوستن الكبرى هي رابع وخامس أكبر المناطق الحضرية في البلد على التوالي. وتشمل المدن الرئيسية الأخرى أوستن، ثاني أكبر عاصمة ولاية من حيث السكان في الولايات المتحدة، ومدينة إل باسو. وتلقب تكساس بولاية النجمة الوحيدة للدلالة على وضعها السابق كجمهورية مستقلة، وللتذكير بنضالها من أجل الاستقلال عن المكسيك. ويحتوى علم الولاية وشعارها على نجمة واحدة. أتى أصل اسم تكساس هو من كلمة «تيخاس»، وتعني «الأصدقاء» في لغة كادو.
نظرا لحجمها وخصائصها الجيولوجية مثل بالكونيس فولت، فإن طبيعة تكساس تشمل مناظر طبيعية متنوعة تشبه كل من جنوب الولايات المتحدة والمناطق الجنوبية الغربية. ورغم أن ولاية تكساس ترتبط شعبيا بالصحراء الجنوبية الغربية، إلا أن أقل من 10 في المئة من مساحة أراضي تكساس صحراوية. وتقع معظم التجمعات السكانية في مناطق المروج السابقة والمراعي والغابات والساحل. يمكن للمرء أن يلاحظ التضاريس التي تتراوح بين المستنقعات الساحلية والغابات الصنوبر، إلى السهول الشاسعة والتلال الوعرة، وأخيرا الصحراء وجبال بيغ بيند.
تاريخ
يشير مصطلح «أعلام تكساس الستة» إلى العديد من الدول التي حكمت هذه الأرض. وكانت إسبانيا أول بلد أوروبي يحكم منطقة تكساس. وأسست فرنسا مستعمرة قصيرة العمر فيها. سيطرت المكسيك على الأراضي حتى عام 1836 عندما نالت تكساس استقلالها لتصبح جمهورية مستقلة. في عام 1845، انضمت تكساس إلى الولايات المتحدة لتكون الولاية الثامنة والعشرين. وأدى ضم الولاية إلى سلسلة من الأحداث التي تسببت بقيام الحرب المكسيكية الأمريكية في عام 1846. كانت تكساس ولاية رقيق قبل الحرب الأهلية الأمريكية، وأعلنت انفصالها عن الولايات المتحدة في أوائل عام 1861 وانضمت رسميا إلى الولايات الكونفدرالية الأمريكية في 2 مارس من نفس العام. عادت تكساس إلى سيادة في الحكومة الاتحادية بعد الحرب الأهلية، ودخلت في فترة طويلة من الركود الاقتصادي.
جغرافيا
ولاية تكساس هي ثاني أكبر ولاية أمريكية، بعد ألاسكا، وتبلغ مساحتها 268.820 ميل مربع (696٬200 كم 2). هي أكبر من فرنسا بنسبة 10% وتقارب مساحتها ضعف مساحة ألمانيا أو اليابان، على الرغم من أنها ليست سوى في المرتبة السابعة والعشرين على العالم من حيث أكبر التقسيمات مساحة وأن كانت تكساس لا تزال دولة لكانت في المرتبة الأربعين من حيث المساحة بعد تشيلي وزامبيا.