فن وثقافة
«بـ 100 راجل».. ”الإبداع والعبقرية في عمل فني”
رؤية فنية/ مها وافيفي ظل ما تشهده الدراما المصرية من مسلسلات , يقع من بينها مسلسل "بـ 100راجل” والذي يعد من أفضل المسلسلات من حيث السيناريو والحوار والديكور والتصوير والإخراج والتتر, مسلسل مكتمل الأركان.
حيث تمكن المؤلف (محمود حمدان ) من توصيل رسالة للمشاهد، مضمونها تتميز بالقصة الجيدة، وقدرتها على جذب المشاهدين وقد كان في منافسة شرسة مع مسلسلات الموسم الرمضاني, لكنه تربع علي عرش أفضل أعمال الموسم الرمضاني بالتمثيل المتقن، والإخراج المتميز، والحبكة المتقنة, ومن نجوم العمل الذين تألقوا :-
سمية الخشاب (غالية أبو الدهب)
سمية الخشاب، ممثلة تبذل قصارى جهدها وتتلون بأداء متمكن بعيد عن التكلف (الأفورة) حتى تقدم عمل فني مختلف وتخطف الأنظار في كل ما تقدمه بأداء ممتاز، وذلك بعدما أصبحت لديها القدرة على التنوع والإبداع فيما تقدمه, فهى فنانة متمكنة صنعت لنفسها مكانة خاصة على الساحة الفنية، تستطيع (سمية الخشاب) أن تجسد دور الصعيدية والمتمردة، والمرأة الشريرة، والكوميديانة، والهانم المغلوبة على أمرها كما في مسلسل (بـ 100 راجل) اندماجها مع شخصية (غالية) بداية من لغة جسدها والتمثيل بالعينين، وكذلك طبقة الصوت التي تتحدث بها .
شخصية "غالية" شخصية متعددة ومركبة وصعبة, ولكن لا تصعب على فنانة في موهبة سمية الخشاب امتلكت مقومات الشخصية بقدر كبير من السلاسة والهدوء، فلا تشعر أنها تمثل، بل تشعر أنك تشاهد شخصية حقيقية أمامك، تلعب الشخصية بإتقان شديد وأبهرت الجميع.
محمد القس (المعلم صقر)
تجلت قدرته الإبداعية في عدة مشاهد تارة يكون فيها الزوج الحنون وتارة يكون المعلم وتارة في صرامته بالعمل.
امتلك الفهم الجيد للشخصية وتقمصها بدقة وحيوية وأمتعنا بخفة الدم والرومانسية, حيث تحدث اللهجة الصعيدية بثقة وثبات دون افتعال، في الوقت الذي يقع فيه العديد من الممثلين المصريين أنفسهم في أخطاء كبيرة عند نطقهم لكنة أهل الصعيد.
النجم "محمد القس" لم يقتصر إتقانه للدور على اللهجة الصعيدية التي يتحدثها خلال المسلسل، ولكن تعبيراته، وصموده أمام الصدمات التي تلقاها، إتقان الدور ببراعة لا يأتي سوى من ممثل محترف متمكن من أدواته.
ويظهر "القس" في مسلسل " بـ 100 راجل" بأنه الرجل صاحب المبادئ والأصول المحافظ على كرامته وكرامة أهل بيته, وإن كانت "غالية بـ 100 رجل" فلقد أبدع "القس" في هذا العمل التليفزيوني ليكون "بـ مليون رجل".
محمود عبد المغني (عبدالله)
الفنان محمود عبد الغني، يعيش في دور "عبد الله" ويتسلل تحت جلد الشخصية، ويتغير تغييرا كاملا في الشكل الخارجي لهيئته ويتقمص الشخصية التي يمثلها .
ويخلص للدور الذي يؤديه، يعيش في مجتمع الدور بإحساس صادق, محاولا الوصول إلى أكبر درجة من الإتقان .
محمود عبد الغني هو الممثل الموهوب الذي يدرك الحياة حق الإدراك ويضعها في خدمة الدور عن طريق الشعور والإحساس, "عبد الله" الأصيل ابن البلد الجدع, حيث أتقن تقمص الشخصية بشكل احترافي في كل مشاهده ومواقفه وتعبيرات محمود عبد المغني موهبه مميزة استطاع التربع بها داخل قلوب المشاهدين، لما يتمتع به من القبول والحضور الجذاب لدى الجميع، ببساطته وصدق تمثيله, إتقان الدور ببراعة لا يأتي سوى من ممثل متمكن من أدواته .
سما إبراهيم (مشيئة)
أصبحت من أبرز وأجمل الشخصيات في الموسم الرمضاني 2024 , حيث يمكنها التحول بسهولة بين الأدوار من المرأة العاشقة لمعلم صقر إلى الديكتاتورة المتسلطة تاجرة السلاح, فنانة متمكنة جدًا من أدواتها من حيث شكل الشخصية وأدائها وتعبيرات جسدها, جسدت شخصية "مشيئه" بحرفية عالية وبإتقان وكفاءة مذهلة.
كما أبدعت "سما إبراهيم" في تعبيرات الوجه عند كل جملة تقوم بآدائها , فلقد كانت الزوجة الوفية المخلصة لزوجها والعاشقة له, كما انها قامت بدور الزوجة الديمقراطية التي أرادت لزوجها السعادة بالزواج من "غالية" لتضرب بآدائها واحساسها أروع مثال للزوجات باحساس صادق وكأنها حقيقة فعلية تعايش معها الجمهور.
وبذلك تكون "سما إبراهيم" نجمة في سماء الفن بما تمتلكة من إبداع وآداء تمثيلي يعتقد الجمهور أنه الحقيقة ولا شيئ غير الحقيقة.
حسن عيد (عابد)
فهو ممثل موهوب يسعى لتجسيد الشخصيات المختلفة بإتقان, حيث استطاع أن يلفت الانتباه له في شخصية "عابد" ويتحرك بانسيابية في مسلسل " بـ 100 راجل" حيث تعايش قدر الإمكان مع الشخصية ليظهر بهذا الآداء.