منوعات
دراسة: الإرهاق المالي يؤثر على الصحة النفسية
مي عبد المجيدأشارت دراسة حديثة، نشرتها مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إلى أن انعدام الأمن المالي يؤدي إلى تدهور الصحة العقلية للأمريكيين، رغم أن التضخم قد تراجع بشكل كبير في الولايات المتحدة، مقارنة بذروته التي بلغها في يونيو 2022.
عام 2024 الأكثر إرهاقا من الناحية المالية
أكدت الدراسة أن 88% من المشاركين إنهم يشعرون بمستوى معين من الضغط المالي، وقال 65% إن مواردهم المالية هي أكبر مصدر للتوتر في حياتهم اليومية.
ويبدو أن الإرهاق المالي له تأثير سلبي كبير على الصحة العقلية للأمريكيين، حتى أن حوالي 41% من المشاركين قالوا إن مواردهم المالية "دمرت" صحتهم العقلية، وأفاد 64% بأنهم "يشعرون الإرهاق" عند التعامل مع الأمور المالية.
كما يُعانى حوالي 56% من المشاركين من فقدان النوم بسبب الضغوط المالية، ويشعر 47% بالتعب الجسدي، وهناك 45% يعانون من الصداع.
كما أفادت الدراسة 38% من المشاركين بزيادة أو فقدان الوزن، ولاحظ 34% تغيرات في الشهية؛ فيما هناك 33% يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.
ارتفاع أسعار السلع يسبب الضغط النفسي
قال نحو 57% إن سبب الضغط النفسي الكبير الذي يشعرون به هو ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بينما أشار 47% إلى افتقارهم إلى المدخرات، و46% إلى افتقارهم إلى الدخل.
وفي الوقت نفسه، ألقى 37% باللوم على ديونهم، و39% على أداء الاقتصاد الأمريكي. وقال نحو 36% إن ارتفاع تكلفة السكن يسبب لهم التوتر، بينما أشار 33% إلى ارتفاع أسعار الفائدة.
ولأن التعامل مع مثل هذه المواقف المجهدة والمقلقة يؤثر على الصحة العقلية والجسدية، دفع هذا العديد من الأمريكيين إلى تجنب التعامل مع شؤونهم المالية بالكامل.
واعترف نحو 44% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم سيتجاهلون أي مشكلة مالية حتى تتحول إلى أزمة. كما اعترفت نسبة كبيرة من المشاركين بعاداتهم المالية السيئة الناجمة عن التوتر الذي يعانون منه.
وقال نحو 58% إنهم لا يستخدمون ميزانية مالية مفصلة، و57% يماطلون في اتخاذ القرارات المالية المهمة، و44% يعانون من الإنفاق الزائد للتعامل مع التوتر، ويقوم 44% منهم بمشتريات لا يستطيعون تحمل تكاليفها، و41% يتجنبون فتح الفواتير أو مراجعة بيانات البطاقة الائتمانية.
تظل المشكلات الاقتصادية على رأس قائمة المخاوف التي تزعج الأمريكيين قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
وفي استطلاعها الأخير، وجدت مؤسسة جالوب أن 36% من الأمريكيين يعتقدون أن المشكلات الاقتصادية هي أهم قضية تواجه البلاد اليوم، مع قلق 17% بشأن حالة الاقتصاد الأمريكي بشكل عام، و12% بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة.
واعتبرت المشاكل غير الاقتصادية، بما في ذلك الحكومة 21%، والهجرة 18%، أهم القضايا التي تواجه البلاد من قبل حوالي 75% من الأمريكيين في مايو الماضي.
وغالبًا ما يعاني الأمريكيون بمفردهم من هذه المواقف المؤلمة، حيث أخبر 58% باحثي دراسةMarketWatch أنهم يخفون ضغوطهم المالية عن أحبائهم.
وفي أعقاب جائحة "كوفيد 19"، تعرض الأمريكيون لأزمة تكلفة المعيشة الناجمة عن ارتفاع التضخم، والذي وصل في يونيو 2022 إلى ذروته بنسبة 9.1%، وهو بعيد عن هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
وفي أبريل الماضي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 3.4% عن العام السابق، و0.3% عما كان عليه في مارس، لكن الزيادة الإجمالية كانت أقل من المتوقع.
ولكن في حين انخفض معدل التضخم -ويبدو أنه يواصل اتجاهه الهبوطي- فإن أسعار الفائدة وأسعار الرهن العقاري ظلت مرتفعة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف السكن. كما ارتفعت أسعار البنزين بنسبة 2.8% في أبريل؛ لكن من ناحية أخرى، انخفضت أسعار المواد الغذائية، مما جعل أسعار البقالة أرخص.