مقالات
أنا كما أنا ولن تغيرني مفاهيمك العفنة ..!!
فرنسا/ بقلم: الدكتورة نسرين عبودالتقينا فتعانقت نظراتنا وتشابكت أيدينا
حملني ليراقص أحلام عشقي ويدغدغ مشاعري الدفينة
باح لي بمعسول الكلام .. تنهدت .. فكرت.. لكني استسلمت
أتراه هو حبُ طرق الباب ففتحت له ذراعيّ دون تفكير .. دون تحذير ؟
ولكن غمرات حضنه الدافئ كانت قد خبرت .. حدَّثَت
أنبأت بولادة حبٍ.. عشق.. شغف أم إنه كل هذا وذاك
لم أتردد للحظة.. رغم صعوبة المنال .. صعوبة المخاض.. صعوبة السجال
استسلمتُ لبريق عينيه.. لمعسول كلامه المخضب بحبٍ شرقي
اختلجت مشاعري .. اضطربتُ عندما باح لي بكلامٍ ما
بوحُ فيه من الأسرار الغابرة الماضية ولكنها حاضرة
أسراره معه وإن باح بها... هي تثقله وتثقلني
تجاوزنا مرحلة البوح .. لكننا اضطربنا .. تزاعلنا .. تخاصمنا
ولكن مع الخصام كان حبنا أقوى من كل الصعاب
قلت له مترددة هل أحببتني فعلاً.؟
مع أني كنت شككت بإجابته المنمقة والهشة مسبقاً
فقلبي كان قد حدثني .. اختلاجُ مشاعري نبهني
ولكن ورغماً عني ما زلت أعاند وأجاهد
لم نستطع الحفاظ على حب قديم متجدد لكنه مازال متدفق
فالحب لا يعرف متى يطرق الباب وكيف
ولكن عقلي مازال يخبرني أو يحدثني بأسراره تلك .. بحياته تلك
بأسراره التي كتمها في نفسه .. التي خبأها في قلبه منذ الأزل
قبل أن يلتقي إمرأة جامحة طامحة ومجنونة لا يهمها في الحب كلامه ومعسول حرفه
بل أفعاله الندية السجية التي ستروي تربة امرأة حقيقية وليست وهمية
إمرأة من الصعب أن تتكرر في حياة رجل
إمرأة تتحدث وقت ما يستدعي الحديثُ كلاماً
وتنطق وتختلج وتنتشي رغم صعوبة الموقف
لم تستطع هزيمتي بكلامٍ مهترئ ملفق حتى ولو كان منمق... ولن تستطيع
فأنا امرأة ضاقت ذرعاً بأسلوبك الساذج في اختلاق الأكاذيب والقصص الواهية المتخيلة
بكل بساطة لأني امرأة تضحك من شدة الصدمة وتبكي برهةً من السعادة
نعم يا سيدي أنا هذه المرأة ..
أنا أجمع جميع صفات الأنوثة والرقة والحنية والانفعال والمشاعر المتناقضة كلها في امرأة واحدة
هي هذه الأنثى التي لا تريد إلا أن تسقى وتروى على طول الأيام، لا بقطراتٍ خجولة دخيلة وبخيلة
لكن بكل القطرات الندية القوية المعطاءة في آنٍ معاً
لتعلن عن فوح عبيرها و شذى عطرها عليك في كل لحظات حياتك في ماضيك و حاضرك و مستقبلك
كن هذا الرجل الذي يعرف كيف يحافظ على وردته مع الأيام حتى لا تموت وتذبل، بسبب إهمال ما، أو نسيان ما أو ظروف ما
لا تتبجح بحجج وهمية .. لا تمارس رجولتك الشرقية تارةً
ثم تأتي لتقول لي بأنك متدفق المشاعر ومتفتح العقلية
أعرف ماذا تريد قبل كل شيء .. حدد شخصيتك .. حدد طريقة تفكيرك
أعرف هويتك .. ولا تختبئ خلف إصبعك البالي
كن رجلي، صديقي، حبيبي، وأحبني أكثر لأعطيك أكثر
وكن كريماً معطاءً على هذه الزنبقة الجميلة خوفاً من ضياعها .. من موتها
إروها بمشاعرك الرقيقة الحساسة التي تحمل كل معاني الشهامة والرجولة الحقيقية
لتعطيك زنبقتك المتألقة كل رونقها كل شيءٍ من عبق الورد وشذى الحب المعطر بأنفاسنا كلينا سويةً رغم الأشواك
كن كما أنت ولكن لا تحاول أن تمارس علي رجولتك العفنة عندما يتطلب الأمر
بل مارس رجولة المواقف ورجولة الفرسان
أنا كما أنا .. أنثى عربية شرقية سميها ما شئت .. احكم عليها بما شئت
أنا كما أنا ولن تغيرني لا أنت ولا مفاهيمك العفنة الصدئة التي أكل وشرب عليها الدهر من أحافير الزمن الغابر