مقالات
دول الخليج لن تتخلى عن القضية الفلسطينية
بقلم: دكتور عبد الحميد العيلةلاشك أن هناك بعض الأصوات "النشاز" التي تطل علينا، خاصة من بعض الإعلاميين في بعض الدول الخليجية التي تقزم الحقوق الفلسطينية وتستهزئ بعذاباتهم على مدار 71 عام من الشتات والمعاناة؛ بل وتدافع عن الكيان الصهيوني الاستعماري الأطول في تاريخ التجمعات الإنسانية بشكل يظهر وكأنه صاحب الحق في فلسطين التاريخية، لكن الحقيقة أن أمثال هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم، والحق يقال أن دول الخليج وكل الدول العربية لم ولن يخذلوا الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة الذي لم يختلف عليها أحد .
وعلينا أن نعود للوراء عندما دعمت دول الخليج الانتفاضة الفلسطينية الأولى ( انتفاضة الحجارة العفوية الجبارة ) والثانية ( المسلحة التي كسرت شوكة وعنجهية المحتل ) .
فكم مشروع سكني خليجي بني في فلسطين وسمي باسم البلد الذي أنشأته ..؟ وكم أسرة شهيد ومصاب تبنتهم دول الخليج ..؟ والأمم المتحدة خير شاهد على وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني إلى هذه اللحظة .
والقمم العربية والمبادرة العربية لم تغيب عن دعمهم المطلق لفلسطين، وكان أول لقاء مصالحة بين فتح وحماس في مكة المشرفة بإشراف خادم الحرمين ملك المملكة العربية السعودية .
وليس الوقوف أمام صلف وهوجائية ترامب في محاولاته البائسة لشطب وكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أنروا " بوقف كل المساعدات الإنسانية عنها وقيام دول الخليج بدعم الأنروا وتغطية نسبة كبيرة من العجز الذي سببته أمريكا .
وعلينا ألا نشكك في أي دولة عربية أو خليجية، فهم أخوة لنا وهم السند وهم عمود الوسط الذي يحمي الخيمة الفلسطينية، رغم أننا نعلم أنهم يتعرضون لضغوط أمريكية بعدم دعم القضية الفلسطينية، وكان ردهم الأخير واضحا على أمريكا في القمة العربية، أنه لا سلام مع الكيان الصهيوني إلا بعودة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة، كما أقرتها قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية .
وكما أن لديهم أصوات نشاز لدينا نحن أصوات نشاز أيضا، تحاول أن تتهم هذه الدولة أو الأخرى بخيانة القضية الفلسطينية، فنحن جزء من الشعب العربي الأصيل وليس عيباً أن نقول أننا بحاجة لهم جميعاً، وما يؤلمهم يؤلمنا وما يفرحهم يفرحنا وعلينا أن نفرق بين القرارات الصادرة من الجهات الرسمية لأي دولة عربية وبين أفراد أو جماعات لا تمثل إلا نفسها .
وسيبقي العرب ودول الخليج خط الدفاع الأول للقضية الفلسطينية، وعلينا ألا نُجَرح في الدول العربية التي شاركت في مؤتمر البحرين، فلكل دولة ظروفها الخاصة، وما يشهده الخليج من وضع ساخن وما يحدث في اليمن وسوريا وبعض الدول العربية من محاربة الإرهاب قد يكون عاملاً لحضور هذا المؤتمر، لكن العبرة بالنتائج فلم نشاهد أي دولة عربية أو خليجية وافقت على صفقة القرن، فالجميع أعلن رفضه القاطع لها وأن الأساس في الحل هو إقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين .
وعلينا كفلسطينيين أن نقف صفا واحدا مع الأخوة العرب في دفاعهم عن حقوقنا ولا يجوز لأي صوت نشاز أن يتجرأ ويشكك في الدور العربي والخليجي في دفاعهم عن القضية الفلسطينية العادلة .