فن وثقافة
المخرج سيف يوسف لـ «الدفاع العربي»: السطحية التجارية مشكلة السينما المصرية
مها وافي◙◙ السينما والدراما التلفزيونية انعكاس حقيقي للمجتمع
◙◙ نعاني من تدني الذوق العام .. والأزمة الاقتصادية تؤثر على المجال الفني
سيف يوسف، من المخرجين الذين نجحوا في دورهم الإخراجي المتكامل علي الشاشة، حيث قدم للدراما أعمالا بارزة مثل سيرة حب الجزء الثالث ، عام 2014، ومسلسل نوايا بريئة 2016 ، مسلسل الكبريت الاحمر ، الجزء الاول، 2016، ومسلسل سرايا حمدين 2017، ومسلسل نصيبي و قسمتك حكاية رحمة ، 2018.
الى جانب عدد من الأفلام السينمائية، أبرزها، فيلم جدو نحنوح 2018، فيلم عمر خريستو 2018. ويعد المخرج سيف يوسف أحد أفضل المخرجين علي الإطلاق، وأكثرهم تأثيرا في صناعة الدراما المصرية، رغم أنه ليس مصري الجنسية في الأساس ولكنه أردني الجنسية فلسطيني الأصل، جاء إلى مصر عام 1997 واستقر فيها حتى الآن.
وعرف المخرج المتميز بتنوعه الكبير جدا في الأعمال، حيث أخرج العديد من المسلسلات المتنوعة بداية من الرومانسية ومرورا بالرعب ووصولا إلي الكوميديا.
كما أصبح أكثر المخرجين إبداعا وتفردا، حيث يمثل المعني الحقيقي لمخرج متكامل ؛ فكل أعماله تعتبر لوحه فنية خاصة منفردة ومختلفة عن غيرها ، وأثبت المخرج سيف دون شك أنه نموذج مثالي للمخرج المستقل الناجح .
«الدفاع العربي» التقت المخرج الكبير وكان لها معه هذا الحوار.
◙ بحكم خبرتك .. كيف ترى مستوى الأفلام المصرية والعربية؟
◙◙ هناك تطور كبير في الامكانيات وكذلك مستوى الصورة، بالأفلام المصرية، ولكن تبقى المشكلة الكبرى في المواضيع السطحية التجارية باستثناء بعض التجارب المحترمة، اما السينما في الوطن العربي تهتم بالموضوع اكثر ولكن هناك نقص في الامكانيات و اتمنى تعاون عربي في السينما في الفترة القادمة.
◙ ما هي أقرب أعمالك التلفزيونية والسينمائية إليك؟ ولماذا؟
◙◙ اقرب الاعمال الى قلبي مسلسل سيرة حب لانه كان تحدي لي و نجحت في التحدي و استمتعت بالعمل مع كل العناصر
◙ كيف ترى وضع النقد السينمائي حاليا خاصة بعد عصر القنوات المفتوحة وسهولة مشاهدة والحصول على الأفلام؟ ولماذا لم يعد النقد السينمائي مؤثرًا؟
◙◙ لم يعد هناك عدد كبير من اقلام النقد الحقيقية وانما تحول الموضوع لحروب و تشويه لذلك يضيع صوت النقد المحترم.
◙ من وجهة نظرك، كيف لمصر صاحبة الـ 100 عام في صناعة السينما أن تغيب بهذا الشكل عن المهرجانات العالمية وسط حضور أفلام لبلدان حديثة؟
◙◙ المهرجانات العالمية تهتم بالمواضيع و احنا عندنا ازمة مواضيع وازمة ثقافة.
◙ هل برايك الإنتاج هو الأزمة الوحيدة التى تواجه السينما الآن؟
◙◙ انا رأيي ان ازمة السينما في الثقافة العامة الموجودة و السطحية في الطرح بالإضافة لمشاكل في الانتاج بالإضافة لدخلاء في العمل السينمائي
◙ كيف ترى وضع الدراما المصرية من وجهة نظرك ؟
◙◙ الدراما المصرية تعاني من نفس مشكلة السينما بما يخص المواضيع و ذلك طبيعي لان السينما و الدراما التلفزيونية انعكاس للمجتمع الذي للاسف يعاني من تدني الذوق العام في كل شيء.
◙ أصبحت السينما المصرية في حالة من الركود الفني لماذا؟
◙◙ الركود يمر به اقتصاد المنطقة ككل و السينما هي صناعة تتأثر بالركود الاقتصادي.
◙ ماهو رايك في فيلم اولاد رزق والفيل الازرق؟
◙◙ بالنسبة لفيلم اولاد رزق و الفيل الازرق هما تجارب واعمال محترمة عجبت الناس اولا ذلك لا ينفي انها افلام سينمائية محترمة و القائمين عليها سينمائين اصحاب المهنة.
◙ برايك لماذا لا يوجد افلام او مسلسلات تتحدث عن الحب والاخلاق والثقافة لماذا المواضيع المطروحة قضايا البلطجة والعنف هل هذا مقصود؟
◙◙ الافلام و الفنون عموما تعكس ثقافة مجتمع ووعي ونحن للاسف المنطقة تمر بتدني اخلاقي وجهل وانخفاض في مستوى التعليم و الوعي و ربما هذا شي مقصود و لكن هناك محاولات محترمة بأعمال محترمة لمحاولة التغيير.
◙ ومن المسؤول عن هذه الأزمة؟
◙◙ المسؤولية تراكمية على عصور مضت و لكن الدولة مطالبة بدعم هذه الصناعة ودعم طرق نشر الوعي.
◙ ماهي اخر اعمالك الفنية؟
◙ أعمل على تحضير فيلم سينمائي جديد ما زال في مرحلة الكتابة.
◙ هل لـ «الدفاع العربي» تصريح خاص عن الفيلم الجديد؟
◙◙ اقول اسماء صعب الأن، و لكن الفيلم يجمع نجوم من مصر و الوطن العربي.
◙ في نهانه الحوار ماهي أمنيتك في الإخراج؟
◙◙ اتمنى اخراج اعمال سينمائية و تلفزيونية تلقي الضوء على مشاكل و قضايا حقيقية تلمس المجتمع و تؤثر في وعيه بالإضافة الى هدف شخصي بخدمة القضية الفلسطينية فنيا و الخروج بأعمال تلقي الضوء على هذه القضية المحورية.
ويبقى السؤال، هل السينما المصرية هي من تشكل ذوق المجتمع المصري أم ما هي إلا انعكاس له لمجتمع المصري؟ وهكذا ظل السؤال يشغل الأذهان دون إجابة نموذجية سواء في الفن أو المجتمع في دائرة الشك غير متيقنين إلا من شيء واحد وهو انحدار السينما والذوق العام معا!
وهل أصبحت السينما المصرية للتجارة فقط ولا للتسلية أو الإمتاع البصري والغريزي وإنما مثلها مثل المدرسة والجامعة صرح ومنارة للتنوير للأجيال خاصة الشباب للارتقاء بهم ودفعهم إلى سلوك الطرق الجادة والسوية في حياتهم وليس إلى الانحدار والتفاهة كما حدث أفلام التي تعرض الآن في السينما التجارية بمنتجيها من تجار ومخرجين والذي أتعفف عن ذكر أسماء هؤلاء وهؤلاء.
وهو للأسف ما يحدث الآن من انتاج افلام أكثر قبحاً وضراوة علي المجتمع المصري وللأسف ما يحدث في السينما المصرية ليجسد لنا نوع جديد من طريقة البلطجة في أقصى درجاتها في تاريخ السينما المصرية العريقة.
والسؤال هنا من المسؤول عن هذا الإسفاف هل يبقي الحال كما هو الآن، قد تبدو فكرة السينما النظيفة فكرة أفلاطونية بينما هي في حقيقة الأمر الأكثر واقعية ونحن بحاجه لها من أجل بناء مجتمع.
البحث عن الكسب السريع وتحقيق الانتشار وحصد الملايين جعل السينما في مصر تدور في حلقة مفرغة، فأخرجت حزمة من الأعمال السطحية المبتذلة التي تعتمد على الرقص والبلطجة.