مقالات
الورش الكتابية.. كارثة تهدد عرش السينما المصرية
بقلم/ مها وافيتعاني الدراما و السينما المصرية من كارثة فنية، وهي الورشة الكتابية في السيناريو، كيف يستطيع اكثر من شخص ان يقوم بكتابة عمل واحد ؟ كتابه السيناريو ماهي إلا عمل فني وابداعي، وليس بحثا ولا دراسة ولا محاضرة ولا نصائح الفن والابداع، كيف يمكن أن يتشارك في عمل فني واحد 6 أشخاص مثلا ؟ كتابة السيناريو يجب أن تكون عن موضوع تعرفه، موضوع يكون الكاتب شغوف به وجذاب بالنسبة له وقريب منه، والحبكه والسرد والشخصيات ليست وجبات متنوعة.
الاحترافية في كتابة السيناريو بحاجه إلي احساس، وليس أكثر من شخص، ورش كتابة السيناريو لايستفيد منها سوى طرفين، الأول المنتج الذى يبحث عن التوفير فى النفقات، والمسؤول عن تلك الورش، لأنهما يحصدان المقابل المادى الأكبر.
ورش كتابة السيناريو فى مصر أصبحت لبعض الجهات ما هي إلا "سبوبة" تُدر لها دخلا، وانتشرت فى الآونة الأخيرة بعض "الإيفنتات" على مواقع التواصل الاجتماعى لجذب الشباب للاشتراك فى هذه الدورات بمقابل مادى باهظ، غير عابئين بالظروف المادية والاقتصادية التى يمر بها الشباب، خصوصا الذين يحرصون على تنمية مواهبهم وإبداعاتهم فى الكتابة، ويقعون فريسة لهؤلاء.
ولنبدأ بالنموذج الأقرب لقلوب الكثير من المصريين، وهو مسلسل friends ظاهرة التسعينات، والذي استمر لمدة عشر سنوات، كان لدي صناع هذا العمل فريق من الكتابة، وكذلك أعمال درامية كثيرة في أوروبا والولايات المتحدة منها :-
LA Cass de papel اسباني Breaking bad Prison break How I met your mother Game of thrones
وهذه نماذج من أعمال مشهورة ناجحة عالميا، ليست مثل بعض الأعمال التي تنتج في دول أخرى ولا تنال نفس شهرة المسلسلات السابقة الذكر، وكل هذه الأعمال تستخدم فريق كتابة أو ما نطلق عليه محليا في مصر اسم "ورشة كتابة"، والتي فشلت فشل زريع في بلدنا .
فلماذا لا نعمل علي الالتزام بالمعايير الصحيحة في الكتابة ونترك العشوائية والمحسوبية، لكي نصنع فناً محترماً يليق بصناعة السينما والإذاعة والتليفزيون في مصر ؟ كفانا غوغائية وحشو ماسخ لا نحصد من وراءه سوى النقد والتحقير من شأن صناعة الفن في بلدنا .
لقد هرمنا من الإسفاف الذي تعانية السينما المصرية الآن، وأصبحت فاقدة لمعني الذوق والإحساس والفن الراقي، بعد مشاهدتنا لما يعرض من محتوي تخريبي يذهب بعقول أبنائنا، بل وينمي فيهم روح الجريمة، ولابد من وقفة حاسمة للحد من تلك الفن الهابط، لكي نواكب الفن العالمي وننهض بصناعتنا، لأن الفيلم هو عنوان للدول.
ولقد قال الرئيس الأمريكي الراحل "جون كيندي" عند زيارته لاستوديوهات هوليود : إذا أردتم المجد والرفعة لأمريكا فعليكم بالفيلم الأمريكي، في إشارة منه لأهمية صناعة السينما .