عقد الجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "من مواقف أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي ﷺ"، بحضور كل من أ.د حسن القصبي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وأ.د أسامة مهدي، أستاذ الحديث وعلومه بالجامعة، وأدار الملتقى الشيخ محمود عبد الجواد، الباحث بالجامع الأزهر.

وأشار الدكتور حسن القصبي إلى أن لأبي بكر الصديق رضي الله عنه أثرًا بالغ الأهمية بعد وفاة النبي ﷺ، حيث تميز بـالحزم في التعامل مع المرتدين وتنفيذ بعثة أسامة بن زيد التي أعدها النبي ﷺ لمواجهة الروم في الشمال بعد فتح مكة. وأضاف أن قرار أبي بكر بإكمال ما أمر به النبي ﷺ كان تجسيدًا لقدسية الفرائض وأهمية وحدة الدين، مؤكداً قولته الشهيرة لسيدنا عمر: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة".

من جانبه، أكد الدكتور أسامة مهدي أن دور أبي بكر الصديق كان محوريًا في الإسلام، حيث امتاز بالرأي الحكيم والعدل والورع، مشيرًا إلى جهوده في جمع القرآن الكريم، ما شكل خطوة تأسيسية لحفظ النص الإلهي. كما أوضح أن تأسيس الخلافة الإسلامية كان ضرورة لتوحيد كلمة المسلمين وإقامة دولة قائمة على العدل، مستشهدًا بقرار الصحابة في سقيفة بني ساعدة باختيار أبي بكر رضي الله عنه خليفة للنبي ﷺ، مع تأكيده على قوله: "لقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني".

ويُعقد ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي كل يوم الأربعاء في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر، وبتوجيهات وكيل الأزهر، بهدف استعراض حياة النبي ﷺ وتسليط الضوء على معالم سيرته، وكيفية تطبيقها في حياة الأمة اليومية.