مقالات
ألا يخجل بنو صهيون من أنفسهم عندما يتظاهرون أمام العالم بأنهم ضد ثقافة العنف والقتل والدم ؟
بقلم الدكتورة/ نادية مصطفىيتظاهر الاس,رائيليون أمام العالم بأنهم ضد ثقافة العنف والقتل والدم بينما هم أكثر شعوب ومجتمعات العالم اعتناقا وترَويجا لها بما يقترفونه من انتهاكات وحشية ومن جرائم ضد الإنسانية يندي لها الجبين في غزة التي حولوها الي ارض محروقة والي حمام دم والي بلد مدمر غير قابل للحياة.
وألا يسالون أنفسهم عن أسباب كل هذا الرفض العربي لهم والنفور منهم والكراهية لهم بعد ثمانية عقود كاملة من وجودهم بينهم ؟
وألا يسالون أنفسهم لماذا هم دون سائر دول وحكومات العالم من لا يحملون ذرة احترام واحدة لكافة ما تعارف عليه العالم من قوانين ومواثيق وعهود دولية لحقوق الانسان، ولماذا هم اكثر تلك الشعوب استخفافا بها وانتهاكا وازدراءا لها.؟
أقول ذلك بمناسبة ما حدث عند معبر اللنبي علي الحدود الأردنية الإس,رائيلية من إطلاق سائق شاحنة أردني النار علي ثلاثة حراس امن إس,رائيليين وقامت الدنيا بعدها ولم تقعد في إس,رائيل وكان زلزالا أصابها.. وخرج السفاح نتنياهو علي الفور بتصريح ينسب فيه السبب عن هذا الحدث الي أيديولوجية القتل والعنف التي يحملها جيران اس,رائيل لها والتي ينشرها ويروج لها محور الشر الإيراني في المنطقة وذلك علي حد زعمه وادعائه.. وفي هذا ما فيه من كذب وتدليس وتزييف وقلب للحقائق ومن مغالطات مفضوحة تناقض نفسها بنفسها، وان كان هذا هو ما تعودناه منه طول الوقت..فهو يتنفس الكذب ليل نهار ويجد نفسه فيه... وهذا هو أسلوبه الانتهازي واللا اخلاقي الذي تربي كسياسي عليه وأدمنه ولا يستطيع الإقلاع عنه...
وإذا كان هناك من يجب ان يمثل أمام العدالة الدولية ليحاكم عن جرائمه ضد الإنسانية ، فهو هذا المجرم الصهيوني نتنياهو وعصابته الإرهابية التي يتزعمها في تل أبيب.... وإذا كان الاس,رائيليون قد عجزوا عن الإطاحة به وبحكومته التي جلبت اليهم كل هذا الخزي والعار، فعليهم ان يدفعوا الثمن من حياتهم وأرواحهم وأمنهم ومن رفض جيرانهم لهم...
إن ما حدث عند معبر اللنبي كان تعبيرا فرديا محدودا عن براكين الغضب العربي العارم التي تغلي تحت السطح والتي قد تثور وتنفجر في اي وقت.وهو ما يجب علي الاس,رائيليين إن يحذروه ويحسبوا له حسابه إذا ما كان للسلام مع جيرانهم إن يعرف طريقه يوما اليهم... وهو ما يبدو بعيدا الآن بعد السماء عن الأرض.... وسوف نتابع كل أمور العار على مر الأيام القادمة..