فن وثقافة
تكريم المخرج المغربي حكيم بلعباس في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته الـ41
أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة، عن تكريم المخرج والكاتب المغربي البارز حكيم بلعباس، ضمن فعاليات الدورة الـ41 من المهرجان، والتي تُقام في الفترة من 2 إلى 6 أكتوبر المقبل، احتفاءً بمسيرته الفنية الثرية وإسهاماته المؤثرة في السينما العربية والمتوسطية.
يأتي تكريم المخرج المغربي حكيم بلعباس تقديرًا لمسيرته السينمائية المتفرّدة، التي تميّزت بعمق فكري وجمالية بصرية لافتة، جعلت منه واحدًا من أبرز الأصوات الفنية في المغرب والعالم العربي. ويُعد بلعباس من روّاد السينما المستقلة في المنطقة، حيث استخدم أدواته الإخراجية ببراعة لاستكشاف موضوعات الهوية والذاكرة والإنسان، بأسلوب شعري وتأملي خاص.
ولد بلعباس عام 1961 في مدينة بجعد المغربية، ودرس الأدب الإنجليزي والأمريكي في جامعة الحسن الثاني بالرباط، قبل أن ينتقل إلى فرنسا لاستكمال دراسته السينمائية في معاهد ليون، ثم نال درجة الماجستير في السينما من جامعة كولومبيا بمدينة شيكاغو بالولايات المتحدة.
انطلقت تجربته السينمائية منتصف التسعينيات، حيث قدّم سلسلة من الأفلام القصيرة والوثائقية التي لاقت صدى نقديًا كبيرًا، من بينها «عش في القيض» (1996)، «دائمًا على استعداد» (1997)، و«راعي وبندقية» (1998). كما حظي فيلمه «همسات» (2001) بتقدير واسع، إلى جانب أفلام بارزة مثل «ثلاثة ملائكة بأجنحة مهشّمة» (2002) و«خيط الروح» (2003)، اللذين جمعا بين الطابع التجريبي والتعبير السينمائي العميق.
ولم تتوقف مسيرته الإبداعية عند ذلك الحد، إذ أخرج لاحقًا أعمالًا تنبض بالحس الفلسفي والبعد الجمالي، مثل «علاش أ البحر» (2006) و«حرفة بوك لا يغلبوك» (2008)، ليُرسّخ مكانته كأحد المخرجين الذين ساهموا بفاعلية في تطوير لغة سينمائية مغاربية ذات خصوصية.
ويُعد هذا التكريم خلال مهرجان الإسكندرية اعترافًا بمساهمات بلعباس النوعية في السينما المتوسطية، حيث استطاع عبر أفلامه أن يقدم رؤية إنسانية تُخاطب الوجدان، بلغة سينمائية تتسم بالصدق والابتكار.
الجدير بالذكر أن الدورة الـ41 من مهرجان الإسكندرية السينمائي تُقام هذا العام تحت رعاية وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، ومحافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد حسن سعيد، وسط حضور مرتقب لكوكبة من صناع السينما في العالم العربي ودول البحر المتوسط.