دين
مفتي الجمهورية يوجز سبع رسائل جامعة للإسلام خلال زيارته لمسجد ”طونسون” بتايلاند
أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، سبع رسائل جامعة تلخص منهج الإسلام في التعامل مع الإنسان والبناء والعمران ونشر القيم، موضحًا أن هذه الرسائل تشكل أساسًا راسخًا لبناء مجتمع إنساني متماسك ومزدهر.
جاء ذلك خلال زيارته لمسجد "طونسون" العريق، أقدم مسجد سُنّي في مملكة تايلاند، الذي يعود تاريخ إنشائه لأكثر من 300 عام، حيث التقى نخبة من العلماء والدعاة والشخصيات الإسلامية البارزة، في أجواء عكست عمق العلاقات الأخوية بين مصر والأمة الإسلامية في مختلف أنحاء العالم.
وأشار المفتي إلى أن أولى هذه الرسائل تكمن في أن يكون العلماء والدعاة سفراء لدينهم، يحملون رسالته السمحة ويجسدون مبادئه في حياتهم ومعاملاتهم، معتمدين على الحكمة والموعظة الحسنة في دعوة الناس إلى الإسلام.
وأضاف أن الرسالة الثانية تؤكد التعامل مع الإنسان باعتباره كيانًا متساويًا، دون التفريق بين الجنس أو اللغة أو الدين أو المعتقد، فكرامة الإنسان أصل ثابت في الإسلام، ولا تفضيل إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وأوضحت الرسالة الثالثة المشاركة الفاعلة في البناء والتشييد والعمران، بوصفها مسؤولية دينية وحضارية، انسجامًا مع مبدأ الاستخلاف الذي ينص عليه القرآن الكريم، حيث يُسهم المسلم في نهضة أوطانه ويعمل على تحقيق الخير للبشرية.
وتناولت الرسالة الرابعة التمسك بالكلمة الطيبة كوسيلة للتواصل وبناء جسور المحبة بين الناس، إذ أن الكلمة الطيبة صدقة ولها أثر أكبر من القوة أو السلطة في نشر السلام والمودة.
أما الرسالة الخامسة، فركزت على التوافق بين القول والفعل، بحيث تعكس سلوكيات الإنسان اليومية المبادئ التي يؤمن بها، ليُقاس صدق المسلم بمدى تطبيقه لقيمه على أرض الواقع.
وأشار المفتي إلى الرسالة السادسة، المتمثلة في غرس ثقافة التسامح والاحترام المتبادل، باعتبارهما حجر الأساس للتعايش الإنساني والسلم الأهلي، مؤكداً أن التسامح لا يقلل من الاعتزاز بالهوية، بل يعززها ضمن إطار من الرحمة والعطف.
وجاءت الرسالة السابعة والأخيرة، لتؤكد على الحرص على الأعمال الصالحة والمشروعات النافعة التي تجلب الخير للأوطان والعباد، تحقيقًا لمقاصد الشريعة في رعاية مصالح الناس وجلب المنافع لهم.
واختتم المفتي كلمته بالتأكيد على أن الالتزام بهذه الرسائل يمثل جوهر رسالة الإسلام ومفتاح قوته الناعمة في بناء أوطان ومجتمعات تتسع للجميع في أمن ووئام.
ومن جانبهم، عبَّر العلماء والدعاة في تايلاند عن اعتزازهم وتقديرهم لهذه الزيارة، معتبرين الرسائل السبع بمثابة دستور للأخلاق ومبادئ للعيش المشترك، مؤكدين أن هذه المبادئ ترسخ قيم الرحمة والتسامح وتفتح آفاق التعاون بين الشعوب الإسلامية.
وحضر اللقاء تاناوات سيريكول، سفير مملكة تايلاند لدى القاهرة، وهالة يوسف، السفيرة المصرية بتايلاند، إلى جانب عدد من المسؤولين الدينيين وكبار الشخصيات في البلاد.
وتأتي زيارة مفتي الجمهورية ضمن جهود تعزيز جسور التواصل بين مصر والعالم الإسلامي، وترسيخ دور دار الإفتاء المصرية في نشر قيم الإسلام السمحة والتواصل الفعال مع المؤسسات الدينية في مختلف بقاع الأرض.